Jul 26, 2021 2:12 PM
خاص

عشية 4 آب..اضراب المحامين تشكيك وتسييس والتيار يعد عريضة "مضادة"

المركزية- تسعة ايام بالتمام تفصل لبنان واللبنانيين عن ابشع ذكرى في تاريخهم المعاصر، عن جريمة ارتكبها المسؤولون اللبنانيون، جميعهم، ولئن بنسب متفاوتة في الجرم. جريمة هزت العالم بأسره، الا ضمائر الحكام في الوطن المُنهار والعاصمة المنكوبة. جريمة ابكت الملايين من اهالي الضحايا الى المصابين جسديا ونفسيا ومعنويا وماديا، الى اللبنانيين الشرفاء الذين هبوا الى المساعدة وتقديم العون في غياب دولة ما عادت تملك شيئا من مقومات الدولة ولا هي اصلا موجودة في اعتباراتهم، وقد باتت للدويلة الكلمة الفصل في كل قرار، وللدولة واجب الالتحاق  به لا اكثر.

اما من لم تعد تنطبق عليهم صفة "الشرف" فما زالوا على حالهم تبعيين كدولتهم التي لا كلمة تعلو فوق كلمة الزعيم  المؤلّه ، لا يعنيهم انفجار المرفأ ولا من فجره ولا من استُشهد جراءه ولا جرحَ اهل فقدوا فلذات اكبادهم  واغلى ما عندهم، ولا وجعهم وصرخاتهم لتحقيق العدالة، فالزعيم اولا وآخرا ولاجله لا زالوا يهتفون "بالروح بالدم...".

واذا كانت هذه الفئة من الشعب تقف حتى اليوم خلف بقاء هؤلاء في مواقعهم متربعين على عروشهم السوداء كتاريخهم، عوض الانضمام الى من كفروا بكل الزعماء ساعين الى بناء لبنان جديد يوازي طموحات ابنائه الاحرار، فإن كثيرين من المؤمنين بالوطن والقضية لن يبقوا ساكتين ازاء ما هو اكثر وحشية وبربرية من الجريمة بذاتها، تغطية المرتكبين ومحاولة تمييع التحقيقات وعرقلة مسار العدالة منعا للمحاسبة، وهم يعدون بأن يكون دوي الذكرى  السنوية الاولى ليوم 4 اب  اقوى من صوت الانفجار نفسه فإن لم يهز ضمائر الحكام علّه يقتلعهم من مناصبهم.

والى التحضيرات الشعبية للذكرى، تؤكد اوساط سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان ضغطا دوليا متعاظما يمارس على القادة اللبنانيين لمنع ادخال تحقيقات المرفأ في نفق المماطلة والتسويف وتشكيل حكومة قبل 4 آب تبدأ مسار الاصلاح، والا فإن العقوبات على هؤلاء من اعلى الهرم آتية لا محال.

وتفيد بأن الاصرار الشعبي على تظهير حقيقة من ادخل وابقى وغض الطرف عن نيترات امونيوم الموت في العنبر المشؤوم، لن يبقى مجرد امنية مهما اشتد جبروت المنظومة السياسية الفاسدة والمتورطة ، موضحة ان في موازاة العريضة التي وضعتها رئاسة المجلس النيابي وصاغها نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي لمنع مثول الوزراء والنواب امام المحقق العدلي بل امام محكمة الرؤساء والوزراء والنواب، ثمة توجه لدى بعض القوى السياسية، لا سيما المسيحية منها لقطع الطريق على هذا الطرح، مستعينين بأراء قانونية تثبت ان الحصانة غير متوفّرة لرئيس مـجلس الوزراء والوزراء عند اقترافهم جرماً جزائياً كجريمة تفجير مرفأ بيروت التـي تخضعهم للقوانين العامة وللتحقيق الذي يجريه المحقّق العدلي كما لمحاكمة المجلس العدلي، استنادا الى المادة 70 من الدستور التي تنصّ على ان: لمجلس النواب ان يتّهم رئيس مجلس الوزراء والوزراء بارتكابهم الخيانة العظمى او باخلالهم بالواجبات المترتبة عليهم.، وتاليا لا تشمل هذه المادة الجرم الـجزائي الذي يبقى خارج حلقة الاتهام من قبل مجلس النواب، كما ان الجرم الجزائي لا يخضع للمحاكمة أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء اذ ان "محاكمة رئيس مجلس الوزراء والوزير المتّهم أمام الـمجلس الأعلى" التـي تنصّ عليها الـمادة 71 من الدستور معطوفة على الـمادة 70 تشمل ارتكاب الـخيانة العظمى او الاخلال بالواجبات فقط ولا تشمل اقتراف الـجرم الـجزائي، بحسب ما يؤكد الخبير القانوني النائب السابق صلاح حنين، مؤكدا ان للمحقّق العدلـي ان يتّهم من اقترف جرم تفجير مرفأ بيروت من رؤساء مـجلس وزراء ووزراء مباشرة من دون اي اذن من مـجلس النواب كما انه يـجب مـحاكمة الـمرتكبين امام الـمجلس العدلـي وليس امام الـمحكمة العليا لـمحاكمة الرؤساء والوزراء.

وفي السياق تشير مصادر قريبة من التيار الوطني الحر لـ"المركزية" الى توجه لدى التيار لتقديم عريضة نيابية تحث على خضوع الجميع، من دون استثناء، للقضاء لمعرفة الحقيقة لاسيما في جريمة مرفأ بيروت. موضحة انها مثابة رد على العريضة المجلسية ، ومحاولة لحث المدعى عليهم على المثول  امام المحقق لكشف المتسببين بجريمة المرفأ وصولا الى  الرؤوس الكبيرة المتورطة في لبنان وخارجه، بحسب ما كشفت  معلومات نشرت في الاعلام المحلي والعربي والدولي .

وتوازياً، تبدي الاوساط السياسية استغرابها الواسع لاستمرار اضراب المحامين الذي يعرقل مسار العدالة برمته، سائلة الا يكفي تجميد التشكيلات القضائية الذي يصيب الجسم القضائي في الصميم حتى يعقبه اضراب المحامين ليسدد الضربة القاضية للعدالة، وهل وراء الاكمّة ما وراءها بهدف تعطيل التحقيقات في جريمة المرفأ ومن المستفيد من الاضراب سوى المرتكبين والمجرمين؟ وتردف: اذا كان اضراب المحامين منزهاً ومرفّعاً عن هذه القضية، يتصل فقط بمطالب محقة، فليستثنى منه اذا ما يتصل بتفجير المرفأ، لان خلاف ذلك سيبقيه في دائرة الريبة والشك والاتهاموالتسييس...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o