May 16, 2018 3:49 PM
خاص

أستانة 9 تغيب عن جوهر المشكلة: لا آلية لإحياء قواعد "خفض التصعيد"!
بيان ختامي "إنشائي".. وترجمة "دعم الحل السياسي" بتفعيل مسار "جنيف"

المركزية- لم تنته جولة المفاوضات حول سوريا التي عقدت في اليومين الماضيين في استانة، الى أي تقدم يذكر على الطريق نحو حل النزاع، في وقت أعلنت الدول الثلاث الراعية لهذه "المنصة"، روسيا وتركيا وإيران، عقد الاجتماع المقبل على مستوى عال حول سوريا في مدينة سوتشي الروسية، في تموز. أما ممثلو المعارضة المسلحة السورية الموجودون في أستانة، فسارعوا الى اعلان رفضهم المشاركة.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، كان المطلوب من الجولة التاسعة من المفاوضات التي استضافتها العاصمة الكازاخية، والمُراد منها "دوليّا" في شكل خاص، يتمثل في إعادة الاعتبار الى قواعد خفض التصعيد، لا سيما في الجنوب السوري، تخفيفا للتوتر الذي يرخي بظلاله على الحدود الاسرائيلية – السورية، والذي انفجر منذ ايام، قصفا متبادلا بين الجيش العبري والايرانيين.

الا ان ذلك لم يحصل، فبدا البيان الختامي عبارة عن عبارات "إنشائية" لا أكثر، لم تقارب جوهر المشكلة وصلبها.

ففي وقت شدد "على أهمية تنفيذ الاتفاق حول مناطق خفض التوتر في سوريا، والذي لعب "دورا محوريا" في الحفاظ على وقف إطلاق النار وتخفيض مستوى العنف في البلاد، مؤكدا أن هذا إجراء مؤقت لا يتعارض وسيادة سوريا ووحدة أراضيها"... خلا البيان - تماما كما المفاوضات التي حصلت في كواليس الجولة - من اي ضغوط روسية – تركية على النظام السوري وايران لسحب مقاتليهما من الجنوب، التزاما بالاتفاق الذي كانت روسيا شريكة في إرسائه، في تموز الماضي، والذي منع تمدد هذه القوى نحو الحدود الجنوبية لسوريا.

وعليه، تتابع المصادر، يمكن القول ان الجولة كانت للشكل لا أكثر، ولن تترك اي تداعيات او نتائج ملموسة على مسار الازمة السورية. 

في المقابل، أكد البيان الختامي استعداد رعاة أستانة "لمواصلة الجهود المشتركة لدفع العملية السياسية في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254 عبر دعم تنفيذ توصيات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي". 

غير ان هذا الموقف أيضا، بحسب المصادر، يحتاج الى ترجمة عمليّة على الارض. ففيما تعارض معظم القوى الدولية، من الولايات المتحدة الى الدول الاوروبية والامم المتحدة أيضا، اي حل لا يبصر النور من منصّة "جنيف"، فإن المطلوب من الروس، وقف ضغوطهم المتواصلة لفرض ولادة الحل عبر منصة "أستانة" أو "سوتشي"، والتوسّط في المقابل، لدى النظام السوري وحلفائه، للتجاوب مع الاتصالات الجارية، والتي ستتكثف في المرحلة المقبلة، لاحياء المفاوضات في العاصمة السويسرية، برعاية أممية.

الا ان الروس، لا يبدو انهم في هذا الصدد اليوم، تتابع المصادر. وهم يرفعون السقوف، ربما الى حين تدق ساعة لقاء يُفترض ان يجمع الرئيسين الاميركي والروسي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، لن تتخذ جهود تسوية النزاع السوري، طابعا جديا، إلا بعد عقده.

وكان بوتين أعلن اليوم "أن سفنا عسكرية روسية مزودة بصواريخ كاليبر الموجهة ستكون في حالة تأهب دائم في البحر المتوسط. وفي كلمة أمام القيادة العسكرية العليا خلال اجتماع في منتجع سوتشي قال بوتين إن نشر السفن جاء نتيجة "التهديد الإرهابي الذي لا يزال قائما في سوريا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o