May 15, 2018 3:28 PM
خاص

"نقمة اجتماعية على رجال طهران في العـراق"
جابر: الحكومة الجديدة نحو مزيد من الاستقلالية

المركزية- مع عزوف غير مسبوق في الانتخابات العراقية  بلغ 44% ، أظهرت النتائج الاولية غير الرسمية تصدر قائمة تحالف "سائرون" التي يدعمها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وحلت بعدها قائمة "الفتح" برئاسة القيادي في الحشد الشعبي المقرب من إيران هادي العامري، بينما جاءت قائمة "النصر" بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي في المرتبة الثالثة. فكيف يمكن قراءة انعكاس هذه النتائج على النفوذ الإيراني في بغداد خصوصا بعد التغريدة النارية للصدر التي قال "إننا سائرون بحكمة ووطنية لتكون إرادة الشعب مطلبنا، ونبني جيلاً جديداً، ولنشهد تغييراً نحو الإصلاح، وليكون القرار عراقياً ... ليكون حراكنا الديمقراطي نحو تأسيس حكومة أبوية من كوادر تكنوقراط لا تحزّب فيها".

الخبير الاستراتيجي العميد الركن هشام جابر أشار عبر "المركزية" الى أن "هناك نقمة شعبية في العراق على السياسة الاجتماعية لحلفاء إيران الذين أساءوا إدارة بلادهم"، داعيا الى "قراءة النتائج من منظار داخلي أكثر منه إقليمي، فللشعب العراقي مآخذ كثيرة على رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، المتهم  بتهم فساد"، مشيرا الى أن "النتيجة التي حصل عليها العبادي تعود للانجازات التي حققها في الحكومة وعلى صعيد محاربة تنظيم "داعش"، ورغم أنه ليس حليف إيران الوثيق، إلا أنه ليس بعيدا عنها كذلك. أما بالنسبة للصدرفقد استطاع بفعل الائتلاف الواسع الذي أنشأه مع الشيوعيين أن يحقق عودته القوية الى الساحة السياسية العراقية".

ولفت الى أن "مع انطلاق قطار تأليف الحكومة، لا يمكن الكلام عن حكومة عراقية معادية لإيران التي لا تزال تتمتع بنفوذ سياسي وشعبي كبيرين تمثلا في النتائج التي حققتها قائمة الفتح، فحتى حكومة العبادي الحالية لم تكن موالية لإيران"، مشيرا الى أن "الحكومة المنبثقة عن البرلمان الجديد ستكون معتدلة مع مزيد من الاستقلالية".

وقال إن "إيران أخطأت بتغطية حلفائها الفاسدين، وتلقت صفعة في الانتخابات، لكن هذا لا يعني أنها خسرت العراق، وأن الحكومة الجديدة لن تكون صديقة لها"، مشيرا الى أن "تراجع التعاطف مع إيران لا يعني أن الشعب العراقي نسي نقمته على الاميركيين".

وعن انعكاس هذه النتائج على "الكوريدور" البري الذي يربط طهران ببيروت، قال "نتائج الانتخابات لن تكون قادرة على قطع هذا الخط، فإيران لا تزال تملك نفوذاً في العواصم الاربع".

وحول الضغوط التي تتعرض لها طهران في مناطق نفوذها المباشرة، قال "طهران قادرة على الصمود بوجه الضغوط الدولية والاقليمية، وقد تلجأ الى تغيير التكتيك وليس الاستراتيجية التي حققت لها مكاسب كبيرة".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o