"القطـاع المصرفي ملتـزم تطبيق قواعد الامتثال والشفافيـة"
سلامـة يطمئن إلى الوضع النقدي الطبيعي والسيولة المريحة:
الـ"يوروبوندز" اللبنانية سجّلت مناعة أفضل من الدول الناشئة

المركزية- أبلغ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المصارف أن "وضع سوق القطع طبيعي، وتشهد الليرة استقراراً مرشّحاً للاستمرار، كما أن السيولة بالليرة منظمة بشكل مريح للأسواق والمصارف".

وكان اللقاء الشهري بين حاكم مصرف لبنان وجمعية مصارف لبنان برئاسة جوزيف طربيه عُقد الأسبوع الفائت للبحث في التطورات النقدية والمصرفية، إلى جانب ملف المصارف المتواجدة في العراق بطلب من المصارف العشرة العاملة هناك، إذ تم التوافق على تريّثها قبل اتخاذ أي قرار بالانسحاب من السوق العراقية أو البقاء فيها.

وتم التأكيد على "التزام القطاع المصرفي اللبناني تطبيق قواعد الامتثال والشفافية تحت سقف السلطات النقدية والرقابية الرسمية، والحرص على أدائه المعهود والمتميّز بحسن إدارة المخاطر واحترام قواعد العمل المصرفي الدولي بصورة دقيقة".

كذلك أبلغ سلامه المصارف أن "مصرف لبنان على وشك إنجاز عملية مقايضة مع وزارة المال، بحيث تصدر الأخيرة سندات يوروبوندز بقيمة 5.5 مليارات دولار على 10 سنوات أو 15، يسدّدها مصرف لبنان بسندات خزينة بالليرة، وسيبيع المصرف المركزي ما قيمته نحو ملياريّ دولار من هذه السندات في الأسواق العالمية بشكل تدريجي خلال 12 شهراً على أن يحتفظ بما تبقى في محفظته، علماً أن الدولة لن تصدر المزيد من السندات هذا العام على أن يتم سداد استحقاق حزيران المقبل، استحقاقات العام 2018، ما قيمته 3 مليارات و994 مليون دولار وفق الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة المال.

وكان موضوع تراجع أسعار سندات الـ"يوروبوندز" الأسبوع الماضي إلى أدنى مستويات لها منذ أزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في تشرين الثاني الماضي، مدار نقاش خلال اللقاء، حيث أوضح سلامه أن تقلبات الأسعار مردّها إلى التغيير الذي طرأ على بنية المحافظ في الأسواق الناشئة حيث لم يعد مردودها يعكس حقيقة المخاطر نتيجة تخطي المردود على السندات الأميركية فئة العشر سنوات معدل 3 في المئة. لذلك، شهدت صناديق الاستثمار للدول الناشئة سحوبات للتوجّه إلى الأسواق ذات المخاطر الأقل.

وبحسب سلامه، فإن سندات الـ"يوروبوندز" اللبنانية سجّلت مناعة أفضل من العديد من الدول الناشئة، "لأن أزمة السندات لدى هذه الدول ترافقت مع تقلبات في أسعار صرف عملاتها".

واعتبر أن "مستوى الفوائد على الـ"يوروبوندز" اللبنانية واقعية برغم أن بعض المختصين كمصرف "غولدمان ساكس"، يعتبر أنه يمكن توقع فوائد أدنى على السندات اللبنانية بمعدل 1 في المئة أو حتى 1.5 في المئة استناداً إلى النماذج المعتمدة للتوقعات الخاصة بها".

كذلك رأى أن التطورات في المنطقة أثّرت بدورها على القابلية لاقتناء سندات الـ"يوروبوندز"، وقد زادت بعض دول المنطقة المردود على سنداتها، بينما لم تستطع أخرى أن تقترض بالفوائد التي تريدها.

وأشار سلامه أيضاً إلى أن "مصرف لبنان يعمل على تغيير الإطار القانوني الذي يرعى إصدارات شهادات الإيداع بالعملات الأجنبية حيث تُعطى القوة الإبرائية الخارجية، ما يسمح للمصارف التي ترغب في بيعها بالحصول في المقابل على سيولة، ما يريح القطاع وكذلك البنك المركزي.