May 17, 2018 4:43 PM
تحليل سياسي

عقوبات "الخزانة" تستتبع بدفعة جديدة في آب وحزب الله: ترهيب معنوي
ايران تندد والعراق يلتزم والداخل فـــــي منأى عن التداعيــات
شركات عالمية تنسحب من طهران واوروبـــا تبدأ اجراءات حمايتها

المركزية- على دفق العقوبات الاميركية المتتالية فصولا على حزب الله ، فإن رزمة عقوبات الامس التي طالت كلا من الامين العام السيد حسن نصرالله ونائبه الشيخ نعيم قاسم ورئيس المجلس السياسي إبراهيم أمين السيد ورئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك والمعاون السياسي لنصر الله الحاج حسين الخليل، من بوابة وزارة الخزانة الاميركية، اتخذت طابعا متمايزا كونها استتبعت مباشرة بإعلان خليجي عن فرض العقوبات نفسها على القادة أنفسهم، الملحق بهم مسؤول "داعش" في شمال أفريقيا "أبو الوليد الصحراوي"، في اشارة الى رغبة اميركية- خليجية بوضع الحزب وتنظيم "داعش" في الخانة الارهابية نفسها.

ترهيب معنوي: وفي حين التزم حزب الله حتى الساعة الصمت الرسمي ازاء عقوبات "الخزانة" والخليج، علما ان نصرالله  أكّد في أكثر من خطاب أن العقوبات لا تؤثّر على ميزانية حزب الله، قالت مصادره في معرض "الاستخفاف" بالعقوبات القديمة-الجديدة، "الله يساعد السيد حسن"، بدل ان يُمضي اجازته في نيويورك عليه ان يُغيّر وجهة سفره"، واضعةً اياها في خانة "الترهيب المعنوي لا اكثر.

لا تغيير: وصمت حزب الله ليس يتيما، ذلك ان اي موقف رسمي لم يصدر عن اي مسؤول لبناني، باعتبار ان هذا الاعلان سيكون مصيره كما كل التصنيفات والعقوبات السابقة التي أصدرتها واشنطن ومجلس التعاون الخليجي بحق حزب الله وقيادته، بحيث لم تؤثر على الواقع السياسي الداخلي الذي يتهيأ للاستحقاقين البرلماني والحكومي، بغض النظر عن التحليلات التي ربطتها بالانتخابات النيابية ونتائجها وتشكيل الحكومة. اذ ان هذا الواقع، كما قالت مصادر سياسية لـ"المركزية" غير قابل للتغيير راهنا والستاتيكو السياسي الذي يؤمن الاستقرار يجب ان يبقى على حاله، لان اي تعديل قد يعرض البلاد لخضات هي في غنى عنها.

ومزيد من الاسماء: وفي السياق، كشفت مصادر دبلوماسية اميركية لـ"المركزية"  "عن مزيد من الاسماء ستُدرج تباعا حتى مطلع آب المقبل، بناء على تعليمات الرئيس دونالد ترامب الى وزارة الخزانة، وستضم القائمة المزيد من القياديين في "حزب الله"، بالتعاون مع شركاء الولايات المتحدة الدوليين منها الدول الـ 17 الاعضاء في مركز استهداف تمويل الإرهاب".

ايران تندد: وغداة الإجراء الاميركي – الخليجي، نددت ايران بالعقوبات على قادة "حزب الله". وكتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر "قناصة اسرائيليون يطلقون النار في يوم واحد على الفي متظاهر فلسطيني أعزل. الرد السعودي عشية رمضان هو التعاون مع سيده الاميركي لمعاقبة القوة الأولى التي حررت ارضا عربية وحطمت اسطورة المناعة الاسرائيلية. عار على العار".

التزام عراقي: في الموازاة، برز اعلان العراق التزامه بالعقوبات الصادرة عبر اتخاذ البنك المركزي العراقي أول إجراء ضد "الحزب" تنفيذا للقرارات الأميركية. فهو قرر إيقاف التعامل مع "مصرف البلاد الإسلامي" في العراق ورئيس مجلس إداراته رئيس حزب المؤتمر آراس حبيب، بعدما اتهمته الخزانة الأميركية بتمويل الإرهاب وذكرت "حزب الله". وأوضحت وثيقة صادرة من المركزي وموجهة إلى المصارف المجازة كافة، وشركات التحويل المالي، وشركات التوسط ببيع وشراء العملات الأجنبية، بإيقاف التعامل مع "مصرف البلاد الإسلامي". وأشار المركزي العراقي إلى أن قراره هذا جاء نظرا لإدراج مصرف البلاد الإسلامي ورئيس مجلس إدارته على لائحة "OFAC"، واستنادا إلى الاتفاقيات الدولية الموقعة من الجانب العراقي، وحفاظا على سلامة النظام المالي والمصرفي في العراق.

نيابة الرئيس: على صعيد آخر، وفيما الاتصالات متوالية خلف الكواليس تحضيرا لجلسة انتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب جدد لمجلس النواب، المتوقعة في 23 أيار الجاري مبدئيا، وفي وقت بات معلوما ان النقاش يتركّز فقط على موقع نيابة الرئيس، بما ان الرئاسة محسومة للرئيس نبيه بري، حيث التنافس محصور على ما يبدو بين النواب ايلي الفرزلي والياس بو صعب وأنيس نصار، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس تكتل "لبنان القوي" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ان "التكتل يعقد اجتماعه الدوري الثلثاء المقبل ويبحث فيه في جملة أمور سياسية ومنها انتخابات رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتب المجلس، حيث سيصار الى تحديد موقف التكتل في هذا الخصوص، مؤكدا ان كل ما عدا ذلك، من تحليل أو اجتهاد أو تسريب أو تكهن أو موقف، يبقى خارج اطار الموقف الرسمي للتكتل".

كتلة جديدة: وليس بعيدا، أكد النائب المنتخب طوني فرنجية بعد لقائه رئيس مجلس النواب في عين التينة ان من الطبيعي ان نبدأ اول زيارة عند الحليف الاول الرئيس بري. وقال "تمّ التداول ببعض الامور والمرحلة المقبلة هي المجلس النيابي وان شاء الله يتم انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس ونحن سنكون أول المؤيدين له"، مضيفا "هذه الزيارة هي لأخذ نصيحته وخبرته والايام المقبلة ستبيّن كيف ستكون التحالفات". وقد اعلن في السياق، "أنه بصدّد تشكيل كتلة نيابية خاصة من المرجّح ان تكون مؤلفة من ٧ نواب سيعلن عنها خلال اليومين المقبلين".

دعم فرنسي: في الاثناء، تلقى لبنان و"جيشه" جرعة دعم فرنسي جديدة. اذ أكد مدير شمال أفريقيا والشرق الاوسط في وزارة اوروبا والشؤون الخارجية جيروم بونافون، وقوف فرنسا الى جانب لبنان، منوها بالجهود والانجازات التي يقوم بها الجيش اللبناني في ظل الازمات في المنطقة. وجاء موقف الدبلوماسي الفرنسي بعد ان بحث ووزير الدفاع يعقوب رياض الصرّاف، في مباشرة تفعيل نتائج مؤتمر "روما" لدعم الجيش والقوى الامنية والالتزامات التي اعلنت عنها فرنسا في أقرب وقت ممكن. كما تم عرض الأوضاع في لبنان والمنطقة لاسيما مسألة اللاجئين وما تسببه من انعكاسات سلبية على الوضع في لبنان، وشدد المجتمعون على ضرورة ايجاد حل جذري لهذه الأزمة. وزار بونافون الصيفي ايضا حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل.

الليرة مستقرة: ماليا، اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "ان الليرة اللبنانية مستقرة"، معلنا "أننا نبحث في السبل الأفضل لمعالجة ارتفاع أسعار الفوائد العالمية واسعار النفط". ولفت اثر زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الى "ان إجراء الانتخابات النيابية كان له الوقع الإيجابي في الأوساط المالية وردود الفعل كانت جيّدة"، موضحا "ان مصرف لبنان حافظ على احتياطه المرتفع من العملات الأجنبية وسجّل نمواً مضطرداً للودائع في القطاع المصرفي".

مواكبة للتطورات: اقليميا، ومتابعة للتطورات في الاراضي المحتلة، تعقد الجامعة العربية، اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية، لبحث الأزمة الفلسطينية – الاسرائيلية، بطلب من السعودية. وبحسب مصدرعربي، فإن الاجتماع هدفه "التصدي للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والتحرك لمواجهة القرار غير القانوني الذي اتخذته الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى مدينة القدس...وقد مثل لبنان في الاجتماع السفير لدى الجامعة علي الحلبي. أما غدا، فيعقد اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الاسلامي في أنقرة بدعوة من تركيا، دعي اليه أعضاؤها الـ57، كما لبنان الذي يمثّله الوزير باسيل، في حين أفادت وكالة الاناضول التركية ان رئيس الحكومة بن علي يلديريم دعا نظراءه في ليبيا والنيجر والعراق الى حضور القمة الطارئة غدا.

مقاربة موحدة: دوليا، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي الـ28 في صوفيا على "مقاربة موحدة" للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب بلاده منه، بحسب ما أفاد مصدر أوروبي. واتفق قادة ورؤساء حكومات على الاستمرار في دعم الاتفاق "طالما استمرت إيران في احترامه" وعلى "بدء أعمالهم لحماية الشركات الأوروبية المتأثرة من القرار الأميركي"، بحسب المصدر ذاته. في الوقت نفسه، أكد القادة الأوروبيون أنهم "سيردّون على المخاوف الأميركية حيال الدور الإقليمي لإيران (في الشرق الأوسط) وبرنامجها للصواريخ البالستية"، بحسب المصدر الأوروبي. ويأتي الاتفاق على وقع اعلان شركة "توتال" الفرنسية العملاقة عن استعدادها للانسحاب من مشروع لتنمية حقل للغاز الطبيعي في إيران يقدر بمليار دولار في ظل فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة. فيما اعلنت اكبر شركة شحن في العالم عن وقف نشاطها في ايران بعد الانسحاب الاميركي من النووي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o