May 19, 2018 12:43 PM
خاص

أوروبا عاجزة عن تقديم ضمانات جدية لايران وشركاتها تميل لمغادرة طهران
محاولات فرنسية للتوصل الى تسوية مع ترامب..تصطدم بـ الـ"تصلب" الاميركي؟

المركزية- تتواصل المشاورات الدولية كثيفةً في غير اتجاه، محاوِلة "امتصاص" مفاعيل الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي مع ايران، وإبقاءه حيًّا. ففيما حطّ وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف في موسكو الاسبوع الماضي، ومن ثمّ في بروكسل حيث قابل مسؤولين في الاتحاد الاوروبي، وصلت الى روسيا الجمعة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل حيث عرضت مع الرئيس فلاديمير بوتين للملف النووي وللقضايا الاقليمية والدولية والاوروبية الساخنة.

أما في في 24 و25 الجاري، فيتوقع ان يكون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ضيف "القيصر". وقد أعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سيناقشان الاوضاع في إيران وسوريا وأوكرانيا خلال زيارة ماكرون لمدينة سان بطرسبرغ حيث يشارك في منتدى اقتصادي. ولفت الكرملين ايضا الى ان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي سيكون ضيف شرف في المنتدى وسيجري محادثات مع بوتين يوم 26 أيار. وفي الموعد نفسه، تُعقد قمة لمجموعة السبع في كندا.

غير ان مصير الاتفاق العتيد لا يزال ضبابيا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". ففيما يكرر الاوروبيون تمسّكهم به، يطالبهم الجانب الايراني بضمانات تؤكد انه صامد وانه لن يتأثر بالخروج الاميركي. غير ان قادة "القارة العجوز"، عاجزون حتى اللحظة عن تقديم هذه الضمانات، وسط الـ"طحشة" الأميركية على تشديد الطوق على الاقتصاد الايراني وفرض عقوبات في وتيرة شبه يومية، على كل من يتعاطى او يتعامل مع النظام في طهران، من دون السؤال عن مصالح أحد "حليفا" كان أم "خصما".

وتضيف "صحيح ان دول الاتحاد الاوروبي اتفقت الخميس في صوفيا على "مقاربة موحدة" للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، وعلى "بدء العمل لحماية الشركات الأوروبية المتأثرة من القرار الأميركي"، وقد اطلقت المفوضية الاوروبية الجمعة، الاجراءات الرسمية التي تهدف الى تفعيل "قانون التعطيل" من أجل الحد من تأثير العقوبات الاميركية على الشركات الاوروبية التي تريد الاستثمار في ايران، وفقا لما اعلنه رئيس المفوضية جان كلود يونكر، وهي تأمل ان يبدأ تطبيق هذه الاجراءات مطلع آب مع دخول العقوبات الاولى التي اقرتها الولايات المتحدة مؤخرا حيز التنفيذ..

الا ان هذه الخطوات كلّها، لم تمنع شركات كبرى من اعلان توجهها نحو اقفال ابوابها في ايران وعودة أدراجها، مخافة ان تطالها العقوبات الاميركية، ومنها شركة "توتال" الفرنسية التي لم تُخف في الايام الماضية، ميلها الى مغادرة طهران قبل تشرين الثاني اذا لم يتم ترتيب الاوضاع مع الولايات المتحدة.

ووسط هذا الواقع المعقّد، تتابع المصادر، يعتزم الاوروبيون وعلى رأسهم ماكرون، تكثيف مساعيه لحماية المصالح الاوروبية من جهة وإقناع ترامب بالتروي واعطاء فرصة جديدة لاتفاق مع ايران يكون أكثر تشددا.

غير ان المصادر لا تكبّر حظوظ نجاح ماكرون في مساعيه، اذ يتظهر يوما بعد يوم حجم اصرار واشنطن على تطويق ايران وأذرعها العسكرية ونفوذها في المنطقة. الا ان الايليزيه قد ينجح، وبشقّ النفس، في التوصل الى "تسوية" ما مع الرئيس ترامب، تحمي وبالحد الادنى الشركات الاوروبية في ايران.  ويبقى ترقب رد فعل ايران ازاء هذا الواقع، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o