May 16, 2018 3:19 PM
خاص

"اجتماع بيت الوسط": تفاهم على التكتيك وخريطة طريق مستقبلية
علوش: الحـكم للتسـويات ومتّجهـون نحو حكومـة اكثريـة

المركزية- اذا كانت رواسب الاستحقاق الانتخابي لجهة خطابات شدّ العصب المُطعّمة بلغة طائفية ومذهبية والتي اتّخذت مظاهر عنفية تُرجمت في الجبل وشوارع بيروت منذ ايام، لم تجد سبيلها بعد الى الزوال، خصوصاً ان البعض يضعها في خانة "عدة الشغل" عشية انطلاق مشاورات تأليف الحكومة وما يرافقها من "حجز مُبكر" لوزارات بحجج متنوعة، فإن "الندوب" التي طبعت علاقة "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" منذ ازمة استقالة الرئيس سعد الحريري حتى اليوم "قد اختفت" بعد اللقاء الذي عُقد امس بين الحريري ورئيس "القوات" سمير جعجع في بيت الوسط.    

فاللقاء المُنتظر والمتأخّر (باستثناء اللقاء "الخاطف واليتيم" بينهما في مناسبة تدشين جادة الملك سلمان بن عبد العزيز في 3 نيسان الفائت) متوّجاً المساعي الناشطة للثنائي وزير الثقافة غطاس خوري ووزير الاعلام لترتيب ظروف توقيته ومكانه، قد لا ينفصل عن مسار حركة الاتصالات واللقاءات والزيارات التي ترتفع وتيرتها منذ انتهاء الاستحقاق الانتخابي عاكسةً رغبة الجميع في طي صفحة المرحلة السابقة وتجاوز المطبات وفتح اخرى جديدة عنوانها "المحافظة على الاستقرار وتحصين الساحة الداخلية في وجه اي تطور اقليمي "مُفاجئ".

عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش وصف عبر "المركزية" اللقاء بـ"الطبيعي، باعتبار ان التفاهم الاستراتيجي على القضايا الوطنية ثابت واساسي في علاقتهما منذ العام 2005 حتى اليوم"، الا انه شدد في المقابل على "اهمية "التفاهم" على المسار اليومي التكتيكي، ان في الحكم او في السياسة العامة، لتأمين مستقبل مستقر للبلد".

واذ لفت الى "ان هذا اللقاء مقدمة ممتازة علينا البناء عليها وتُريح القاعدتين الحزبيتين لـ"المستقبل" و"القوات"، لانه اتى بعد قطيعة لاشهر تخللها تجاذب سياسي في المواقف، كما يؤكد ان نضالهما المستمر سيصل الى النتائج المرجوّة"، اوضح "ان من المنطق الاستنتاج ان الزعيمين اتّفقا على خريطة طريق للمرحلة المقبلة، لكن المهم الان ان اللقاء حصل بعد التشكيك الهائل على مدى اشهر، خصوصاً من قبل ما يُسمّى محور الممانعة بأن تحالف "المستقبل" و"القوات" بات من الماضي".

ورداً على سؤال عن ان "القوات" تربط تسميتها الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة باتفاق سياسي مُسبق على ادارة الحكم، ذكّر علّوش "بأن ادارة الامور في لبنان ليست حكراً على ما يُقرره الرئيس الحريري او "المستقبل" وحتى "القوات" انما بالتوافق، وجعجع يُدرك جيداً هذه المعادلة. فواقع البلد والتوازنات الدقيقة التي تتحكّم به بعد "فشل" قوى "14 آذار" في الاستفادة من الأكثرية على مدى 13 عاماً بسبب قوى الامر الواقع، يؤكد ان الحكم للتسويات ومبدأ التوافق الى ان تأتي اكثرية جدّية ذات طابع 14 آذاري قلباً وروحاً بعيدة من الطائفية والمذهبية تأخذ البلد نحو الاصلاح الجدّي".   

اضاف "هناك تسويات على "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" ان يتفاهما في شأنها، خصوصاً ان حجمهما النيابي (21 لـ"المستقبل" زائد 15 لـ"القوات") اقل من ثلث عدد اعضاء مجلس النواب، لذلك لا بد من تقريب المسافات وإزالة الشوائب التي اعترت علاقتهما بهدف تشكيل قوة ضغط حقيقية لتحصيل افضل ما يُمكن من القرارات التي تتوافق وعلاقتهما الاستراتيجية".

ورفض علوش "الربط" بين توقيت لقاء بيت الوسط وقرارات الاقالة التي اتّخذها الرئيس الحريري اخيراً، لاسيما استقالة مدير مكتبه نادر الحريري، مؤكداً "ان قرارات الرئيس الحريري هي صرف حزبية داخلية مرتبطة باداء بعض المسؤولين في التيار في ادارة الاستحقاق الانتخابي، وهي مقدمة لبداية مسار تغيّير جذري داخل التيار".

وعن شكل الحكومة المقبلة وايهما يُفضّل "المستقبل": حكومة وحدة وطنية ام حكومة اكثرية، ذكّر علوش "بأن لطالما كانت حكومات الوحدة الوطنية الخيار التقليدي السائد في البلد"، الا انه اشار في المقابل الى "ان "الموزاييك" الذي خرجت به صناديق الاقتراع قد لا يُمكّن الحكومة من ان تضمّ معظم الاطراف، لذلك من المرجّح اننا ذاهبون نحو خيار حكومة الاكثرية الوازنة".

وختم بالتأكيد "ان "لا تعديلات على مندرجات التسوية القائمة منذ انتخاب الرئيس ميشال عون، خصوصاً لجهة بند النأي بالنفس".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o