Jun 14, 2021 4:15 PM
خاص

إسرائيل أمام ظاهرة "يمننة سياسية" ترسيم الحدود مسألة تقنية وتسييسه لبناني

المركزية – بغالبية 60 صوتا مقابل 59 فاز زعيم حزب "يمينا" اليميني نيفتالي بينيت على زعامة بنيامين نتنياهو التي استمرت 12 عاما. صوت واحد كان كفيلا بمنح الكنيست الإسرائيلي الثقة للإئتلاف الحكومي الجديد. لكن على رغم التصفيق الحاد الذي ناله بينيت عندما أعلن خلال جلسة التصويت، إن حكومته ستدعم الاستيطان في كل مناطق الضفة الغربية وستكافح الاتفاق النووي مع إيران، إلا أن رد نتنياهو كان أشبه بالزلزال الذي أعاد إشعال عصب المعارضة حيث قال:" أنتم اليوم تصفقون داخل إسرائيل بينما صدى التصفيق الحاد من الخارج يتردد في إيران وبيروت. فهل سينهي بينيت عهد زعامة نتنياهو وهل ستبارك إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استراتيجية اليميني بينيت الجديدة؟

المحلل لشؤون الشرق الأوسط ومدير معهد المشرق للشؤون الإستراتيجية الدكتور سامي نادر أكد لـ "المركزية" أن"من المبكر جدا التكلم عن نهاية نتنياهو خصوصا أنه يواجه تكتلا ضعيفا وحكومة تضم الحزب العربي المحسوب على الإسلاميين إضافة إلى الإسرائيليين المحسوبين على أقصى اليمين. من هنا يرحج ألا تدوم هذه الحكومة طويلا لأن ما يجمعهم هو كرههم لنتنياهو وهدفهم المتمثل بالتخلص منه".

من الواضح أن  دعاوى الفساد المرفوعة ضد نتنياهو قد سرّعت في إطاحته لكن هذا لا يعني انتهاء زعامته الشعبية، لكن ما يميز بينيت أنه يميني راديكالي وهذا يعني أننا اليوم أمام ظاهرة "يمننة" إسرائيل في مقابل اضمحلال حزب العمال اليساري داخل  المجتمع الإسرائيلي السياسي لا سيما في السنوات العشر الأخيرة وسيحرص بينيت على رسم خارطة طريق جديدة للعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية بعدما كان نتنياهو بمثابة الطفل المدلل لدى ترامب لكن الأمور اختلفت مع وصول بايدن إلى البيت الأبيض وتبين أن هناك صعوبة في التعامل مع شخصية صعبة على مستوى نتنياهو".

"ما يؤشر إلى عمق العلاقة الجديدة مع الولايات المتحدة كلام بينيت عقب فوزه أنه يأمل أن تكون زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة وأن يكون الموعد قريبا جدا والمرجح فتح باب حوار جديد مع الإدارة الأميركية وفق التوجهات الأميريكة وما نتج من متغيرات على خلفية حرب غزة . لكن هذا لا يعني أن هناك توافقا وانسجاما وتكاملا فالعلاقة لن تكون سهلة وسيكون هناك خلاف وليس اختلاف".

التصفيق في إسرائيل لرئيس الحكومة الجديد بينيت ليس إلا كرها بسياسة الفساد التي اعتمدها نتنياهو لكن الثابت أن سياسة اليمين الجديدة مستمرة بنفس النهج في معارضة الاتفاق النووي مع إيران، ولن تسمح لها بامتلاك سلاح نووي أو إحيائه من جديد  كما وعد بينيت بأن يمثل "ائتلاف تغيير إسرائيل برمتها". ورجح نادر أن تتصاعد وتيرة المعارضة السياسية ضد إيران لكسر شوكة كل المساومين على أمن إسرائيل في المرحلة المقبلة".

اما على مستوى الداخل اللبناني وتحديدا في مسألة ترسيم الحدود مع عودة رئيس الوفد الأميركي (الوسيط) جون دو روشيه إلى بيروت يبدو أن التأثيرات محدودة "فهذا الملف استراتيجي بالنسبة إلى إسرائيل والخلاف تقني لكنه تحول إلى سياسي من الجانب اللبناني. ما يهم إسرائيل التمسك بجزء من هذه المنطقة الغنية بثرواتها النفطية. في أي حال لا بد من الإعتراف بأن لبنان خسر فرصة استخراج النفط عندما رفض عرض هوف".

قبل أن تبصر حكومة بينيت النور بدأ الكلام عن إمكانية عودة نتنياهو إلى الحكم فهل يكون عمر الحكومة الجديدة في إسرائيل محدودا في المكان والزمان؟ يرجح نادر الا تعمر حكومة بينيت طويلا خصوصا أن نتنياهو يقود المعارضة ومستعد لخوض معركة العودة إلى الحكومة إنطلاقا من شخصيته المتمرسة في القتال السياسي والمرجح أن يقوم بمناورات بقصد الإبقاء على أسهمه في تكتل الليكود. لكن هناك 3 دعاوى فساد مرفوعة في حقه والمسألة ترتبط بمدى الإسراع بالتدابير القضائية لمحاكمته فإذا تم ذلك خلال عملية تشكيل الحكومة يمكن أن يدخل السجن كما حصل مع أولمرت...فلننتظر مدى حسم القضاء الإسرائيلي في ملف دعاوى نتنياهو بعدها يبدأ الكلام عن عودة المقاتل الشرس إلى السياسة" يختم نادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o