Aug 02, 2021 7:30 PM
عدل وأمن

منيارة تودّع ملاكها.. ومواقع التواصل تضج بحوار بين تايونا ووالدتها: ماما يا ريت بموت وبرتاح..

زف اهالي منيارة والجوار، بغضب وحزن، وبحرقة كبيرة الطفلة تيونا عميد الصراف، ابنة ال7 سنوات، شهيدة السلاح المتفلت وضحية الرصاص الطائش وغير المسؤول، الى مثواها الاخير، بمسيرة انطلقت من امام منزلها العائلي، حيث رفع نعشها الابيض الصغير على الاكف وصولا الى كنيسة الروم الارثوذكس وسط البلدة، في حضور حشد كبير من ابناء البلدة والجوار، اتوا مستنكرين ومتضامنين مع والديها المفجوعين اللذين لا يزالان تحت صدمة هذه الفاجعة.

وترأس الصلاة لراحة نفسها الميتروبوليت باسيليوس منصور راعي ابرشية عكار الارثوذكسية يعاونه عدد من كهنة البلدة والبلدات المجاورة، في حضور الوزير السابق يعقوب الصراف وفاعليات المنطقة.

بعد الصلاة والانجيل المقدس القى المطران منصور عظة تقدم فيها بالعزاء الى عائلة الضحية، سائلا الله ان "يتغمدها بواسع رحمته وان يلهم اهلها الصبر"، آملا من "المسؤولين وضع حد لحالة اطلاق النار العشوائي المتفشية والتي تتسبب بضحايا بريئة".

وبعد الصلاة وري جثمان الضحية تيونا في مدافن العائلة التي تقبلت التعازي.

واعتبر رئيس اتحاد بلديات الشفت وبلدية منيارة  انطون عبود أن "هؤلاء الذين يطلقون النار في الهواء عشوائياً هم مخبرون للأجهزة الأمنية والأجهزة متقاعسة في إلقاء القبض عليهم، تسايرهم لأجل أخبارهم الزائفة، يعيثون في الأرض الفساد، وأصبح المواطن غير آمن في بيته منهم".

وأضاف: "هذه الطفلة كانت في بيتها وفرحاً بتخرج تلامذة الحربية أطلقوا النار عشوائياً ليصيبها بمقتل داخل بيتها، ما ذنب هذه الطفلة، وهل ستسعد تلك العائلة التي تخرج ابنها ظابطاً من الحربية بعد مقتل طفلة بعمر الورد في يوم تخرجه؟
إلى متى سيبقى هذا السلاح بيد هؤلاء المخربين ؟ ومتى سيتحرك القضاء والأجهزة الأمنية للتخلص من تلك الآفة؟ في كل مناسبة عندنا مصيبة، يصاب برصاصهم الطائش من لا ناقة له ولا جمل، أطفال يموتون وأطفال أُعيقوا عن المشي وأُقعِدوا وكل ذلك بسبب الجهلة وتقاعس الأجهزة القضائية ومعها الأمنية.

وتبقى دمعات الأمهات تختلط مع صيحات الآباء حزناً على فراق وخسارة أبنائهم لتصرفات طائشة بحجة لا نسطيع إيقاف كل الضيعة لمعرفة مطلقي النار، وهنا مات مفهوم الإستخبارات، ولو كان الموضوع بناء لرأيتم القوى الأمنية حاضرة أمام البناء من أعلى الرتب إلى أدناها".

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد ضجت بخبروفاة الطفلة  تيونا ابنة بلدة منيارة العكارية، اثر اصابتها برصاصة طائشة اثناء جلوسها في المنزل. واثارت الحادثة غضب الاهالي وسخطهم، رافضين الفلتان الامني واطلاق الاعيرة النارية في جميع المناسبات. وملأت صور تيونا صفحات مواقع التواصل بحيث نعاها اقاربها بأرقى الكلمات.

احد اقارب الطفلة نشر حديثا بينها وبين والدتها قبل ايام من رحيلها كانت تتمنى فيه تيونا لو انها تموت وترتاح، علما ان الطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات فقط. وكتب:

"ماما! يا ريت بموت وبرتاح من هالعيشة البشعة!

- يي يا تيونا ليش عم تقولي هيك؟! بيبطّل فيني شوفك...

- معليه مهمّ أنا بضلّ اقدر شوفك من السّما...»

من كم يوم دار هالحديث بين تيونا وامّها...

حتّى أطفالنا صاروا بيتمنّوا الموت بزمن ما مرق متلو لا علينا ولا عأهالينا وجدودنا.

من كم يوم دار هالحديث، وما كانت عارفة تيونا انّو بهالزّاوية من دار بيتها وعلى هالكرسي

هي وقاعدة مبسوطة بزهرة دوّار الشّمس كيف عم تنقّي البزرات من قلبا،

رصاصة طايشة رح تخرق قلبا...

لأيمتى رح تتحوّل الأفراح الطّايشة عند البعض لمآسي أليمة بغير بيوت؟!

تيونا عميد الصّراف ملاك من منيارة بزمن عم تزيد فيه الوحشيّة عالأرض.."

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o