May 17, 2018 2:26 PM
خاص

تداعيات العقوبات الاميركية والخليجية على الداخل اللبناني
عبد القادر: حرج سياسي للعهد والحكومة والبيان الوزاري

المركزية - في تطوّر جديد، عشية الاستحقاقين النيابي والحكومي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ونائبه الشيخ نعيم قاسم وقياديين آخرين في مجلس الشورى في حزب الله وبالتزامن، اتخذت المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين عقوبات بحق قيادة الحزب وعدد من كوادره و"الشركات" الدائرة في محيطه. واكدت السعودية "ان "حزب الله" منظمة إرهابية عالمية لا يفرّق قادته بين جناحيه العسكري والسياسي، وإنّنا نرفض التمييز الخاطئ بين ما يسمى "حزب الله الجناح السياسي" وأنشطته الإرهابية والعسكرية."

ما هي تداعيات هذه العقوبات في هذا التوقيت بالذات، وهل من رسائل مشفرة تحملها هذه العقوبات الى الداخل اللبناني عبرها ؟

يرى العميد المتقاعد نزار عبد القادر، في حديث لـ "المركزية" ان "اميركا في وسط مخاض انتظرناه منذ سنوات لتحديد استراتيجيتها في المنطقة من ايران والادوات التي تستعملها من اجل التدخل في دول المنطقة. والآن بعد الغاء الاتفاق النووي من الرئيس ترامب، يبدو انه يريد ان يسعى لاقامة تحالف دولي واقليمي استنادا لرؤيته الجديدة في وضع حد لسلوك ايران سواء في الموضوع النووي او في اثارة المشاكل وخلق حالة من عدم الاستقرار والنزاعات في دول الجوار. علما ان دول الخليج ستكون عنصراً اساسياً في هذا التحالف الدولي الذي تقوده اميركا من اجل الضغط على ايران لتغيير سياستها في الموضوعين."

واضاف عبد القادر: "واليوم اتخذت دول الخليج قرارا واضحا لا لبس فيه من موضوع فرض عقوبات على حزب الله وعلى مسؤولين فيه. من دون شك الآن، مع حزب الله الذي يشكل كتلة برلمانية ويمثل شريحة واسعة من اللبنانيين هو جزء من منظومة الدولة اللبنانية ويشارك في الحكومات منذ بداية تسعينيات القرن الماضي ودون شك هذا الموضوع سيخلق حرجا سياسيا للعهد وللحكومة المقبلة وستكون له ارتدادات على تشكيل الحكومة والدور الذي يمكن ان يلعبه الحزب في مجلس الوزراء المقبل. كما سيواجه معضلة اخرى في نص البيان الوزاري واستمرار حزب الله بالمطالبة بأن يشمل البيان الوزاري اعترافا رسميا بدور الحزب في الدفاع عن لبنان ضمن الثلاثية، التي يسميها الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة."

وتابع: "لا اعلم موقف الرئيس عون وكيف سيجد رئيس الحكومة الفتوى اللازمة للقبول اولا بمشاركة حزب الله في الوزارة ومن ثم ما يتعلق بالاعتراف بالمقاومة كإحدى المنظومات الدفاعية عن لبنان. وهذا يشكل خروجا على الاجماع العربي. ومن المبكر جدا ان نعلم او بأن نقرأ استباقياً ردود فعل الحكومات الخليجية على هذا الامر، واذا ما نص البيان الوزاري على ضرورة اشراكه في الدفاع عن لبنان".

وعما اذا كانت هذه رسائل مبطنة موجهة للداخل اللبناني؟ اجاب عبد القادر: "هذه رسائل موجهة ليس فقط للبنان، ليس المعني الوحيد بالموضوع. انا اعتقد ان كل دول الجامعة العربية معنية بالموقف الخليجي، والجميع يدرك وزن الدول الخليجية بقيادة السعودية التي تعتبر في حالة حرب مفتوحة مع ادوات ايران في المنطقة سواء في البحرين او في اليمن او في مناطق اخرى ودول اخرى تعتبر المملكة والدول الخليجية ان لديها مصالح حيوية معها بما فيها لبنان."

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o