May 10, 2018 3:41 PM
خاص

"أميركا تأمل انسحاب تجربتها مع كوريا على إيران"
نادر: لجم طهران يتطلب "طبخة دبلوماسية" معقدة

المركزية- لم ينتظر الرئيس الاميركي دونالد ترامب موعد 12 أيار، وفى بوعده الانتخابي وأعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي. قلب ترامب الطاولة على خصومه وحلفائه، وسحب من إيران إنجازا لطالما اعتدت به نظرا للمكاسب التي استطاعت أن تنتزعها من دون أي قيود تطال نفوذها الاقليمي أو ترسانتها البالستية. هذا الواقع الذي أرساه الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما تغير اليوم وبات جميع الاطراف الموقعة على الاتفاق في موقف حرج. وفيما انطلق قطار المفاوضات الشاق بين الاوروبيين وايران، شهدت الساحة السورية تصعيدا غير مسبوق تجلى بقصف صاروخي اسرائيلي-سوري متبادل.

المحلل السياسي سامي نادر، أشار عبر "المركزية" الى أن "التصعيد الاسرائيلي-الايراني واقع لا محالة، لكن يبقى السؤال إن كان سيترجم حربا مفتوحة، علما أن أيا من الاطراف ليس له مصلحة بها"، مضيفا أن "التغييرات الجذرية التي أحدثها الرئيس ترامب في الشرق الاوسط، كانت جميعها تستهدف إيران بشكل أو بآخر، حتى أنه تمكن من تشكيل جبهة أميركية-اسرائيلية-خليجية ضدها. فرغم الاجندات المختلفة لهذه الدول إلا أن العداء لايران فرض التنسيق في ما بينها لمواجهتها".

ولفت الى أن "الانسحاب الاميركي من "النووي" ليس وليد اللحظة بل يأتي ضمن مسار سياسي انتهجته الادارة الاميركية على مدار عام ونصف، وذلك بهدف لجم النفوذ الايراني في المنطقة، من خلال تصعيد عسكري مضبوط في خدمة "طبخة دبلوماسية" طويلة الامد"، مشيرا الى "أن القاعدة التفاوضية للتسوية التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي تتضمن الصواريخ البالستية والتوسع العسكري الايراني وصولا الى ملف حقوق الانسان، ستكون عرضة للتجاذب، ولكن لن يكون بمقدور الاوروبيين التراجع عنها بعد اليوم كما حصل في 2015".

وأضاف أن "المفاوضات الايرانية ليست مفصولة عن تلك الكورية. فالادارة الاميركية تأمل أن تكرر انتصارها الدبلوماسي في كوريا مع إيران، بحيث تنجح من خلال العقوبات في إخضاع إيران لشروطها، أما في حال الفشل فستكون المنطقة مسرحا لعمليات كر وفر كالتي حصلت فجر اليوم، وذلك بانتظار تسوية طويلة الامد".
وعن تشدد السياسة الايرانية ورفضها التنازل عن أي من المكاسب التي حققتها حتى لو أعيد فرض العقوبات عليها، قال "النظام الايراني يتمتع بمرونة وبراغماتية كافيتين تجعلانه يقبل الواقع تجنبا للغوص في صراع سيكون هو أولى ضحاياه، فطهران تقيس جيدا بميزان الربح والخسارة، وحتى في أيام المرشد الاعلى آية الله روح الله الخميني المعروف بتشدده، رضخت لقرار وقف  حرب الخليج الاولى".

وعن اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو، قال "اسرائيل تعمل على تطويق ايران من بوابة حلفائها (روسيا) بعد أن نجحت باقناع أميركا بالانسحاب من الاتفاق، وروسيا ليست بعيدة عن هذه السياسة، غير أن مصلحتها تقضي بإضعاف ايران ولكن لن تسمح بإسقاطها وإخراجها من سوريا، فهي تشكل الدرع الاول المدافع عن مناطق نفوذ محور المقاومة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o