Jun 10, 2021 4:59 PM
تحليل سياسي

الذّل يلاحق اللبنانيين... المحروقات على آخر نقطة والمستشفيات تنازع
انقطاع الكهرباء وشح المازوت يُقننان المياه.. والمصارف تجتمع غدا
مبادرة بري في موت سريري.."سيدة الجبل": ما جدوى استمرار وجود عون؟

المركزية-هل من ذلّ بعد، اشدّ مما يعرض مسؤولو لبنان شعبه اليه؟ هل من قهر واذلال اقسى مما يشعرون به وهم يصطفون خلف مئات السيارات ينتظرون دورهم لتعبئة خزانات سياراتهم بالوقود، او على ابواب المستشفيات لا يملكون كلفة ادخال مرضاهم اليها بعدما باتت الجهات الضامنة عاجزة عن تسديد الكلفة؟ وماذا بعد؟ ماذا ينتظر اهل السلطة الحاكمة ليتركوا كراسيهم ومناصبهم التي دفعّوا اللبنانيين ثمنها من اعصابهم وكراماتهم ودمائهم غير آبهين بما يتسببون به، فاستحقاقاتهم الانتخابية والرئاسية اولا وبعدهم الطوفان؟ كيف يعاين هؤلاء مشهد التقهقر اليومي هذا من قصورهم العالية ولا يحركون ساكنا او يتمنون لو انهم يختفون عن وجه الارض؟ الحقيقة الوحيدة الثابتة هي ان كل من في السلطة فقد الشعور والحس الانساني بعد الوطني وتحول عبدا لاطماعه التي لا بدّ ستجرفه الى حيث يستحقو لكثرة ما يلعنه اللبنانيون كل لحظة.

جبل الازمات المعيشية آخذ في الارتفاع. لليوم الثاني على التوالي العاصمة ومعظم طرق البلاد الرئيسية والفرعية تحوّلت مواقف هائلة للسيارات التي اصطفت في طوابير لا تنتهي للتزود بالبنزين. في السياق، اشارت معطيات صحافية إلى "باخرة بنزين راسية في البحر تنتظر إفراغ حمولتها، وأخرى تصل في 13 الجاري... لكن المشكلة الأساسية تكمن في فتح الاعتمادات. في حين أن مخزون البنزين لا يكفي إلا ستة أيام كحدّ أقصى"، متحدثة عن "طرح لاستيراد بنزين 98 أوكتان على ألا يكون مدعوماً وإبقاء الدعم على 95 أوكتان".

البراكس: من جانبه، أكد عضو نقابة اصحاب محطات المحروقات في لبنان الدكتور جورج البراكس "أن كل المعلومات تفيد بأن مصرف لبنان لم يعطِ حتى الآن أي موافقة مسبقة للشركات المستوردة للنفط تسمح لها بتفريغ البواخر التي وصلت الى المياه اللبنانية أو التي ستصل خلال أيام، والاتصالات جارية لمحاولة إيجاد الحلول. وعليه نسأل عن سبب الإصرار على إذلال المواطنين وأصحاب المحطات معاً وهل يُستعمَلون في اللعبة السياسية؟" وتابع: الجميع يعلم ان كميات المحروقات المتوفرة في الداخل اللبناني محدودة ولا تكفي إلا لفترة قصيرة. لذلك لم نتوقف منذ اسابيع عديدة عن التحذير من الوصول الى ما وصلنا اليه، ونعود مجدداً إلى مطالبة المعنيين كافةً باتخاذ القرارات الضرورية الفورية لإعطاء الموافقة على الاعتمادات المطلوبة لأنها السبيل الوحيد المتاح حالياً. وقف الاستيراد المفاجئ وإبقاء البلاد من دون محروقات هو فعل جُرمي وتدميري. وقال البراكس "على الحكومة ومصرف لبنان أن يعلنا بوضوح عن سياستهما في هذا القطاع ومصارحتنا ومصارحة الشعب اللبناني بحقيقة ما يريدان فعله".

المستشفيات تنازع: في الموازاة، وبينما بدأت أزمة طحين تلوح في الافق في عدد من المناطق خاصة في الجنوب، رفع القطاع الاستشفائي، عشية اضراب الصيدليات غدا لانقطاع الدواء، الصوت محذرا من نقص حاد في المستلزمات الطبية، وقد نفّذ الاطباء في اكثر من مستشفى اضرابات منبّهين الى ان المرضى في خطر بسبب هذا النقص. الى ذلك، أعلنت نقابة المستشفيات الخاصة أن "المستشفيات تعاني من نقص حاد في مستلزمات غسل الكلى مما يهدد بتوقف هذه الخدمة اعتباراً من الأسبوع المقبل في حال عدم تسليم المستلزمات للمستشفيات خلال الأسبوع الحالي".

تقنين مائي: معيشيا ايضا، أكد رئيس مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران في حديث اذاعي "أننا ذاهبون إلى اعتماد القساوة في التقنين نتيجة الانقطاع الحاد في الكهرباء وشحّ مادة المازوت"، ولفت إلى أن "نسبة 60 في المئة من المناطق ستتأثر بهذا التقنين ولا سيما المناطق الساحلية".

عون يشكر العراق: وسط هذه الاجواء، وفي انتظار وصول شحنات الفيول العراقي التي يفترض ان تخفف من حدة التقنين الكهربائي، على امل الا تتأخر في ظل انعدام التغذية بالتيار، أبرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى كل من الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي شاكرا لهما قرار الحكومة العراقية مضاعفة كمية النفط التي أقرتها للبنان من 500 ألف طن إلى مليون طن سنويا لمساعدته على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر فيها. واعتبر الرئيس عون انه "ليس غريبا على دولة العراق وقوفها الدائم إلى جانب وطننا، في مختلف الظروف والمحن التي مرَّ بها. وتأتي مبادرة بلادكم اليوم، في ظروف اقتصادية وحياتية بالغة الدقة والصعوبة بالنسبة إلى شعبنا، ونحن أحوج ما نكون فيها إلى دعم أشقائنا وأصدقائنا، لنتمكن من التصدي للتدهور المعيشي والإنساني، وبدء مرحلة النهوض".

اجتماع المصارف: على الضفة المالية، علمت "المركزية" ان مجلس إدارة جمعية المصارف،  يلتئم غداً للبحث في آلية تنفيذ تعميم مصرف لبنان الرقم 158 المتعلق باجراءات استثنائية لتسديد تدريجي للودائع بالعملات الاجنبية، وقد طلب من كل مصرف عامل في لبنان ان يقوم بما يلزم لتأمين تسديد تدريجي للودائع المكونة في الحسابات المفتوحة قبل 31/10/2019.

موت سريري؟ هذا الانهيار يحصل فيما عملية تأليف الحكومة متعثّرة وقد دخلت وساطة الرئيس نبيه بري على ما يبدو مرحلة موت سريري، اثر ما يتردد عن شروط النائب جبران باسيل الجديدة وآخرها رفضه ذهاب وزارة الطاقة الى تيار المردة.

مناورات ومعجزة: في المواقف، أكدت عضو كتلة المستقبل النائبة رولا الطبش في حديث اذاعي أن "ملف تأليف الحكومة لا يزال بانتظار الحلول التي يسعى اليها الرئيس نبيه بري ضمن مبادرته، والتي تتوافق مع المبادئ العامة التي وضعها الرئيس المكلف سعد الحريري لتأليف حكومة"، مشيرة الى أن "التعويل اليوم هو على كل الإيجابيات التي تدور في فلك هذه المبادرة". وأسفت "لمراوحة الأمور مكانها بسبب المناورات التي يستمر بها فريق العهد عبر الاجتماعات والتصريحات الاستفزازية التي توحي بأن هذا الفريق قدم ما يمكن تقديمه، راميا الكرة في ملعب الرئيس المكلف". واعتبرت أن "لا أفق واضحا بأن التأليف سيحصل في نهاية الأسبوع الحالي، إلا في حال حصول معجزة"، ولفتت إلى أن "ذلك لا يعني أن في مقابل التأخير سيتخذ الرئيس الحريري قرار الاعتذار، لأنه لا يزال متمسكا بخيار التأليف وحل الأزمات التي يعانيها الشعب اللبناني".

كفى ابتزازا: في المقابل، غرد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط عبر تويتر كاتبا: يكفي إبتزاز وإذلال الناس والهروب من المسؤولية. إما فلتشكل حكومة مهمة، مشروعها الأساسي خطة إقتصادية إنقاذية، وهذا أمر مستحيل مع جماعة دمرت البلد وما زالت. وإما فلنذهب إلى إنتخابات نيابية بأسرع ما يمكن ولنعد تكوين السلطة بدءاً من رئاسة الجمهورية. يكفينا عنتريات وأوهام وتحصيل حقوق.

لاستقالة الرئيس: من جهته، كرر لقاء سيدة الجبل دعوته رئيس الجمهورية الى الاستقالة لان فيها مصلحة للمسيحيين قبل سواهم. وقال النائب السابق فارس سعيد في مؤتمر صحافي عقده "اللقاء" لبحث المستجدات: أما وقد أعلنَ أمين عام حزب الله أنه القادر والقدير على حلّ الأزمة الوطنية، بدءًا من الأزمةِ النقدية والإقتصادية من خلال القرض الحسن، وصولاً إلى تحدّي الدولة وحلّ الأزمةِ النفطية من مصادر ايرانية مروراً بأزماتِ الدواء والاستشفاء والغذاء... أما وقد أعلنَ أنه الآمر الناهي في الجمهورية اللبنانية، ضارباً بعرض الحائط اتفاق الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية، يسألُ "لقاء سيدة الجبل" ما جدوى استمرارِ وجودِ رئيسٍ في بعبدا وتشكيلِ حكومةٍ او تنظيمِ انتخاباتٍ نيابية"؟ وأكد ان "أمام هكذا واقعٍ سياسي، سقطَ لبنان كل لبنان تحت الاحتلالِ الإيراني ووقعنا في المحظور، وصارَ من واجنا إطلاقَ معركةِ تحريرِ لبنان. هذا السيد أعلن أنه الحاكمُ المتحكم بالجمهورية، ومعَه سقطت الجمهورية ورئيسها موقعاً وشخصاً فالرئيس ميشال عون ليس حكماً وليس حاكماً. سقطت ادعاءات رئيسِ الجمهورية وسقطت نظرية "الرئيس القوي". ظنّ الرئيس وخلفه جمهور واسع من اللبنانيين أن تحالفه مع "حزب الله" يجعلَ منه حاكماً، وأن وصولَه إلى بعبدا يجعلَ منه حَكماً. النتيجة كانت أنه فقد موقع الحكم ولم يحصل على موقع الحاكم. لذلك صارَ واجباً على الرئيس التنحي والاستقالة، كخطوةٍ أولى على طريقِ تحريرِ لبنان من القبضةِ الايرانية، وليتحملَ "حزب الله" مسؤوليةَ حكمِ لبنان واللبنانيين بوصفه قوةَ احتلال. فهو من اختارَ رئيسَ الجمهورية، وهو من سمّى رئيسَ الحكومة المستقيلة، وهو من يديرُ مفاوضاتِ تشكيلِ الحكومة المُرتقبة، وهو سيُشرف ُعلى الانتخاباتِ القادمة وهو من يديرُ المرافقَ والمعابر".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o