May 16, 2018 2:31 PM
خاص

لقاء الحريري – جعجع: لا نبش في الماضي بل تركيز على استحقاقـات المستقبل
تمسّك بالتسوية الرئاسية وبإطلاق "ورشة" مؤسساتية تصدم إيجابا الداخل والخارج!

المركزية- في لحظة سياسية غير متوقعة، حطّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فجأة ليل أمس في بيت الوسط، ملبّيا دعوة من رئيس الحكومة سعد الحريري وضعت حدا لقطيعة دامت نحو 8 أشهر بين الرجلين بعيد استقالة الاخير من الرياض. في الكواليس، كانت الاتصالات تسير على قدم وساق منذ عودة الحريري الى بيروت في تشرين الثاني الماضي، لطي صفحة التوتر الذي شاب العلاقة بين الحزبين. تعذُّر التفاهم الانتخابي بينهما لم يعكّر هذه المشاورات التي استمرّت الى أن أثمرت أمس اجتماعا بين الحليفين اللذين قادا في الفترة الماضية فريق 14 آذار...

الحديث في جَلسة "وادي أبو جميل"، دخل مباشرة في صلب استحقاقات المرحلة المقبلة، وفق ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية". لا معاتبة أو تبادل ملامة في شأن ما حصل في الحقبة السابقة. فما مضى قد مضى. والمشهد الداخلي بات مختلفا بعيد الانتخابات النيابية. وعليه، تركّز النقاش الذي استمر اكثر من 4 ساعات على المطلوب فعله في قابل الايام لتأمين انطلاقة جديدة للبلاد والعهد. بحسب المصادر، كان الحريري مستمعا في معظم الاحيان فيما تُحدّث "الحكيم" مطوّلا، مقدّما مقاربة شاملة للمرحلة المقبلة. هو شدد على ان من الملحّ إطلاق "ورشة" مؤسساتية تحدث "صدمة إيجابية" في الداخل- ضرورية بعد ان أبدى نحو 50% من اللبنانيين خيبتهم من الوضع السياسي المحلي بإحجامهم عن المشاركة في الانتخابات-  على ان تكون لها بالطبع ارتداداتها على الخارج الذي يراقب أداء السلطة ليحوّل الى بيروت او لا، المساعدات الدولية المخصصة لها... أما تحقيق هذه الصدمة، فله أيضا مقوماته وفق جعجع، ويتطلب اولا الإتيان بفريق عمل حكومي جديد، وبوجوه جديدة، بما يؤسس لممارسات مختلفة. في الموازاة، المطلوب طريقة تعاطٍ أخرى مع الملفات كلّها، لا سيما المعيشية منها والاقتصادية. وهنا، كان اصرار من رئيس القوات على ضرورة الاتعاظ من الاشكالات التي حصلت في الفترة السابقة وعدم تكرار الاخطاء التي سُجّلت وأدت الى عرقلة ومماطلة في حلحلة المشاكل التي تطال حياة المواطنين اليومية، وقد دعا الى التقيد بقواعد تؤمن الشفافية وعلى احترام القوانين المرعية الاجراء. وبحسب المصادر، أبدى الرئيس الحريري دعمه لهذا الطرح.

في السياسة، كان توافق على التمسك بالتسوية التي أسست للعهد الجديد، خصوصا أن القوات اللبنانية ومن ثم تيار المستقبل، كانت لهما المساهمة الابرز في انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. وبحسب المصادر، وإزاء تلميح البعض أخيرا الى ضرورة تعديل هذه التسوية، رفض الجانبان أي تغيير في قواعدها، اذ من شأنه خربطة التوازنات المحلية وتعقيد المشهد السياسي فيما المطلوب مناخات هادئة تساعد على الانتاج وعلى الاصلاح، خصوصا في هذا الظرف حيث عيون الخارج مصوّبة نحونا.

واذ تشير الى ان البحث لم يدخل في تفاصيل الاستحقاقات المرتقبة، أكان نيابيا او حكوميا، تقول المصادر ان الرجلين التقيا عند مبدأ احترام الاحجام والتوازنات الجديدة التي أفرزتها الانتخابات النيابية. في المحصّلة، تقول المصادر ان اللقاء الاول كان جيدا وايجابيا، وأعلن رسميا تجاوز علاقة الحريري – جعجع، مطبّات الفترة الماضية وأرسى تعاونا بينهما لقابل الايام، خصوصا ان الاجتماع، بحسب المصادر، انتهى الى اتفاق على استكمال المحادثات بين الطرفين وابقاء قنوات التواصل مفتوحة، أكان عبر معاونيهما او بينهما مباشرة، للتنسيق في كل الاستحقاقات المقبلة، كون المرحلة استثنائية، وتحتاج جهودا استثنائية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o