Jun 10, 2021 12:28 PM
خاص

مفاوضات البيّاضة شكلاومضمونا: ماراتون الرئاسةانطلق!

المركزية- في عظته الاخيرة الاحد الماضي، سأل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "هل وراء الأسباب الواهية لعدم تأليف الحكومة، نية عدم إجراء انتخابات نيابية في أيار المقبل، ثم رئاسية في تشرين الأول، وربما نية إسقاط لبنان بعد مئة سنة من تكوينه دولة مستقلة، ظناً منهم أنهم أحرار في إعادة تأسيسه من جديد، متناسين أنه أعرق وطن، وأبهى أمة، وأجمل دولة عرفها الشرق الأوسط والعالم العربي"؟ 

في موقفه هذا، لمّح سيّد بكركي اذا الى وجود علاقة وإن غير معلنة بعد، بين التعثر في التشكيل من جهة، والاستحقاق الرئاسي من جهة ثانية. وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" فإن ما طرحه سرعان ما وجد ترجمة على الارض. كيف وأين؟

المحادثات الدائرة في الكواليس اليوم، لمحاولة إيجاد حلّ وسط يفك أسر الحكومة، تحمل من حيث الشكل، إشاراتٍ الى هذا الامر، من حيث مكانها والمعنيّ بها، لا يمكن تجاهلها.

فهي تحصل بين معاوني الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، حسين الخليل والنائب علي حسن خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، من جهة، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من جهة ثانية، في دارة الاخير في البياضة.

الرجل اذا- الذي اتهمه الرئيس المكلف سعد الحريري بالوقوف خلف العرقلة الحاصلة منذ ٧ اشهر ونيف، قائلا انه كان يتفق على امر ما مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ثم يتفاجأ بتراجع الاخير عما تم التفاهم عليه- خرج اليوم من خلف الستارة، وتسلّم رسميا دفة التفاوض مع الحريري عبر الثلاثي الشيعي، نيابة عن بعبدا. 

ووفق المصادر، فإن هذا السلوك يُفسَّر للناظر اليه، حليفا كان ام خصما للعهد، على ان باسيل يتصرّف كرئيس الظل في البلاد، مهيئا نفسه لخوض معركة الانتقال الى بعبدا فعليا بعد عام ونيف، خلفا للرئيس عون.

والحال ان الشروط التي يطرحها رئيس "لبنان القوي" في مفاوضات البياضة- وهنا ننتقل الى مضمون النقاشات- تؤكد انه لا يزال يتطلّع الى التحكّم بقرار الحكومة العتيدة، فيتمكّن من خوض الاستحقاق النيابي مرتاحا، بما يسهّل عليه الماراتون الرئاسي لاحقا.

ويبدو انه، اذا لم يتمكّن من فرض شروطه هذه، فإن مسعى الرئيس بري سيسقط وسيتعثّر التأليف مجددا، ومِن بعده الانتخابات المنتظرة وستنكسر حلقة الاستحقاقات الدستورية المرتقبة...

الم تكن مخاوف الراعي في مكانها اذا؟ تختم المصادر. 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o