May 17, 2018 3:25 PM
خاص

اســتنفار عربي مواكبة للتطورات في الاراضي المحتلة.. يحتـاج خطـواتٍ عمليّـة!
أوروبا وروسيا تحاولان وراثة دور واشنطن.. والاخيرة تتصدى وتتمسك بصفقة القرن

المركزية- على وقع المواجهات الدامية التي تشهدها الاراضي المحتلة، وتحت وطأة افتتاح الولايات المتحدة رسميا سفارتها في القدس، تعقد الجامعة العربية اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية اليوم، لبحث الأزمة الفلسطينية – الاسرائيلية، بطلب من المملكة العربية السعودية.

وبحسب مصدر عربي رفض الكشف عن اسمه، فإن الاجتماع هدفه "التصدي للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والتحرك لمواجهة القرار غير القانوني الذي اتخذته الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى مدينة القدس. أما الاجتماع التمهيدي الذي عقد على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة أمس، فناقش مشروع قرار يدعم الصمود الفلسطيني ويرفض القرار الأميركي بشأن ​القدس​"، مشيراً الى ان "الاجتماع ناقش مشروع قرار سيعرض على وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ يتضمن الموقف العربي من القرار الأميركي بنقل ​السفارة الأميركية​ إلى القدس والاعتداءات الإسرائيلية ضد ​الشعب الفلسطيني​"، على حد تعبير الأمين العام المساعد للجامعة العربية، حسام زكي.

أما غدا الجمعة، فيعقد اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الاسلامي في أنقرة بدعوة من تركيا، دعي اليه أعضاؤها الـ57، كما لبنان الذي أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن وزير الخارجية جبران باسيل سيمثّل بيروت فيه، في حين أفادت وكالة الاناضول التركية اليوم ان رئيس الحكومة التركية بن علي يلديريم دعا نظراءه في ليبيا والنيجر والعراق الى حضور القمة الطارئة غدا.

وفي وقت تعهّد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأن القمة المرتقبة ستوجه "رسالة قوية للغاية، من اسطنبول إلى العالم"، تقول مصادر دبلوماسية مراقبة لـ"المركزية" إن استنفارا عربيا – اقليميا واسعا سجّل بعيد التطورات الميدانية والسياسية التي حصلت في الايام الماضية على خط النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي. الا ان ثمة قلقا، وهو مبرر ومشروع، على حد تعبيرها، من ان يكون هذا التأهب "مرحليا" ويتلاشى مع مرور الوقت، خصوصا اذا ما بقيت الادانات في الاطار الكلامي، ولم تترافق مع إجراءات عمليّة لمواجهة استباحة القدس و"تهويدها". وتشير المصادر الى ان العلاقة الايجابية التي عادت تربط الدول الخليجية بالادارة الاميركية "الترامبية" يجب الافادة منها وتوظيفها لمنع بناء الحل المرجوّ للصراع العربي – الاسرائيلي، على حساب حقوق الفلسطينيين ولصالح تل أبيب.

في الاثناء، تعمل مصر للتهدئة في الاراضي المحتلة. فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد ان بلاده "على اتصال مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لكي يتوقف نزيف الدم"، داعيا "اسرائيل والفلسطينيين الى الامتناع عن اتخاذ خطوات اضافية قد تؤدي الى سقوط مزيد من القتلى الفلسطينيين".

وسط هذه الاجواء، يبقى السؤال عن مصير مفاوضات السلام. فهل يمكن للولايات المتحدة بعد ان أظهرت انحيازا واضحا للاسرائيليين، أن تواصل لعب دور الوسيط بين هؤلاء والفلسطينيين، وفق ما يؤكد مسؤولوها، في حين يرفض الفلسطينيون التجاوب معها؟ وهل يمكن للدول الأوروبية وروسيا ان تتحركا لطرح نفسيهما بديلا من واشنطن؟ الارجح، بحسب المصادر، الا يقبل ترامب بدور لأي لاعب دولي سواه فوق هذا الملعب، والارجح ان يحاول استمالة الفلسطينيين مجددا في الايام المقبلة وان يضغط على تل أبيب لتقديم تنازلات، بما يسمح له بتحقيق "صفقة القرن"، وإضافتها "نقطة ذهبية" الى سجلّه الرئاسي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o