Sep 25, 2021 11:10 AM
خاص

الحوثيون يصعّدون: التسوية اليمنية تنتظر مصير فيينا

المركزية- مستفيدة من الوقت الضائع الفاصل عن العودة الى طاولة المحادثات النووية في فيينا، تواصل ايران التصعيد في الميدان وفي السياسة، لتعزيز الاوراق التي على اساسها ستفاوض الولايات المتحدة الاميركية. ولعلّ اقوى ضربة تضربها الجمهورية الاسلامية سجّلت في اليمن في الساعات الماضية عبر ذراعها العسكرية "الحوثيين". فقد  تمكنت الجماعة من السيطرة على آخر معاقل الحكومة اليمنية في محافظة البيضاء الاستراتيجية وسط البلاد. وأعلن الحوثيون، الخميس، استكمال سيطرتهم على ما بقي من محافظة البيضاء، بعد عملية عسكرية واسعة أطلقوا عليها اسم "فجرُ الحرية". وجاء التقدم الحوثي، بعد سلسلة هجمات تمكنت فيها الجماعة من السيطرة على مركز مديرية الصومعة في البيضاء، آخر معاقل القوات الحكومية في المحافظة، وتهديد محافظتي أبين وشبوة جنوبي البلاد.

وشكّل التقدم العسكري هذا في البيضاء انتكاسة حقيقية لقوات الجيش، التي كانت قبل أسابيع بدأت عملية هجومية لتحرير المحافظة، غير أنها فشلت نتيجة عدم وجود إسناد ودعم، وفق معطيات صحافية.

وتعد البيضاء واحدة من المحافظات الاستراتيجية، التي يحرص على كسبها طرفا الصراع، بفعل المميزات الكثيرة التي تتمتع بها. فالمحافظة، التي تتكون من 20 مديرية، توصف بأنها قلب اليمن كونها تتوسط بين شمالي البلاد وجنوبها. كما انها تحاذي أربع محافظات جنوبية هي أبين ولحج والضالع وشبوة، إضافة إلى محاذاتها لأربع محافظات شمالية هي مأرب وإب وذمار وصنعاء. وتزامنت معارك البيضاء مع مواجهات عنيفة شهدتها محافظة مأرب النفطية وسط البلاد، استطاع فيها الحوثيون هذا الشهر السيطرة على مديرية رحبة جنوبي المحافظة...

ولم يحصر الحوثيون نشاطهم داخل الاراضي اليمنية بل كثفوا تزامنا، هجماتهم على السعودية، حيث أعلن التحالف العربي الذي تقوده المملكة، الجمعة، أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ودمرت طائرة مسيّرة مفخخة خامسة أطلقها الحوثيون تجاه مدينة خميس مشيط جنوب المملكة. وأكد التحالف أنه أحبط كافة المحاولات العدائية للحوثيين باستهداف المدنيين والأعيان المدنية.

الجديرذكره، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان هذه العمليات تأتي بعد أيام من بدء المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ مهامه رسميا، كرابع مبعوث أممي إلى البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سبع سنوات. الوسيط كان اجرى في بحر الاسبوع زيارة إلى مسقط، حيث التقى وزير خارجية السلطنة، بدر البوسعيدي، وكبير مفاوضي جماعة "أنصار الله" اليمنية   محمد عبدالسلام لبحث آفاق السلام في اليمن. ووفق المصادر، يريد غروندبرغ، مدعوما من الامم المتحدة والاميركيين واوروبا، احياء المحادثات اليمنية – اليمنية واليمنية – السعودية لايجاد تسوية للنزاع المسلّح، الا ان نجاحه في المهمة غير مضمون، وهذا الحل سيبقى معلّقا الى حين اتضاح مصير محادثات فيينا ومعالم الاتفاق الاميركي – الايراني وما سيُنتِجه على صعيد "إدارة" المنطقة وملفاتها..

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o