May 18, 2018 5:50 PM
أخبار محلية

"المستقبل": لأقصى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني
الحريري: الانتخابات أخذت من حصتنا لكنها لم تأخذ شيئاً من قوتنا

عقد المكتب السياسي لـ”تيار المستقبل” اجتماعه الدوري في بيت الوسط، برئاسة الرئيس سعد الحريري، واستعرض خلاله مجريات الحراك الانتخابي ونتائجه وتداعياته على المشهد السياسي العام، في موازاة التوقف عند خارطة طريق “تيار المستقبل” للمرحلة المقبلة، سياسياً وتنظيمياً، في ضوء القرارات التنظيمية التي صدرت مؤخراً.

وبعد أن توجه الرئيس الحريري لأعضاء المكتب السياسي بالوقوف دقيقة صمت تحية لشهداء فلسطين في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، أكد أن “تيار المستقبل في أساس عمله التزام الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن عروبة مدينة القدس، هكذا تربينا، وعلى هذا الخط مستمرون، ولا يمكن تحت أي ظرف أن نقبل بتهويد القدس ومحور هويتها الفلسطينية والعربية”.

وأشار إلى أنّ “اجتماع المكتب السياسي اليوم استثنائي في كل المعايير، بعد الانتخابات والقرارات التي صدرت”، مشدد على أن “الانتخابات أخذت من حصتنا لكنها لم تأخذ شيئاً من قوتنا، والتيار الشعبي في كل المناطق كان أكبر استفتاء على قوة التيار وحضوره”، ولافتاً إلى أنّ “الانتخابات كشفت عن أخطاء، وعن خلل في التنظيم، في بعض الدوائر، لكنها كشفت أيضاً أن في التيار شبان وشابات وكوادر وأعضاء مكتب سياسي تحملوا المسؤولية وقاموا بواجباتهم”.

وقال :”لا يجب أن نهرب من الأخطاء في التنظيم والخلل في عمل المنسقيات والماكينة الانتخابية لنرمي المسؤولية على القانون الانتخابي. هذا القانون نحن شاركنا في صياغته، وكان لدينا الجرأة لنقول أننا نريد إجراء انتخابات، ولو كنا نعرف سلفاً ان حصتنا النيابية سوف تنقص”.

وتابع:”حتى لو حصلت على كتلة نيابية أكبر، ما كان هذا الأمر ليجعلني راضياً عن عمل المنسقيات والماكينة، وخصوصاً في بيروت”.

وشدد الحريري على أن “الانتخابات أصبحت وراءنا، لكن ترتيب البيت الداخلي أمامنا. صحيح أننا لا نريد أن نجلد أنفسنا، ولا نريد أن نعطي أي جهة فرصة للمشاركة في جلد “تيار المستقبل”، وكلنا نرى الحملات الاعلامية التي تستهدف التيار، وتعمل على تشويه القرارات التي أعلنا عنها، ومحاولة النيل من كرامة أشخاص قدموا للتيار خدمات مشهودة في المرحلة الماضية”.

وأكد أنّ “المهم ردة فعل الناس. الناس تريد محاسبة على كل تقصير، وتريد أن تحمي تيار المستقبل، وأنا استمعت إلى ملاحظات الناس وسوف أكمل في هذا الخط. هناك ورشة يجب أن تحصل في منسقيات قصرت، وهناك تغيير يجب أن يحصل لتفعيل عمل منسقيات ثانية، وأمامنا فرصة للنهوض بمؤسسات التيار وحماية مكتسبات وطموحات الجمهور العريض لتيار المستقبل. فلا تراجع عن مبدأ المحاسبة، وتأكدوا بأننا سنواصل الخطوات التي تحمي التيار وتصون حضوره الشعبي”، متمنياً على المكتب السياسي “مواكبة ورشة العمل مع هيئة الإشراف والرقابة التي ستقوم بالتحقيقات، مع التأكيد على أننا لا نريد أن نظلم أحداً، لكن في المقابل لا يجب أن نختبئ خلف أصبعنا ونقول أن أي تقصير لم يحصل”.

وشدد على “أن الناس التي واكبت معنا الانتخابات في كل المناطق هي الاساس، والناس التي جاءت من كل لبنان إلى بيت الوسط يجب أن تعرف أن تيار المستقبل لا يمكن أن يغطي أي تقصير أو خلل أو فساد تنظيمي”.

وأشار إلى أننا “أمام مرحلة جديدة، وتحديات كثيرة، لكن أمامنا هدف لا يجب أن يتغير، كيف نحمي البلد من العواصف في المنطقة. قدرنا أن نحمي البلد من الحريق السوري، لكننا نرى حرائق أخرى وناراً تحت الرماد في أزمات ثانية، ونحن سنبقى في الخط الأمامي لحماية لبنان، ولمنع سقوطه وتحويله صندوق بريد لأزمات المنطقة. وهذه المهمة ليست سهلة، لكنها مهمة وطنية بامتياز، وواجب وطني لا يجب أن نتخلى عنه، في مواجهة الخيار الثاني بأخذ البلد إلى المجهول، أو إلى صراع أهلي، وأنا لا يمكن أن ألعب هذا الدور، وفي نفس الوقت لا يمكن أن أقبل أن يكون البلد منصة لأجندات خارجية معادية للدول العربية”.

وختم الحريري مداخلته بتهنئة اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً “بحلول شهر رمضان المبارك”، آملاً “أن يكون شهر خير وبركة وسلام ووفاق بين كل اللبنانيين”.

ثم بحث المكتب السياسي في جدول الأعمال، وخلص إلى إصدار البيان الآتي:

أولاً: في مشهدية الانتخابات وما بعدها:

يتوجه المكتب السياسي ببالغ عبارات الشكر والتقدير إلى جمهور “تيار المستقبل” ومحازبيه الأوفياء والشرفاء في كل المناطق اللبنانية، على مشاهد الاحتضان الشعبي للرئيس سعد الحريري، والتي كانت استفتاءً وطنياً تكرس في صناديق الاقتراع، ببقاء “تيار المستقبل” الرقم الصعب في المعادلة الوطنية، بأكبر كتلة نيابية صافية في مجلس النواب.

يشدد المكتب السياسي على مواقف الرئيس سعد الحريري التي أعلنها في مؤتمره الصحافي من بيت الوسط، ومن ثم في الاحتفال الشعبي، بأنه مستمر في الخط الأمامي لحماية لبنان، ومستمر في الدفاع عن حقوق كل المجموعات التي حمت قرار “تيار المستقبل” في الانتخابات.

يعتبر المكتب السياسي أن الانتخابات محطة وانتهت، وأن البلاد أمام مرحلة جديدة يُنظر إليها بعين الأمل لأن يتخللها تشكيل سريع لحكومة جديدة تبني على ما حققته حكومة “استعادة الثقة” برئاسة الحريري من إنجازات، خصوصاً في ضوء ما يواجه المنطقة من تحديات خارجية وارتفاع حدة النزاعات الإقليمية التي توجب التضامن على حماية لبنان من العواصف المحيطة وتعزيز عوامل الاستقرار الداخلي.

يدعو المكتب السياسي كل الأفرقاء إلى التعاطي مع تشكيل الحكومة المنتظرة، بعد تسمية الرئيس المكلف، من منطلق التكامل وليس من منطلق الشروط المسبقة، رأفة باللبنانيين الذين يريدون العبور إلى مرحلة جديدة بشروط الدولة والحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني.

يشدد المكتب السياسي على أن الأولوية اليوم، في ظل مخاطر الاشتباك الاقليمي والدولي، هي للمزيد من حماية لبنان، وتحصين قواعد النأي بالنفس، والعمل معاً من أجل تجنيب البلاد والعباد مخاطر أي تطورات إقليمية، وإبقاء لبنان بمنأى عن أجندات اعتادت استخدام لبنان صندوق بريد، أو ساحةً لتصفية حساباتها.

ثانياً: في الشق التنظيمي:

في ظل الظروف الاستثنائية التي أحاطت مجريات العملية الانتخابية ونتائجها، وبعد الاطلاع على التقارير الأولية الواردة ومبادرة رئيس التيار بالإجراءات المتخذة، وبعد النقاش والتداول اتخذ المكتب السياسي المقررات التالية:

الموافقة على الإجراءات التنظيمية المتخذة من قبل الرئيس والتي حظيت بارتياح واسع لدى جمهور التيار.

منح الرئيس صلاحيات استثنائية لمدة ستة أشهر لاتخاذ الإجراءات والقرارات الملائمة في الشؤون التنظيمية العائدة للمكتب السياسي في إطار تشكيل لجان مؤقتة في الهيئات والمنسقيات المنحلة، و تعيين أو تجميد أو إعادة تشكيل كافة الهيئات التنظيمية والتنفيذية في التيار.

منح الرئيس صلاحيات استثنائية لمدة ستة أشهر لإحالة الهيئات أو الأعضاء المخالفين إلى هيئة الإشراف والرقابة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o