May 10, 2018 2:02 PM
خاص

"حزب الله" ينفي علاقته بـ"عراضة" 7 ايار 2018: فمتى تسليم الضّالعين؟!
البيان "المتأخر" يوحي برضى "ضمني"..وإظهارُ فائض القوة رسالة للداخل والخارج

المركزية- بعد أكثر من 24 ساعة على التحرّكات التي شهدتها شوارع العاصمة بيروت ليل الاثنين والتي توسعت أمس الى القليعة ومرجعيون جنوبا والى الدكوانة والزلقا شرقا ايضا، حيث جابت مواكب درّاجة وسيّارة الطرق والاحياء رافعة أعلام حزب الله وحركة أمل وصور الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، ولم تتردد في "لصقها" على "رموز" سياسية أخرى، أبرزها تمثال الرئيس رفيق الحريري في السان جورج، أصدر "الحزب" عصر امس بيانا حدد فيه موقفه من "العراضة" التي وصفها مراقبون كثر بـ"ميني" 7 أيار.

وجاء فيه "تعليقاً على المواكب السيّارة والدرّاجة التي جابت مدينة بيروت وبعض المناطق وما رافقها، وتأكيداً على الموقف الذي صدر عن دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري باسم حزب الله وحركة أمل يؤكد حزب الله على ما يلي: أولاً، ينفي حزب الله أي علاقة له بهذه المواكب، لا قراراً ولا إدارةً ولا توجيهاً . ثانياً، ندين التصرفات الخاطئة والشعارات المسيئة إلى كرامات الناس بشكل قاطع . ثالثاً، إن الحديث عن أن هذه التحركات والمواكب الجوّالة تهدف إلى فرض شروط سياسية، هو كلام سخيف وتافه ومرفوض .رابعاً، نطالب الجميع بالتوقف الكامل عن تسيير أي موكب مهما كان شكله أو المشاركة فيه، وعدم الاستجابة لأي دعوة من هذا النوع تصدر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونعتبرها دعوة مشبوهة ومرفوضة .خامساً، ندعو القوى الأمنية والأجهزة المعنية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة حفاظاً على الاستقرار وكرامات الناس وحقوقهم.

"غسل الأيدي" مما حصل، على حد تعبير مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، أتى متأخرّا، ما يدل في رأيها الى رضى ضمني من قِبل الضاحية على "الشغب"، والا لكانت تدخّلت منذ اللحظات الاولى. كما ان ما جاء في البيان غير مقنع، دائما بحسب المصادر. فالكل يعرف كيف ان "الحزب" ممسك بجمهوره وبيئه من رأس الهرم حتى أسفل القاعدة، والكل يدرك كيف يضبط الوضع في الضاحية الجنوبية بقبضة من حديد. ما يعني ان خروج الدراجات بالعشرات، او السيارات بعد قرار منع سير الداراجات، من مناطقه، ومن دون علمه، أمر مستحيل.

وتضيف المصادر "نفي الحزب علاقته بما جرى وادانته التصرفات "الخاطئة"، لا يكفيان. وقد يكون أفضل طريق لإقران القول بالفعل وإبراز جديته في رفض ما حصل، في تسليم من شاركوا في هذه التحركات الى السلطات الامنية المعنية، خصوصا ان وجوههم كلّهم معروفة وظاهرة بوضوح من خلال الفيديوهات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما ان هذه الخطوة ضرورية للحزب ايضا، اذ ان هذه العناصر "غير المنضبطة" تشوّه صورته أمام الرأي العام اللبناني، إن كانت هي فعلا، تستخدم اعلامه وشعاراته في أعمال شغب، من دون الاستحصال على اذن مسبق منه..والا، واذا كان الحزب حقا "جديا" في بيانه، فليقدم شكوى امام السلطات القضائية المختصة في حق هؤلاء، باعتبارهم يتسببون بأذى مباشر للحزب.

لكن الى حين اتّخاذ "حزب الله" تدبيرا كهذا، تتابع المصادر، سيستمر الربط بين مجريات 7 ايار 2018 من جهة والمرحلة السياسية الجديدة التي انطلقت في الداخل بعيد الانتخابات النيابية، وفي الخارج مع انسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي وتصعيدها، مع تل أبيب، في وجه ايران، من جهة ثانية.

وستستمر قراءة "استباحة" شوارع العاصمة، على أنها رسالة "سياسية" الى اللبنانيين بأن "الحزب"، صاحب فائض القوة، هو من يدير اللعبة السياسية المحلية، ورسالة الى الخارج أيضا، بأن "حزب الله" قادر على تحويل لبنان في اي لحظة، ومتى تدعو الحاجة "الايرانية"، الى منصّة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o