May 14, 2018 8:22 AM
صحف

لهذه الاسباب حقق "القوات" مكاسب انتخابية؟

لم تحسم النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات لمن ستكون الأكثرية في البرلمان، على رغم أن فيه تكتلات نيابية كبرى وأوصلت حزب "القوات اللبنانية" إلى البرلمان بكتلة نيابية ضمّت نحو ضعفي عدد نواب كتلته في الانتخابات السابقة.

وعليه، فإن "القوات" أوشك أن يصبح الشريك الثاني لـ "التيار الوطني" في تمثيل المسيحيين في البرلمان، وهذا ما بدأ يُشكّل إزعاجاً لزعيم الأخير وزير الخارجية جبران باسيل، وما قراره بفتح النار على سمير جعجع إلا محاولة لصرف الأنظار عن الخريطة السياسية للشارع المسيحي التي أفرزتها الانتخابات.

وربّ قائل بأن لهجوم باسيل على "القوات" علاقة مباشرة باستباق الصراع على توزيع الحقائب الوزارية بين المسيحيين، الذين هم الآن أمام مرحلة سياسية جديدة تختلف عما قبلها.

وعلى رغم أن باسيل حاول الإفادة من دعم العهد، فإنه أخفق كما تقول المصاد في الحفاظ على حجمه النيابي في جبل لبنان الذي يشكل على الدوام الساحة الكبرى للمنافسة بين المسيحيين، وفقد ستة مقاعد من 18 مقعداً نيابياً كان يسيطر عليها في الانتخابات السابقة بالتحالف مع "حزب الله" وحزبي "الطاشناق" و"السوري القومي الاجتماعي".

وفي هذا السياق، كان تكتل "التغيير والإصلاح" يضم 18 نائباً في السابق أما اليوم فأصبح عدد نواب "تكتل لبنان القوي" 12 نائباً. وجاءت خسارته عدداً من المقاعد لمصلحة "القوات"، الذي نجح في أن يتمثل نيابياً في جميع دوائر وأقضية جبل لبنان، بينما لم يتمثل في دورة الانتخابات السابقة إلا بنائب واحد أعيد انتخابه هو جورج عدوان.

مكاسب "القوات": أما لماذا نجح «القوات» في أن يثبت وجوده انتخابياً وبرقم ضاعف تقريباً حجمه النيابي في السابق، فإن الجواب يأتي على لسان مصدر مسيحي مواكب للحصيلة الانتخابية بدءاً بجبل لبنان، يؤكد فيه أن "القوات" حقق تقدماً في كسب تأييد الناخب المسيحي في الجبل، على رغم أنه لم يتحالف مع "التيار الوطني" في أي دائرة من دوائره الانتخابية.

ويضيف أن ثلاثة أمور ساعدت "القوات" في معركته الجبلية، الأول أن جعجع نجح في تلميع صورته في الشارع المسيحي ولم يعد "البعبع" المرفوض الذي يُحذر التصويتُ له، والثاني أن لديه ماكينة انتخابية أحسنت إدارة الانتخابات لوجستياً، تحديداً في كيفية توزيع الأصوات التفضيلية، إضافة إلى أن مشاركته في الحكومة الحالية برئاسة سعد الحريري عكست ارتياحاً لدى المسيحيين، خصوصاً في إدارة ملف الكهرباء وأمور أخرى.

ويرى المصدر أن "التيار الوطني" أخطأ في اختيار بعض مرشحيه، وهذا ما دفع ببعض محازبيه إلى البقاء في بيوتهم وعدم التصويت للوائحه احتجاجاً على خياراته، ويقول إن "القوات" اجتذب أعداداً كبيرة من المحايدين أو أولئك الذين كانوا على خلاف معه.

ويعتقد أيضاً أن "القوات" بادر إلى اتباع سياسة "العض على الجرح" حفاظاً منه على "إعلان النيّات" الذي أبرم في معراب بين العماد عون قبل انتخابه رئيساً للجمهورية وبين جعجع، وأدى إلى تكريس المصالحة المسيحية- المسيحية، وهذا ما تميزت به قيادته برفضها في أكثر من مناسبة الانجرار وراء هجوم باسيل عليه لإخراجه من المصالحة.

ويلفت إلى أن الصراع بين "القوات" و"التيار الوطني" قد يتطور مع بدء البحث في تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية، ويؤكد أن قوى أخرى ستنضم إلى هذا الصراع مع أن المرشح البارز لتولي رئاستها، أي سعد الحريري، يتجنب الدخول في لعبة رفع منسوب الاحتقان السياسي ويسعى إلى التهدئة ويطمح في حال تقرر تكليفه بتشكيلها إلى اعتماد مبدأ السرعة لا التسرع، لأن الوضع الاقتصادي يتطلب للنهوض به الحفاظَ على الاستقرار وأن تأتي التركيبة الوزارية بمثابة رافعة للنهوض بالبلد، لا أن تتحول إلى جزر سياسية تفتقد الانسجام الذي لا غنى عنه لحماية البلد وتحصينه، لتكون لديه المقدرة على مواجهة ما يرتد عليه من تقلبات نتيجةَ التأزم الذي تمر به المنطقة.

"الحياة"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o