Sep 20, 2021 4:49 PM
خاص

بعد أزمة "صفقة الغواصات": العلاقة الأميركية – الفرنسية إلى أين؟

المركزية – خلق التوتر المتصاعد بين فرنسا من جهة، وأستراليا والولايات المتحدة من جهة أخرى، مشهدا غير مسبوق من التشنج والغضب بين الحلفاء التاريخيين، على خلفية صفقة الغواصات التي نشأت عقب إلغاء أستراليا عقدا لبناء 12 غواصة تقليدية تعمل بالديزل والكهرباء كان وقع عام 2016 مع مجموعة "نافال" الفرنسية، التي تمتلك الدولة أغلبية أسهمها، وقيمته 66 مليار دولار أميركي، لتبرم اتفاقا أمنيا ثلاثيا مع أميركا وبريطانيا، بهدف تزويد كانبيرا بأسطول مكون من ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية، وهو ما أدى إلى إحباط عقد الغواصات الفرنسية. وعلى الإثر، غرقت فرنسا في أزمة دبلوماسية مع البلدين بعد أن استدعت سفيريها لديهما. 

ولدى مغادرته مقر إقامته، وصف سفير فرنسا لدى أستراليا جان بيير تيبولت إلغاء كانبيرا المفاجئ للعقد بالـ"خطأ الفادح" وبأنه كان خيانة سابقة التخطيط. 

أما رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، فبرر قرار حكومته التخلي عن صفقة الغواصات بـ"وجود مخاوف جدية وعميقة راودتنا بأن الإمكانات التي تملكها غواصات من فئة أتاك الفرنسية لن تتوافق مع مصالحنا الاستراتيجية"، لافتاً إلى أنه أثار مسألة وجود مشاكل في الاتفاق "قبل أشهر". 

بالتوازي، أعلنت فرنسا أن اتصالا مرتقباً سيجري بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون في الأيام القليلة المقبلة في خصوص الأزمة الدبلوماسية بين الدولتين، سعياً لحصول فرنسا على "توضيح" بشأن تراجع أستراليا عن الصفقة. ووسط كل هذه التطورات، ما مصير العلاقة الأميركية - الفرنسية؟ 

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة استبعد عبر "المركزية" "حصول انفصال طويل الأمد وقطيعة بين البلدين، كونهما حليفين تقليديين ويحتاجان إلى بعضهما"، مضيفاً "رغم أن الأزمة حقيقية، إلا أن تقاطع المصالح يردع تطورها وتفاقمها. من دون أن يعني ذلك أن الفرنسيين لا يأخذون الموضوع على محمل الجد، لأنهم يعتبرون خطوة أميركا صفعة كبيرة أثرت على اقتصادهم، خصوصاً أن باريس اعتقدت أن بايدن سيغير علاقته معها بعد رحيل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وأنه سيستشيرها في تفاصيل أكثر مثلما أكد وقد انتقد ترمب على هذا الأساس، ليتصرف بعدها فجأةً أو يتخذ قرارات من دون العودة إلى فرنسا في العديد من الملفات وصفقة الغواصات واحدة منها، كذلك ما حصل في أفغانستان أثار غضب الفرنسيين حينها لكنهم غضوا النظر". 

ورأى أن "على الأرجح سنرى مع الوقت مساعي لمحاولة حل الإشكال سياسياً وسيحاول الأميركيون ترطيب الأجواء عبر وعود داخلية. وقد يدخل الأوروبيون الآخرون على خط الوساطة بين الطرفين، وأعتقد أن الحركة الأوروبية بدأت تتظهر. الأزمة قد تستمر في المدى المنظور، خصوصاً أنها المرة الأولى في التاريخ الحديث تستدعي فرنسا سفيرها لدى أميركا. إلا أن البلدين على المدى الطويل سيعودان إلى تحالفهما المعتاد، ويتطلب ذلك أسابيع أو أشهرا على الأقل". 

وأمل كبارة أن "يشكل ما حصل درساً لبايدن ويثبت له أنه لا يمكنه إطلاق وعود خلال حملته الانتخابية ومخالفتها على أرض الواقع، والقول انه لن يكون على غرار ترمب ولن يسير على أساس شعار "أميركا أولاً" مع ضرب حلفائه من دون أن يلتزم بتصريحاته"، معتبراً أن "من الممكن أن يضغط الكونغرس على الرئيس الأميركي وحتى وزارة الخارجية للتخفيف من التصرفات المماثلة والدفع في اتجاه التشاور أكثر مع الحلفاء". 

في ما خصّ إمكانية تواصل بايدن وماكرون على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة المرتقب انعقادها في نيويورك، أوضح طبارة أن "الاحتمال وارد الحصول بنسبة كبيرة. والاجتماعات الهامشية على المستوى الرفيع بين القيادات من مختلف الاتجاهات عادة طبيعية وأكثر أهمية من الخطابات الرنانة العلنية. أكيد ستكون هناك مساع لجمع الطرفين والوساطة الأوروبية لتذليل العقبات والتخفيف من حدة الخلاف ستظهر في أماكن عدة منها الجمعية العمومية". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o