May 21, 2018 2:58 PM
دوليات

صون الاتفاق النووي ومواجهة أحادية ترامب على طاولة بوتيـن وماكرون
الرئيس الفرنسي يطالب "القيصر" بتوسيع "أستانة" وضبط نظام الاسـد وايران

المركزية- يزور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون روسيا نهاية الاسبوع الجاري، وتحديدا في 24 و25 أيار للمشاركة في منتدى اقتصادي يعقد في سان بطرسبورغ. الا ان الجزء الابرز من زيارته يتمثل في الاجتماع الذي سيضمّه الى نظيره الروسي فلاديمير بوتين حيث سيستعرضان رزمة ملفات اقليمية ودولية، محطّ اهتمام مشترك. بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ساهم انسحاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، في تقريب الاوروبيين والروس، بعد ان كانت سلّة قضايا أخرى، وعلى رأسها تطورات اوكرانيا وتسميم العميل سيرغي سكريبال في بريطانيا، وسّعت الهوّة التي تباعد بينهما.

ففي أعقاب الزيارة التي قامت بها المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى موسكو الاسبوع الماضي، يستعد ماكرون اليوم لمفاوضات "شاملة" مع "القيصر"، سيكون الحاضر الابرز فيها الملف الايراني والاتفاق النووي ومصيره بعيد خروج الولايات المتحدة منه. وفيما من المعروف ان موسكو وباريس تتشاركان وجهة النظر نفسها القائلة بضرورة التمسك بالاتفاق العتيد، تشير المصادر الى ان الجانبين سيعرضان لتداعيات خطوة ترامب وأبعادها السلبية على الوضع الاقليمي والدولي، وسيشددان على ضرورة التوصل الى اتفاق جديد حول "النووي" يبقي تفاهماته قائمة ويعيد الامور بين الدول المعنية به، الى ما كانت عليه.

وبحسب المصادر، ترفض اوروبا وخصوصا فرنسا والمانيا وبريطانيا، مسايرة اميركا في الملف النووي وستسعى الى نسج علاقة مع موسكو، تسمح للجانبين بالوقوف في وجه أحادية ترامب "نوويا" وتفرّده في اتخاذ قرارات كبرى دونما مشاورة حلفائه، لا سيما الاوروبيين، علما ان العقوبات التي فرضها على ايران ستؤثر سلبا على عمل الشركات الاوروبية في طهران. وسيكون هذا الموضوع مدار نقاش بين بوتين وماكرون.

في الموازاة، تتابع المصادر، سيبحث الزعيمان الملف السوري، حيث سيعرب الرئيس الفرنسي عن قلقه من هشاشة الوضع في مناطق خفض التوتر ولا سيما في جنوب سوريا حيث تحاول ايران تثبيت نفوذها، بما يثير المخاوف على الاستقرار في المنطقة. وسيدعو ماكرون في السياق، الى تثبيت وقف اطلاق النار وإرساء هدنة دائمة تمهد لانطلاق ورشة المفاوضات السياسية لحل الازمة وفق مندرجات جنيف واحد، وهو سيحث بوتين على الضغط على النظام وايران للجم اندفاعتهما العسكرية في الميدان والسير في اتجاه الحل السياسي. وبحسب المصادر، تعتبر فرنسا ان مؤتمر استانة لم ينجح وقد فشل في التوصل الى تسوية كما فشل في تثبيت وقف اطلاق النار. وعليه، ستجدد فرنسا طلبها من روسيا التي ترعى مع تركيا وايران مفاوضات استانة، توسيعَ مروحة المشاركين في "المنصة" المذكورة، وإدخال دول اوروبية اضافة الى اميركا ودول عربية كالسعودية ومصر والاردن، اليها، بما يسهم في تعزيز فاعليتها وينعش مفاوضات التسوية.

وأخيرا، لا تستبعد المصادر ان يكون الملف اللبناني حاضرا ايضا في المباحثات. فباريس التي تظهر في كل مناسبة احتضانها للواقع اللبناني، سيستغل رئيسها لقاءه ببوتين ليشدد امامه على ضرورة المحافظة على الاستقرار والهدوء في بيروت وعلى احترام الرغبة اللبنانية الجامعة التي جسدها قرار مجلس الوزراء باجماع مكوناته بمن فيهم وزراء حزب الله على اعتماد سياسة الناي بالنفس. وبحسب المصادر، قد يطلب ماكرون من مضيفه الضغط على ايران لسحب قواتها من سوريا، وأبرزها عناصر "حزب الله"، في خطوة من شأنها تثبيت دعائم الاستقرار في لبنان في هذه المرحلة المفصلية من عمر المنطقة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o