May 16, 2018 6:04 PM
أخبار محلية

فتوى لبنانية بوجوب الجهاد لتحرير فلسطين والقدس

أصدر المفتي السابق للجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني فتوى "بوجوب الجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين والقدس وبيت المقدس".

وجاء في الفتوى:
"الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن عمل بشريعته واهتدى بهداه، أما بعد وبالله التوفيق، فإن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى وبيت المقدس، وما جرى ويجري على أرضها منذ احتلالها في 14 أيار عام 1948م وحتى اليوم 16 أيار 2018م، هو في صلب عقيدة كل عربي ومسلم وناصر للحق في هذا العالم.

وبناء على الميثاق الذي أخذه الله على العلماء في القرآن الكريم بقوله تعالى: "لتبيننه للناس ولا تكتمونه" آل عمران/187.

وبناء على الميثاق الذي أخذه الله عليهم أيضا بقوله تعالى: "الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله" الأحزاب/39.

وبناء على وصية سيدنا ونبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي أبي ذر رضي الله عنه قال: "أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن أقول الحق ولو كان مرا، وأن لا أخاف في الله لومة لائم"، وبما أن لكلمة الحق مقالا، وأن كلمة الحق لا تقدم أجلا ولا ترفع رزقا، وأن الأمر كله لله.

فإني أصدر فتواي الآتية في وجوب الجهاد في سبيل الله على الأمة العربية والإسلامية، لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي الأجنبي لها، وذلك بيانا للحكم الشرعي في الإسلام، وهي:

"بما أن فلسطين والقدس وبيت المقدس هي أرض عربية تاريخا وحاضرا ومستقبلا، والمسجد الأقصى فيها هو أولى القبلتين في الإسلام، وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة.

1- هي بعد أن حررها (أولا) عمر بن الخطاب رضي الله عنه في القرن الأول الهجري، والسابع الميلادي، من احتلال الرومان لها.

2- بعد أن حررها (ثانية) الناصر لدين الله صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر الميلادي والسادس الهجري، من احتلال الفرنجة الغربيين لها، الذين سموا حملاتهم عليها حملات صليبية.

3- بعد أن وعد وزير خارجية بريطانيا بلفور عام 1917 يهود العالم بإقامة دولة يهودية لهم على أرض فلسطين العربية بعد الحرب العالمية الأولى، واحتل "يهود العالم" فلسطين العربية بمساعدة الدول الأجنبية، وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وروسيا.

4- بعد انسحاب جيوش الانتداب البريطاني من فلسطين العربية يوم الجمعة 14 أيار (مايو) 1948، و4 رجب 1367 هجرية، وتسليمهم فلسطين ليهود وعد بلفور بدلا من تسليمها للفلسطينيين العرب أصحاب البلاد الحقيقيين.

5- بعد إعلان ديفيد بن غوريون الرئيس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية، ومدير الوكالة اليهودية في العالم في نفس اليوم الجمعة 14 أيار (مايو) 1948 قيام ما سماه "دولة إسرائيل" على أرض فلسطين، وتوقيعه مع أعضاء الوكالة اليهودية وثيقة عودة الشعب اليهودي في العالم إلى أرضه التاريخية في فلسطين، بحسب زعمهم.

6- بعد قيام "يهود وعد بلفور" القادمين من الخارج بطرد وتهجير أكثر الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه فلسطين في نفس التاريخ أيضا في 14 أيار 1948م، بعد المذابح وحمامات الدم التي أقاموها للفلسطينيين رجالا ونساء وأطفالا، وحرق وتدمير مدنهم وبيوتهم وقراهم عليهم بمن فيها.

7- بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب مدينة القدس عاصمة لـ"إسرائيل" على أرض فلسطين العربية، في العام الماضي يوم الأربعاء 6 كانون الأول (ديسمبر) 2017م، و18 ربيع الأول 1438 هجرية.

8- بعد احتفال ما يسمى (إسرائيل) أول أمس الاثنين في 14 أيار (مايو) 2018م بيوم احتلالها السبعين لفلسطين العربية في 14 أيار 14 (مايو) 1948م، واحتفال الولايات المتحدة الأميركية معها أيضا بنقل سفارتها من (تل أبيب) إلى القدس، وما رافق ذلك من مجازر في نفس اليوم في فلسطين، إلا نموذجا عن وحشية وجرائم ما يسمى إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني منذ إنشائها وحتى اليوم.

فإنني أجدد التأكيد في فتواي الدينية الشرعية هذه أن فلسطين هي أرض عربية تاريخية إسلامية للشعب الفلسطيني العربي، ولمن يعيش فيها معه من الفلسطينيين العرب غير المسلمين، احتلها "يهود وعد بلفور الصهاينة"، الذين هاجروا إليها من شتى أقطار العالم بمساعدة الدول الأجنبية الغربية والشرقية في 14 أيار 1948م.

وإن تحريرها من احتلال يهود "وعد بلفور" لها فرض وواجب شرعي على شعب فلسطين، وعلى كل دول العرب والمسلمين وشعوبهم، ولا يجوز للفلسطينيين ولا لدول العرب والمسلمين، بل ويحرم عليهم جميعا دينا وشرعا وإسلاما، أن يستسلموا أو يتصالحوا أو يتنازلوا للمحتلين اليهود الأجانب ولو عن شبر واحد من أرض فلسطين لـما يسمونه دولة إسرائيل.

كما يحرم عليهم جميعا أن يعترفوا بما يسمونه "إسرائيل"، لأنهم باعترافهم بها وصلحهم معها يسقطون حق أجيال الشعب الفلسطيني وحـق أجيال شعوب الأمة العربية والإسلامية القادمة في تحرير فلسطين من الاحتلال اليهودي الأجنبي، ففلسطين عربية وهي للأمة وأجيالها كلها، وليست لجيل عربي واحد فقط ماض أو حالي أو قادم، لتتصرف الدول العربية والإسلامية الحالية بفلسطين أو تتنازل عنها أو عن جزء قليل أو كثير منها بصلح أو سلام مع الإسرائيلي الأجنبي المحتل لها.

ولأنه لا ملكية ولا ولاية لدولة عربية أو إسلامية على فلسطين لتعقد مع الكيان الأجنبي الإسرائيلي المحتل لها معاهدات صلح أو سلام تتنازل بموجبها عن ملكية فلسطين أو عن شبر واحد من منها للأجنبي المحتل فيها.

لذلك، فإن كل ما سموه ويسمونه اتفاقات سلام عربية - إسرائيلية تتضمن اعترافا بما يسمى "إسرائيل" على أرض فلسطين العربية هي اتفاقات باطلة وغير شرعية وغير ملزمة دينا وشرعا وإسلاما لا للفلسطينيين ولا للعرب ولا للمسلمين ولا لأجيالهم الحالية ولا القادمة.

ولسوف تبقى فلسطين والقدس والمسجد الأقصى وبيت المقدس عربية خالصة لشعب فلسطين العربي وللأمة العربية والإسلامية كلها، وتحرير فلسطين من اليهودي الأجنبي المحتل لها هو واجب شرعي على جميع العرب والمسلمين، وأمانة دينية شرعية ملزمة في أعناق الفلسطينيين وأعناق العرب والمسلمين ودولهم وحكامهم وأجيالهم الحالية والقادمة.

وليعلم جميع العرب والمسلمين ودولهم أن تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي هو جهاد في سبيل الله تعالى كالجهاد مع النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع محرري فلسطين والقدس عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي رحمهما الله تعالى.

لقد أمرنا الله تعالى على لسان نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم منذ أول رسالته، بالثبات في وجه العدو الإسرائيلي في فلسطين حتى تحريرها كلها، وفي ذلك يقول النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأواء (أي من عذابات) حتى يأتي أمر الله وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس" رواه البخاري ومسلم.

لذلك على كل العرب والمسلمين ودولهم شرعا ودينا، مساندة شعب فلسطين في جهاده في سبيل الله لتحرير وطنه فلسطين، بل والجهاد معه لتحرير مقدسات المسلمين وغير المسلمين فيها، ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: "لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا".

أيها العرب والمسلمون، أذكروا ميثاق الله وعهده لكم، بقوله لكم في القرآن الكريم: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة*يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون*وعد عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن*ومن أوفى بعهده من الله*فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم" الآية 111/التوبة.

واذكروا وصية الله لكم بقوله تعالى: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار*وما لكم من دون الله من أولياء*ثم لا تنصرون"، ووصيته لكم أيضا بقوله تعالى: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" آل عمران/139.

أللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب، وصلى الله تعالى على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o