May 10, 2018 3:12 PM
خاص

"قبة باط" روسيّة تفتح الطريق أمام اسرائيل لتنفيذ أقوى ضرباتها في سوريا
العملية تعيد التوازن الى المحاور في المنطقة..وتحمل الجميع الى طاولة التفاوض؟!

المركزية- صحيح ان الغارات الاسرائيلية على اهداف ايرانية في سوريا لم تعد أمرا مستغربا، اذ هي باتت تحصل في وتيرة شبه أسبوعية، وقد سُجّل آخرها صباح أمس الاربعاء في الكسوة في ريف دمشق. الا ان العملية التي نفذتها تل ابيب فجر اليوم في سوريا، كانت الاوسع من حيث الاهداف والأقوى والافعل من حيث النتائج.

فقد استفاقت العاصمة السورية على انفجارات ضخمة هزتها، أعلن الجيش الإسرائيلي انها استهدفت مصدر اطلاق صواريخ ومنشآت استخباراتية ولوجستية ومستودعات إيرانية في سوريا، وذلك ردا على ما اسماه تصعيدا في الجولان حيث قال انه تصدى لـ"صواريخ إيرانية استهدفت الهضبة".

من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن الجيش الإسرائيلي استهدف "مواقع عسكرية إيرانية في سوريا فجر الخميس". واذ اشار الى أن "إسرائيل لن تسمح بأن تحول إيران سوريا إلى خط مواجهة أول"، أعلن أن "إسرائيل ضربت كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا وتأمل أن يكون هذا الفصل قد انتهى".

بدورها، أكدت وزارة الدفاع الروسية ان الجيش الإسرائيلي استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخا خلال ضرباته الكثيفة التي نفذها ليلا على مواقع في سوريا، موضحة ان الدفاعات الجوية السورية اعترضت ودمرت نصف تلك الصواريخ. واعلنت الوزارة الروسية ان "28 طائرة إسرائيلية اف-15 واف-16 شاركت في الضربات وأطلقت 60 صاروخ جو-أرض على عدة مناطق سورية"، مضيفة "أن عشرة صواريخ أخرى أرض - أرض أطلقت من إسرائيل على سوريا". أما المرصد السوري، فتحدث عن سقوط ما لا يقل عن 23 قتيلا جراء الغارات.

وفي معرض قراءتها لهذه المستجدات "الدراماتيكية الخطيرة"، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" إن ما يجدر التوقف عنده هو نفي ايران ان تكون بادرت الى الاعتداء على اسرائيل، اذ نفى نائب رئيس لجنة الامن القومي الايراني الاتهامات الاسرائيلية، وقال "لا علاقة لايران بالصواريخ التي ضربت امس الكيان الصهيوني، ولو قامت ايران بذلك لأعلنته فورا". فذلك يعني ان القرار الاسرائيلي بتنفيذ هذه الضربة الكبيرة في سوريا، وفي هذا التوقيت بالذات، أتى بعد ضوء أخضر يبدو كان ينتظر الحصول عليه، وتحديدا من روسيا، ذلك ان الاميركيين، حلفاء الاسرائيليين، يتشاركون النظرة عينها الى الحضور الايراني في سوريا والمنطقة. ويبدو، بحسب المصادر، ان مفاوضات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس في موسكو، أتت ثمارها "اسرائيليا"، فانتهت الى انتزاع تل أبيب الموافقة التي تحتاجها، وإن لم تكن علنية ومباشرة، بل على شكل "قبّة باط"، لضرب القواعد الايرانية في سوريا. فبادرت القوات العسكرية العبرية الى التحرّك فورا.

وفي حين سارعت الدول الاوروبية وموسكو الى مطالبة طهران وتل ابيب بالتهدئة ووقف التصعيد، تستبعد المصادر تدهور الوضع في المنطقة، وتتوقع ان تتوقف التحركات الاسرائيلية عند هذا الحد، خصوصا بعد اعلان اسرائيل ان تم القضاء على البنية التحتية لايران في سوريا. وترجّح الا تقدم طهران، التي وجدت نفسها وحيدة في الميدان، في ظل إحجام روسي عن الدفاع عنها، ووسط حصار أميركي قاس عائد اليها في أعقاب انسحاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، على اي خطوة "انتقامية" غير محسوبة النتائج (قد يكون لها ردّ لكن سيكون موضعيا ومحدودا). وتتوقع ان نشهد في المرحلة المقبلة عودة للتوازنات في المنطقة التي اختلّت في الاشهر الماضية لصالح ايران ومحورها، تدفع بالجميع الى العودة الى طاولة المفاوضات، لا سيما في سوريا، للمباشرة في رسم معالم التسوية السياسية الكبرى المنتظرة لأزمات المنطقة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o