Jul 25, 2021 9:03 PM
اقليميات

مخاوف جدية من تداعيات الانسحاب الأميركي... هل يصبح العراق تحت سيطرة "داعش" والميليشيات؟

توالت ردود الفعل السياسية في العراق بعد انطلاق الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن وسط تحذيرات من عودة تنظيم "داعش" إلى حشد قوته في الساحة الأمنية "الهشة" وسيطرة الميليشيات المسلحة على البلاد رسمياً، تذكيراً بسيناريو أفغانستان بعدما أعلنت حركة "طالبان" سيطرتها على مساحات واسعة هناك.
ففي صيف 2008، أعلنت كل من بغداد بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وواشنطن، عن اتفاق "الإطار الاستراتيجي" الذي مهّد لخروج القوات الأميركية من العراق في نهاية عام 2011.
وأسفر انسحاب القوات الأميركية من العراق في ذلك العام عن توقف كل أنشطة إشراف الأميركيين والمستشارين الأجانب لتدريب القوات العراقية ما أدى الى انهيار معظم أجهزة الأمن العراقية أمام "داعش" في عام 2014.
كانت الولايات المتحدة الأميركية، تسعى الى بناء جيش عراقي قوي قادر على التصدي للهجمات المستمرة التي يشنها تنظيم "داعش" في محافظات عراقية، وفق الخبير الأمني العراقي نجم القصاب، الذي أكد أن "العراق لا يزال يشهد عمليات إرهابية يشنها التنظيم في العاصمة بغداد والمناطق المحررة، وبالتالي فإن انسحاب القوات المقاتلة الأميركية يشكل خطراً على البلاد".
ويضيف القصاب أن "القوات الأمنية العراقية بكل مكوناتها بحاجة الى التدريب والاستشارة الأميركية"، لافتاً الى أن "القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يعي خطورة ذلك إلا انه يتعرض لضغوط سياسية من قوى لديها جماعات مسلحة".
ويتوقع القصاب "عودة هجمات الكاتيوشا وعبر الطائرات المسيّرة التي تطلقها الجماعات المسلحة والمقربة من إيران على القواعد الأميركية والسفارة بعد نتائج الجولة الرابعة".
وكان المسؤول الأمني لـ"حزب الله العراقي" أبو علي العسكري، قد علّق على المفاوضات الجارية مع واشنطن بشأن الانسحاب بالقول إنه "إذا لم يعلن العدو صراحة سحب قواته، ويتم التأكيد بعدها ميدانياً من خلال لجان برلمانية وطنية وأمنية كفوءة، ستواصل المقاومة تصعيد عملياتها على كل مواقعه حتى خروج آخر جندي أميركي". فيما قالت "الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية" إنها لن تسمح بوجود أي جندي أميركي في العراق تحت أي ذريعة، مضيفة في بيان لها، أن انسحاب ما سمتها "القوات المحتلة" كي يكون حقيقياً "لا بد من أن يكون شاملاً من كل العراق، وبالتحديد من قاعدتي عين الأسد والحرير الجويتين".
وانطلقت أمس الجمعة، الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيلتقي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يوم الاثنين في 26 تموز (يوليو) الجاري، ضمن الجولة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين البلدين.
ويعتقد الخبير الأمني العراقي وائل الشمري، "عدم انسحاب القوات الأميركية القتالية في العراق"، مبيناً أن "العراق لا يزال تحت تهديدات تنظيم "داعش" الارهابي".
وقد قتل في تفجير شهدته مدينة الصدر شرق العاصمة العراقية بغداد، قبل ثلاثة أيام، نحو 35 شخصاً، كما خلف الهجوم الذي وقع عشية عيد الأضحى عشرات الإصابات، وفقاً لمصادر أمنية وطبية، وتبنى تنظيم "داعش" هذا الهجوم قائلاً إن انتحارياً يدعى أبو حمزة العراقي نفذه.
ويضيف الشمري أن "ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن الجديدة تضغط على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لوقف التصعيد من قبل الميليشيات المقربة من إيران"، وقال إن "نتائج الجولة الرابعة قد تكون مرضية للطرفين الأميركي والميليشيوي العراقي".

كما حذر نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ظافر العاني، من أن "انسحاب القوات الأميركية من العراق سيحوّل العراق "أفغانستان الثانية" ويجعله رسمياً تحت سيطرة الميليشيات".
ولا تزال المواقف الرسمية من قبل بغداد وواشنطن غير واضحة بشأن "الانسحاب الأميركي من العراق، الا أن مصدراً حكومياً عراقياً كشف لـ"النهار العربي" أن "الجانب العراقي المفاوض مع واشنطن لم يشر حتى الآن الى ملف انهاء الوجود الأميركي".
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قال أمس الجمعة إن "العراق يثمّن الجهود التي تبذلها حكومة الولايات المتحدة الأميركية لتأهيل وتدريب القوات الأمنيّة العراقية وتجهيزها وتقديم المشورة في المجال الاستخباري وصولاً إلى الجاهزية المطلوبة في اعتمادها على قدراتها الذاتية، بما يعزز سيادة العراق وأمنه والحفاظ على مكتسباته بدحر تنظيم "داعش" الإرهابي".
وأضاف أن قوات الأمن العراقية "لا تزال بحاجة إلى البرامج التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية، المتعلقة بالتدريبِ والتسليح والتجهيزِ وبناء القدرات"، مشيراً إلى "التزام حكومة العراق حماية أفراد البعثات الدبلوماسية ومقراتها ومنشآتها وضمانِ أمنِ القواعد العسكرية العراقية التي تستضيف قوات التحالف الدولي".
وتابع أن "العراق يجدد تأكيده والتزامه تعزيز شراكته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية بوصفها شريكاً أساسياً في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش".
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أهمية العلاقة بين البلدين، قائلاً إن واشنطن تمضي قدماً في شراكتها مع العراق على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وأشار بلينكن إلى أن الشراكة مع بغداد أكبر بكثير من الحرب على تنظيم "داعش".
وأثارت تصريحات الوزير العراقي فؤاد حسين، حفيظة كتل سياسية مناهضة للوجود الأميركي، اذ قال النائب عن تحالف "الفتح" محمد البلداوي في تصريح له إن "تصريحات وزير الخارجية فؤاد حسين من واشنطن عبارة عن مجاملة وتحيّز للاحتلال الأميركي الذي لم يقدم أي خدمة أمنية للقوات العسكرية العراقية". 

- النهار العربي -

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o