Jun 12, 2021 4:00 PM
تحليل سياسي

الحريري يدرس خياراته حكوميا.. ويبدأ اتصالاته من داخل البيت السني
الشرعي الاعلى يؤيّد في غالبيته "الاستمرارَ في التكليف": الفريق الرئاسي مَن يعطّل!
لبنان بين ماكرون وبايدن وعلى طاولة الأخير وبوتين بينما الازمات المعيشية على حالها

المركزية- تمر عملية تشكيل الحكومة خصوصا، والبلادُ عموما، في ساعات مفصلية. بعد اصطدام مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالحائط المسدود، وتجاوزِ الاوضاع المعيشية الخطوطَ الحمراء على الصعد كافة، يجري الرئيس المكلف سعد الحريري ورشة اتصالات موسّعة لدرس خياراته وسيخرج منها بقرار حاسم خلال ساعات: اما يريد الاستمرار في مهمّة التكليف مع علمه انه لن يتمكّن من التأليف، وهو الخيار المرجّح حتى الساعة، أو انه سيعتذر ويترك العهد يتحمّل مسؤولية ما "اقترفته يداه" بعد ان استخدم الفريقُ الرئاسي، على مرّ الاشهر الماضية، كلَّ الوسائل المتاحة، للتخلّص من الحريري، وليتولَّ الآن مهمة ايجاد رئيس مكلّف جديد وليشكّل حكومة تنتشل لبنان من "جهنم" التي يتخبط فيها.

في البيت السني: بداية هذه الورشة، كانت من داخل البيت السني. فقد اجتمع اليوم المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في حضور الحريري وتدارس المجلس في الشؤون الإسلامية والوطنية وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية، واستهلت الجلسة بكلمة لمفتي الجمهورية ثم استمع الى الحريري الذي اطلع الأعضاء "على اخر التطورات السياسية والعقبات التي تعترض تشكيل الحكومة والخطوات التي قام بها لتجاوزها من اجل مصلحة الوطن".

للاستمرار:بحسب ما تكشف اوساط المجلس لـ"المركزية"، فإن الحريري اراد الاستماع الى وجهة نظر المجتمعين من مسألة استمراره في التشكيل او الاعتذار عن عدمه. وقد تجاذب الحاضرون وجهتا نظر: الاولى طالبت الحريري بعدم الاعتذار. ففيما الاخير يخشى ان يكون بقاؤه في منصبه بات مكلفا معيشيا، أبلغه بعض الحضور ان هذه ليست مسؤوليته بل مسؤولية الفريق الرئاسي الذي لم يتجاوب مع كل مبادراته وتنازلاته، والذي لا يزال حتى الساعة، يرمي العراقيل والشروط في درب التشكيل، بدليل ابلاغه الخليلين منذ ايام، رفضَه ذهاب وزارة الطاقة الى المردة، ومحاولته الاعتداء على صلاحيات الرئيس المكلّف عبر منعه من تسمية وزيريَن في الحكومة. كما ان تم تحذير الحريري من مغبة ان تكون استقالته، سترمي لبنان مجددا وفي شكل نهائي، في المحور الايراني في المنطقة. وقد بدا هذا المنطق الاكثر تأييدا في المجلس.

للاعتذار: في المقابل، كان موقف آخر يدعو الحريري الى الاعتذار، ومن بعدها "فليقلّع العهد شوكو بإيدو"، وليجد شخصية قادرة على تأمين غطاء سنّي "اذا وجد الى ذلك سبيلا"، وليتحمّل مسؤولية كل ما فعله منذ 7 اشهر ومسؤولية إصراره على إخراج الحريري من المعادلة.

النرجسية والصلاحيات: هذا في الكواليس. اما بيان المجلس، فحمل دعما مطلقا للحريري من دون ان يحدّد دعمه في اي خيار: اعتذارا ام استمرارا في التكليف. وأشار المجلس الى أنه "في الوقت الذي توشك فيه السفينة على الغرق، فان بعضا من هؤلاء المسؤولين (أو الذين يُفترض أن يكونوا مسؤولين)، لا يرفّ له جفن، ولا يتحرك لديه ضمير أو حسّ وطني أو إنساني. إن هذا البعض غارق في "الأنا" وفي نرجسياتهم الوهمية، وكأن الأخطار التي تحدق بسفينة الوطن لا تعنيهم من قريب أو بعيد. إنهم يرفضون حتى أن يمدّوا أيديهم الى الأيدي الممدودة من وراء الحدود لإنقاذهم من أنفسهم، ومن الغرق في دوامة الفوضى والانهيار. واكد المجلس الشرعي أنه لا يمكن السماح بالمس بصلاحيات رئيس الحكومة المكلف، معتبراً أن اي سعي الى إعراف جديدة فيما يتعلق بالدستور أو باتفاق الطائف أمر لا يمكن القبول به تحت أي حجة من الحجج. وأكّد المجلس أيضاً على دعم الرئيس المكلف وصلاحياته ضمن اطار الدستور المنبثق من وثيقة الوفاق الوطني، محملاً مسؤولية التأخير في التأليف الى من يحاول ان يبتدع طرقا ووسائل وأساليب تلغي مضمون وثيقة الوفاق الوطني التي هي مكان إجماع القيادات اللبنانية الحريصة على استقلال لبنان ووحدته وسيادته وعروبته. وشدد المجلس على أهمية ضرورة استمرار مفاعيل المبادرات التي قدمت من قبل فرنسا ورئيس مجلس النواب نبيه بري، املا ان تثمر حلا قريبا للخروج من النفق المظلم الذي وضع فيه لبنان، ودعا المجلس القيادات السياسية للعمل مع الرئيس المكلف للخروج بحكومة  تنقذ لبنان مما هو فيه وتعيده الى الطريق القويم.

يهمّنا البلد: وبينما علمت "المركزية" ان لا موعد محددا بعد للقاء الحريري برؤساء الحكومات السابقين، قال الرئيس المكلف لدى مغادرته دار الفتوى: جئت الى الدار واجتمعت بالمجلس الشرعي وشرحت لسماحة المفتي وللمجلس  ما جرى معي خلال الأشهر السبع الماضية وجرى حوار بناء ومهم خلال الاجتماع. البلد يشهد تدهورا سياسيا واقتصاديا كل يوم. عيني على البلد وكذلك عين سماحة المفتي والمجلس ، وما يهمنا هو البلد في نهاية المطاف. هذا فحوى ما دار خلال اجتماع المجلس وان شاء الله نعود ونتكلم لاحقا.

بين ماكرون وبايدن وبوتين: وسط هذا الانسداد الداخلي، يحضر لبنان على طاولة زعماء العالم، على امل ان يتمكّنوا من ايجاد صيغة ما، تخفّف على اللبنانيين مأساتهم، اذا كانوا لن يتمكّنوا من التدخّل لفكّ أسر التشكيل بعد ان حاولوا كثيرا مع اهل المنظومة، ولم يفلحوا. في السياق، تُعقد في الثالثة بتوقيت باريس قمة اميركية - فرنسية تجمع كلا من الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون في بريطانيا على هامش قمة مجموعة السبع الاقتصادية وسيكون موضوع لبنان طبقاً اساسياً على طاولة المفاوضات، بحسب ما أفادت أوساط فرنسية "المركزية". الى ذلك، من غير المستبعد ان يتطرّق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاميركي الى الشأن اللبناني في قمّتهما المرتقبة في 15 الجاري.

طوابير وعتمة: معيشيا، لا تزال البلاد تنتظر وصول شحنات الفيول من العراق علّها تساهم في التخفيف من حدة التقنين الكهربائي، الا ان هذه العملية تحتاج اياما وفق ما اعلن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ما يعني ان العتمة مستمرة حتى الساعة. هذه المعاناة تُضاف الى معاناة اللبنانيين على محطات الوقود. فطوابير الذل لا تزال على حالها رغم الاعلان عن حلحلة مرتقبة في اليومين المقبلين، الا ان عامل الثقة بات مفقودا تماما لدى اللبنانيين. كل ذلك يحصل فيما الدواء لا يزال مفقودا والصيدليات تواصل اضرابها لليوم الثاني على التوالي. اما الدولار، فعلى عتبة الـ15 الف ليرة.

ماراتون فايزر: صحيا، انطلق منذ ساعات الصباح اليوم السبت ماراثون فايزر الذي تنظمه وزارة الصحة العامة في المحافظات اللبنانية كافة، إذ توجه المواطنين لمن تتراوح أعمارهم من 55 عاماً وما فوق إلى مراكز التلقيح التي شهدت إقبالاً كثيفاً. وأعلنت وزارة الصحة ان عدد اللذين أخذوا لقاح فايزر ضمن الماراثون بلغ 10336 شخصاً لغاية حتى الواحدة ظهرا.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o