May 22, 2018 2:20 PM
خاص

انتخابات 2018: أبعد من العقاب الحزبي.. ورش مراجعة الخيارات...

المركزية- إذا كانت ولاية مجلس النواب المنبثق من انتخابات 6 أيار قد إنطلقت، على أن تبدأ أول استحقاقاتها بجلسة لانتخاب رئيس المجلس النيابي الجديد، فإن ما يظهره المشهد السياسي والحزبي في البلاد يؤكد أن استحقاق أيار 2018 النيابي لم ينته فصولا.

فأبعد من النتائج التي خرجت بها صناديق الاقتراع، بوصفها تعبيرا عن إرادة الناس، وضعت نسب المشاركة المتدنية التي لم تبلغ الـ 50% الأحزاب والقوى السياسية أمام امتحان مراجعة خطابها السياسي، أيا كان موقعها، بدليل ما تشهده الكواليس والمقار الحزبية من اجتماعات وخلوات لوضع النقاط على حروف ما بعد الانتخابات، قبيل إنطلاق رحلة "تناتش" الحصص الحكومية التي يريدها الجميع "مناسبا لحجمه النيابي الذي أفرزته الانتخابات".

وفي السياق، تلفت مصادر سياسية مطلعة عبر "المركزية" إلى أن الانتخابات الأخيرة أظهرت أن أكثر من نصف الشعب اللبناني غير راض عن المسار الذي سلكه الشأن العام في الآونة الأخيرة، ما يفترض إعادة نظر شاملة تتخطى آليات المحاسبة الحزبية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن من الأهمية بمكان مراجعة طريقة إداررة العمليات الانتخابية على مستوى الماكينات الحزبية.

وفي وقت انبرى بعض الأحزاب إلى إعادة هيكلة التنظيم الحزبي الداخلي لمواكبة المرحلة الجديدة التي انطلقت، بدليل الاجراءات "العقابية" التي  اتخذها الرئيس سعد الحريري في حق بعض كوادر "التيار الأزرق"، بفعل نتائج الانتخابات، لا تفوت المصادر فرصة التنبيه إلى أن المشكلة أعمق من من أن تقتصر على طرد بعض العناصر الحزبية، بل تطال الخيارات التي اتخذتها الأحزاب والقوى وخاضت على أساسها الاستحقاق، الذي يعتبر كثيرون أن ما يسمى "المال الانتخابي" كان ناخبا مهما فيه، وفي ذلك أيضا عامل مهم يجدر أن يتوقف عنده الجميع.

وتختم المصادر بالإشارة إلى أن في ضوء الواقع السياسي الجديد، تبدو الورش التقويمية الحزبية مستمرة، وآخرها تلك التي كان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أطلق نفيرها في احتفال تكريم النواب الكتائبيين الثلاثة الذي أقيم أخيرا في بكفيا، وتحدث عنها سابقا عدد من كوادر الحزب، والتي انطلقت أعمالها أمس (بعد تأجيلها من السبت لأسباب لوجستية)، على أن تخرج قريبا بتوصيات تحدد موقف الصيفي من المرحلة المقبلة، علما أن مراقبين يتوقعون أن تنتهي الورشة إلى تحديد الخيار الكتائبي في ما يخص انتخاب رئيس المجلس النيابي الجديد، ونائبه وهيئة المكتب، تماما كما هي حال تكتل لبنان القوي، وكتلة تيار المستقبل، اللذين يعقدان اجتماعين اليوم لهذه الغاية أيضا، غداة اعلان الموقف القواتي الذي سيركن إلى الورقة البيضاء، على مستوى الرئاسة الثانية، وسيؤيد النائب أنيس نصار لمنصب نائب رئيس مجلس النواب. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o