May 18, 2018 4:58 PM
تحليل سياسي

مسار الاستحقاقات ينطلق رسميا بعد انتهاء الولاية: انتخاب وتكليف
استشارات التأليف منتصف الاسبوع اذا لم يغادر الحريري الى الرياض
لقاء بين وزيري الخارجية والاعلام يرطب الاجواء وباسيل يزور بري

المركزية- انه اسبوع الاستحقاقات بامتياز. اعتبارا من يوم الاثنين المقبل، تنطلق بقوة دفع غير مسبوقة محطات الانتخاب البرلماني والتكليف والتشكيل الحكوميين، على وقع مشاورات واتصالات ناشطة خلف الكواليس بين مختلف القوى السياسية المتقاربة والمتباعدة على السواء، تمهّد لانتقال سلس للسلطة تقتضيه طبيعة المرحلة وتعقيداتها الداخلية منها والخارجية. فما يرشح من معلومات في هذا الشأن، يؤشر الى رغبة جامحة وجامعة الى تذليل العقبات من دروب الاستحقاقات والسماح لمجلسي نواب ووزراء "العهد القوي" بانطلاقة واعدة تتيح له مواجهة التحديات ورياح العقوبات الاميركية المتصاعدة على حزب الله المتوقع صدور دفعات جديدة منها خلال الفترة المقبلة.

سفر الحريري؟ واكدت مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" ان بعد محطة انتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب مجلس نواب الاربعاء المقبل مبدئيا المتوقع ان يمر بهدوء، على رغم ملامح معركة تلوح على ضفة هوية نائب الرئيس بين النائبين ايلي الفرزلي الذي يريده التيار الوطني الحر وانيس نصّار الذي يرشحه حزب القوات اللبنانية ويدعمه المستقبل والاشتراكي، والافطار الرئاسي مساء الاربعاء المفترض ان يعكس صورة الدولة الجامعة برؤسائها جنبا الى جنبا، تنطلق الاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة هو الرئيس سعد الحريري اذا لم يطرأ طارئ، وبعدها استشارات التشكيل، اذا لم يغادر الرئيس الحريري لبنان، ذلك ان اوساطا عليمة افادت "المركزية" انه قد يزور المملكة العربية السعودية في بحر الاسبوع المقبل للقاء عدد من قياداتها والتشاور في المستجدات.

باسيل الى عين التينة: وفي سياق التقارب بين القوى السياسية ايضا، وبعد "الطراوة" التي طرأت على موقفي الرئيس بري ووزير الخارجية جبران باسيل، توقعت الاوساط المشار اليها زيارة من رئيس التيار الوطني الحر الى عين التينة قد تكون خلال عطلة نهاية الاسبوع وقبل جلسة انتخاب الرئيس في اشارة حسن نية تجاهه، بعد زيارة بري لبعبدا والاتفاق مع الرئيس ميشال عون على الاستحقاقات، واتصال جرى بين الطرفين في الساعات الاخيرة.

التيار- القوات: وليس بعيدا، ترددت معلومات عن ان لقاء قد يعقد خلال ساعات بين الوزير باسيل ووزير الاعلام، مرجح في اسطنبول، لترطيب الاجواء الملبّدة بغيوم تراشق التهم بين الجانبين. وافادت مصادر قواتية "المركزية" انها تنتظر نتائجه للبناء عليها.  

لتحييد لبنان: وسط هذه الاجواء، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مدير دائرة شمال افريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفير جيروم بونافون، ان الاستقرار في لبنان سيستمر على رغم ما يجري من احداث اقليمية، "لأن القيادات اللبنانية متّفقة على تحييد لبنان عمّا يجري في جواره، وانّ المجتمع الدولي مدعو الى دعم الارادة اللبنانية في هذا الاتجاه".

حكومة اصلاح: في الموازاة، برز اعلان الرئيس عون للمرة الاولى ان الحكومة العتيدة ستكون حكومة "وحدة". فهو اكد للمسؤول الفرنسي ان مرحلة ما بعد الانتخابات "ستشهد تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، سيكون في مقدمة اهتماماتها المضي بالاصلاحات المنشودة على مختلف الصعد ومكافحة الفساد وتنفيذ خطة اقتصادية تحقق النهوض المنشود". واشار الى "ان لدى القيادات اللبنانية الارادة الاكيدة للوصول الى حلول سريعة للمسائل المطروحة"، معتبرا "انّ التغيير في النهج والاسلوب والاشخاص جزء من العملية الاصلاحية التي ستطاول ادارات الدولة ومؤسساتها، وهذا ما سيرد في البيان الوزاري للحكومة الجديدة".

الاعلى للدفاع: على صعيد آخر، عقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعا بعد ظهر في قصر بعبدا بدعوة من رئيس الجمهورية وبرئاسته، حضره إضافة إلى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عدد من الوزراء وقادة الاجهزة العسكرية والامنية والقضائية. وبعد عرضه الاوضاع الامنية في البلاد عموما والاجراءات المتخذة للمحافظة على الامن والاستقرار، قرر المجلس اتخاذ التدابير اللازمة بعد عرض الاوضاع الامنية في البقاع وتحديدا في مدينة بعلبك، داعيا الى تنفيذ المشاريع الانمائية الخاصة في البقاع عموما وبعلبك خصوصا. وفي السياق، افادت مصادر مطلعة "المركزية" ان المجلس وضع على الطاولة التداعيات المحتملة للعقوبات الاميركية على حزب الله، في ضوء المعلومات الواردة عن مزيد من الخطوات التصعيدية ضد الحزب وكيفية التعامل معها مع التأكيد على التمسك بسياسة النأي بالنفس والاستقرار على الساحة اللبنانية.

بين الحزم والتطمينات: وفي موقف أميركي من العقوبات، أعلنت المسؤولة السابقة قي وزارة الخزانة الأميركية هاغار شمالي أن العقوبات رسالة مشتركة من الولايات المتحدة وعدد من دول المنطقة تفيد بأنهم سيعملون سويا لمنع ايران وحزب الله من الافادة من النظام المالي، مطمئنة إلى أن المقاربة الأميركية للبنان لن تتغير كثيرا عما كانت عليه في السنوات الماضية. ذلك أن السياسة الأميركية تجاه لبنان قائمة على دعم ديموقراطيته، وسيادته وقواه المسلحة، بدليل وجود وكالة التنمية الأميركية على الأرض (في لبنان). وهذا لا يعني أن الحكومة الأميركية لا تتفهم التعقيدات السياسية اللبنانية، بل ستواصل العمل مع من لا يمثلون حزب الله لتحقيق أهداف الولايات المتحدة في البلاد، وللمحافظة على الصداقة التي تجمع البلدين". 

باسيل يمثل لبنان: في غضون ذلك، يمثّل الوزير باسيل لبنان في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الاسلامي المنعقدة في تركيا بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، لبحث التطورات في قطاع غزة ونقل السفارة الاميركية الى القدس. وبحسب المعلومات، فإن الجلسة الافتتاحية للقمة مقررة في السادسة مساء بتوقيت بيروت، أما الوزير باسيل فيلقي كلمة لبنان في العاشرة ليلا. وكان باسيل شارك في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري الذي عُقد في مركز اسطنبول للمؤتمرات وجرى عرض لتوجهات البيان الختامي للمؤتمر وخطة عمل الدول الأعضاء في المنظمة.

القواعد الايرانية مجددا؟: اقليميا، هزت سلسلة انفجارات مطار حماة العسكري شمال غربي سوريا بعد الظهر. وذكر كل من التلفزيون الرسمي ووكالة سانا، التابعين للنظام أن أصوات الانفجارات سمعت في المطار دون تحديد مصدرها، فيما قال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن "أصوات أربع انفجارات على الأقل سمعت واستهدفت مواقع إيرانية في المكان". وأعلنت مصادر ميدانية لسكاي نيوز ان "الانفجارات في مطار حماة العسكري ناجمة عن قصف استهدف أنظمة صواريخ أرض جو باور 373 التابعة للقوات الإيرانية".

لقاءات  بوتين: دوليا، أعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سيناقشان ملفات إيران وسوريا وأوكرانيا خلال زيارة ماكرون لمدينة سانبطرسبرغ يومي 24 و25 أيار. ومن المقرر أن يزور ماكرون روسيا لحضور منتدى اقتصادي في سان بطرسبرغ الأسبوع المقبل. ولفت الكرملين الى ان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي سيكون ضيف شرف بالمنتدى وسيجري محادثات مع بوتين يوم 26 أيار. أما المستشارة الالمانية انغيلا ميركل فتزور موسكو اليوم حيث تلتقي بوتين لبحث الملفات الاقليمية والدولية الراهنة.

الاجراءات الاوروبية: أما على ضفة الاتفاق النووي، فأطلقت المفوضية الاوروبية الاجراءات الرسمية التي تهدف الى تفعيل "قانون التعطيل" من اجل الحد من تأثير العقوبات الاميركية على الشركات الاوروبية التي تريد الاستثمار في ايران، وفقا لما اعلنه اليوم رئيس المفوضية جان كلود يونكر. وكان هذا التشريع الاوروبي اقر في عام 1996 للالتفاف على العقوبات الاميركية على كوبا لكنه لم يستخدم من قبل. وتأمل المفوضية في ان يبدأ تطبيق هذه الاجراءات مطلع آب مع دخول العقوبات الاولى التي اقرتها الولايات المتحدة مؤخرا حيز التنفيذ.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o