Sep 14, 2021 4:52 PM
تحليل سياسي

آمال لا وعود في يوم "التسلّم" والبيان بين ورقة فرنسا واستنساخ بند المقاومة
ازمة المحروقات تشتدّ رغم التفريغ والحزب يستعدّ لاستقبال صهاريج ايران
ميقاتي يلتقي سلامة وبيطار يصدر مذكرة احضار جديدة بحق دياب

المركزية- هو يوم التسليم والتسلّم بامتياز. تسليم وزارات متهالكة في بلاد منهارة مفلسة تبحث عمن يرفدها بحفنات من الدولارات "الدولية" تقيها السقوط المدوي لوزراء ارتضوا المهمة الانتحارية في زمن الجحيم. مواقفهم في يومهم الاول عكست مدى تهيّبهم دقة المرحلة وصعوبة ما ينتظرهم من مشقات وتحديات توجب استنفارهم ليل نهار، ليس لانجاز الانقاذ انما لفرملة الاندفاعة السريعة نحو قعر الهاوية. وفي المقلب الثاني، وزراء لجنة صياغة البيان الوزاري يغوصون في بحر البحث عما يؤمن لهم الثقة النيابية من عبارات تبدو أعدت سلفا ما دامت المهمة الحكومية محددة، في حين تتراجع الملفات السياسية الى مراتب دنيا امام الاقتصاد ويُستعان بالدقيق منها من بيانات الحكومات السابقة لا سيما في الملفات الخلافية وفي مقدمها موضوع المقاومة.  

صوغ البيان: فيما الازمات المعيشية تراوح بلا حلول وتنتظر الخطوات الحكومية الانقاذية، رأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الاجتماع الثاني للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري، في الحادية عشرة والنصف قبل الظهر في مكتبه في السرايا، في حضور أعضاء اللجنة التي تابعت البحث في ملاحظات الوزراء على مشروع البيان الوزاري، على أن يعقد اجتماع ثالث غدا. 

وفيما رجحت المعلومات الانتهاء من صياغة البيان غدا بعدما أعطى الوزراء ملاحظات بشأن مسودة الحكومة، قال وزير العمل مصطفى بيرم بعد الاجتماع: "حقنا بمقاومة الاحتلال والحفاظ على حقوقنا وأرضنا سيذكر بشكل واضح في البيان الوزاري".وأضاف: "تصحيح الرواتب والأجور والحفاظ على الودائع وبنود أخرى تطمئن الناس ستذكر في البيان الوزاري". أما وزير الزراعة عباس الحاج حسن فاعتبر "ان البنود المتعلقة بالخبز والكهرباء وحاجات الناس ستذكر في البيان والمطلوب إعادة ترميم الثقة بين المواطن والدولة".

وأفادت المعلومات بأنّ هناك اتجاهاً لترشيق البيان كي لا يكون طويلاً، وبأنّ السؤال المطروح اليوم هو "إعادة هيكلة القطاع المصرفي أو إعادة إصلاح القطاع المصرفي؟!"

 وافادت مصادر مطلعة "المركزية" ان البيان الوزاري سيستند في شكل اساسي الى برنامج ورقة العمل الفرنسية خصوصا الاصلاحات بدءا من استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والكابتال كونترول والتدقيق في حسابات المصرف المركزي والكهرباء والحوكمة واطلاق دراسة حول الادارة العامة والهيئات الناظمة واستقلالية القضاء ومكافحة الفساد والتهريب، وتصحيح المالية العامة واجراء الانتخابات اضافة الى اعادة اعمار المرفأ وكشف الحقيقة خلف انفجاره.

ميقاتي – سلامة: الى ذلك، استقبل رئيس مجلس الوزراء اليوم سفيرة فرنسا آن غريو التي زارت عين التينة وميرنا الشالوحي ايضا، اضافة الى سفير النروج مارتن ييترفيك، ثم القائم بأعمال السفارة الاميركية ريتشارد مايكلز. وفي وقت تتجه الانظار الى القرارات التي ستتخذها الحكومة في شأن رفع الدعم، والبطاقة التمويلية (...) اجتمع الرئيس ميقاتي اليوم مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في السراي.

المحروقات: وليس بعيدا من الوضع المالي – الاقتصادي - المعيشي، بقيت الطوابير على حالها امام المحطات. واكّد عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس للـmtv ، أن احدى بواخر المحروقات  بدأت بتفريغ حمولتها وبعض الشركات بانتظار أن تستحصل على أموالها القديمة قبل البدء بتسلّم الحمولات الجديدة. وأضاف البراكس "الكميات المتواجدة تكفي السوق 10 أيام ونأمل أن يجد وزير الطاقة الجديد الآلية المناسبة والبيع في المحطات سيكون على أساس الآلية المعتمدة." واشار الى أن  لا خيار واضح حتى الآن في ما يخصّ الآلية وكيفية التسعير وحدد عاملين مؤثرين على استمرارية الطوابير، هما سعر تنكة البنزين مقارنة بالسعر في سوريا والكميات التي تستورد ما إذا كانت تكفي السوق.

خطة الطاقة: وفي وقت يصل النفط الايراني الى لبنان من سوريا، الخميس، اعلن موقع "تانكر تراكرز" اليوم ان ناقلة نفط إيرانية تفرغ 33 ألف طن متري من زيت الغاز في سوريا على أن يتم نقلها لاحقاً إلى لبنان بواسطة شاحنات. وفي انتظار الغاز المصري والفيول العراقي،  استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، وزير الطاقة والمياه في الحكومة الجديدة وليد فياض الذي اطلعه على الخطوط العريضة لبرنامج عمله في الوزارة، والاجراءات العاجلة الواجب اتخاذها لمواجهة ازمتي الطاقة والكهرباء

التدقيق: في المقابل، توالت عملية تسليم وتسلم الوزارات بين الوزراء الجدد واسلافهم اليوم. في هذا الاطار، أشار وزير المال السابق غازي وزني إلى أنّ "الهدف من مشروع موازنة 2022 تحسين الوضع المعيشي والاجتماعي للمواطنين ورصدنا زيادة 50 في المئة على الرواتب والأجور كمساعدات اجتماعية كما رفعنا بدل النقل". وقال وزني خلال التسليم والتسلم مع الوزير الجديد يوسف خليل في مكتب الوزارة: "تمويل البطاقة التمويلية متوفّر والمصدر الأول هو البنك الدولي الذي خصّص قرضاً بـ 295 مليون دولار وتحريكه يحتاج إلى قرار من مجلس النواب". ورأى أنّ "لا مخرج من الأزمة بالنسبة إلى الحكومة الجديدة إلا من خلال صندوق النقد الدولي، وحكومتنا قدّمت خطة تعافٍ جيّدة للصندوق". وعن التدقيق الجنائي، لفت وزني إلى أنّه "مطلب وطني ودولي وهو أحد مطالب صندوق النقد، وفي ما يتعلق بـ"ألفاريز أند مارسال" سيوقّع العقد معها خلال يومين الوزير يوسف خليل". وأضاف: "البنك الدولي اتصل بي منذ أيام وأبلغني عن اجتماع في تشرين الأول"... من جهته، قال الوزير خليل "انها لحظة تاريخية في لبنان الذي عانى كثيرا وهي ايضا لحظة مصيرية فإما نفشل او ننجح بتصحيح الوضع واعادة هيكليته"، مضيفاً "الربح ليس سهلا، وعلى لبنان ان يعمل ليثبت جدارته وهذا تحد كبير لنا والمعركة جدية".

الانتخابات: من جانبه، اعتبر وزير الداخليّة بسام المولوي خلال التسليم والتسلم أنّ "تثبيت الاستقرار الأمني وتعزيز الأمن الاجتماعي بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية سيكون الأولوية". وقال المولوي: "سنعمل على استيعاب الحراك الشعبي وخلق جو من التنسيق بين أجهزة الوزارة والحراك وصون حرية التعبير مع الحرص والتأكيد على عدم التعدي على الأملاك العامة والخاصة من خلال تطبيق القوانين كما سنعمل على استكمال التحضيرات لإجراء الانتخابات النيابية والبلدية والاختيارية في مواعيدها القانونية". ودعا العاملين في الوزارة الى "العمل قلباً واحداً لتخطي المحنة التي تمر بها البلاد". وأشار وزير الداخلية السابق محمد فهمي إلى أنّ "الوطن يستحقّ التضحية وهذا ما أتمنّى أن أنقله للأجيال القادمة".

لا نتخلى عن العرب: في قصر بسترس، قالت وزيرة الخارجية بالوكالة السابقة زينة عكر خلال التسليم والتسلم في الوزارة: "عملت إرضاء لضميري وقناعاتي ولم نسترجع حقوق الناس والدولة ولم نحقق ما أردنا تحقيقه، لكننا حاولنا والأكيد اننا اذا لم نغير ذهنيتنا فلن نستطيع تغيير وطننا". اضافت في احتفال غاب عنه السفير هاني شميطلي امين عام الخارجية، مع انه كان في مكتبه، "أهداف زياراتي الى الخارج إعادة وصل ما انقطع مع بعض الدول الصديقة والشقيقة وتعزيز العلاقات الثنائية لما فيه مصلحة لبنان. حضرت أمس الى الوزارة لوداع الموظفين العاملين حصرا ففوجئت بتصرف غير لائق إذ أغلقت الأبواب التي يجب ان تبقى مفتوحة امام الجميع وهذه التصرفات لا تليق باي ادارة او مسؤول". بدوره، قال الوزير عبدالله بو حبيب "الظروف صعبة لكنها ليست مستحيلة، وهي تنغمس من السياسة الداخلية التي تؤثر على السياسة الخارجية". وشدد على اهمية تعزيز العلاقة مع "العالم العربي فنحن جزء منه ولا يمكن ان نتخلى لا عن العالم العربي ولا عن العالم الغربي." واضاف "الاهم ان نسعى الى ان تساعدنا هذه الدول ولا يوجد اي دولة لا ترغب سوى باستقرار لبنان".

احضار دياب مجددا: قضائيا وفي اعقاب تشكيل الحكومة الميقاتية وخروج رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب من السراي، اصدر قاضي التحقيق في جريمة انفجار المرفأ فادي بيطار مذكرة إحضار جديدة بحق الرئيس دياب طالبًا احضاره للاستجواب كمدعى عليه الاثنين المقبل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o