May 14, 2018 3:35 PM
خاص

نقل سفارة اميركا الى القدس ينقل نزاع "الاراضي المحتلة" الى مرحلة جديـدة
هل يُسلّف ترامب اسرائيل "هديّة"..فتقابلها بتنازلات تسهّل ولادة "صفقة القرن"؟

المركزية- في ذكرى نكبة 1948 وعلى وقع مواجهات دامية بين الجيش الاسرائيلي وفلسطينيين خرجوا الى الشوارع في غزة إحياء للمناسبة، تفتتح الولايات المتحدة سفارتها الجديدة في القدس مساء اليوم، في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وسيغيب ترامب عن مراسم افتتاح السفارة التي ستتم بحضور ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، الا ان من المتوقع ان يخاطب الحاضرين في الحفل عبر رابط فيديو، علما انه اشاد منذ ساعات بـ"يوم عظيم" لاسرائيل... وفي وقت رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أن "نقل السفارة مدعاة للاحتفال"، وصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قرار نقل السفارة بأنه "صفعة القرن". ويرأس الاخير مساء اليوم اجتماعا موسعا يضم اعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح لبحث التحديات بعيد نقل السفارة، في حين قال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ان ستتم خلال الاجتماع مناقشة قرارات المجلس الوطني التي تم بالفعل البدء بتنفيذها ردا على الخطوة الاميركية التي اعتبر انها "بمثابة دفن لعملية السلام ومبدأ الدولتين على اساس حدود العام 67 وهو ما يعني دفع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى مواجهة مفتوحة وابدية عبر ضرب الادارة الاميركية القوانين والشرائع الدولية عرض الحائط".

الموقف الفلسطيني يلتقي مع معظم المواقف العربية والاوروبية والروسية الرافضة لنقل السفارة وما يمكن ان تتركه من تداعيات سلبية على عملية السلام في المنطقة. فقد عبّر الكرملين اليوم عن مخاوفه من أن يؤجج نقل السفارة الأميركية للقدس التوترات في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين ردا على سؤال عما إذا كان الكرملين يخشى من أن تذكي الخطوة التوترات في المنطقة "نعم لدينا هذه المخاوف". أما متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي فقال "بريطانيا لا تعتزم نقل سفارتها من تل أبيب وتكرّر اختلافها مع القرار الأميركي". من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الولايات المتحدة خسرت دورها كوسيط في منطقة الشرق الأوسط بنقل سفارتها الى القدس. وأضاف إردوغان في كلمة بمؤسسة تشاتهام هاوس البريطانية "اختارت الولايات المتحدة بخطوتها الأخيرة أن تكون جزءا من المشكلة لا الحل وخسرت دور الوساطة في عملية السلام"، في حين يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا في شأن القدس الاربعاء على مستوى المندوبين الدائمين لبحث "سبل مواجهة قرار الولايات المتحدة غير القانوني".

مما لا شك فيه، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" أن النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي سيدخل اليوم مرحلة جديدة، من الصعب التكهن في ما ستؤول اليه. ففيما يُجمع العالم على ان الخطوة الاميركية سلبية لعملية السلام، تريدها ادارة ترامب "محفّزا" لمفاوضات السلام. كيف؟ الجواب غير واضح بعد، بخاصة وان الفلسطينيين باتوا يرفضون اي وساطات أميركية. وكان مبعوث الرئيس الأميركي الى المنطقة جيسون غرينبلات، قال ان نقل السفارة إلى القدس "شرط ضروري لتحقيق السلام". واشار غرينبلات، المتواجد في القدس للمشاركة في حفل افتتاح السفارة، الى ان "اتخاذ الخطوة التي طال انتظارها في نقل سفارتنا ليس خروجًا على التزامنا القوي بتسهيل التوصل إلى اتفاق سلام دائم، بل هو شرط ضروري لذلك". وأكد "اننا ما زلنا ملتزمين بتطوير اتفاقية بين الأطراف تؤدي إلى سلام دائم وشامل".

فهل يكون ترامب سلّف الاسرائيليين "هديّة" نقل السفارة، ليقدّموا هم في المقابل، تنازلات يطالب بها الفلسطينيون، ويكون بذلك يسهّل ولادة ما يسمّيها "صفقة القرن"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o