May 09, 2018 4:55 PM
تحليل سياسي

ايران ترد على ترامب: كاذب.. والاستمرار بالنووي دون ضمانات غير منطقي
حراك فرنسي لتدارك "الانزلاق": الاتفاق لم يمت...وماكرون يتصل بروحاني
ذيول اشكال الشويفات تُعالج... و"مواكب الاستفزاز" الحزبـــــي تستمر

المركزية- هل تتجه المنطقة حقيقة نحو المصير الغامض بعد القرار الاميركي الصادم؟ وهل ان ترامب حدد إحداثياته قبل اطلاق قنبلة الانسحاب "النووية"التي اصابت الحلفاء الاوروبيين قبل الخصوم الفرس، دافعا الجميع نحو الهرولة في اتجاه ادخال تعديلات جوهرية تحدّ من طموحات ايران النووية؟ ردات الفعل الدولية التي اعقبت المفاجأة الاميركية اوحت بتهيُّب دولي للقرار ومفاعيله بدليل مسارعة اوروبا الى تأكيد تمسكها بالاتفاق وتوجيه دعوات لعدد من دولها، لاسيما الموقعة على اتفاق الـ2015 ، للاجتماع مع إيران بحثا عن مخرج يجنب الجميع الكأس المرة سياسيا واقتصاديا وامنيا.

للحصول على ضمانات:  اما ايران المعنية مباشرة بالقرار، فساعات بعيد الانسحاب الاميركي، وصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، خطاب ترامب بـ"السخيف" والمليء بالكذبات. وقال خلال لقاء مع المثقفين الإيرانيين "البارحة سمعنا كلاما سخيفا ربما كان هناك أكثر من ١٠ كذبات في كلامه، لقد هدد النظام الإيراني وهدد الشعب الإيراني وأقول له باسم الإيرانيين يا ترامب أنت تخطئ". وأعلن خامنئي أن "بدون أخذ الضمانات اللازمة من الدول الأوروبية الثلاث فإن الاستمرار بالاتفاق النووي أمر غير منطقي". وتابع "الموضوع النووي ذريعة، فالولايات المتحدة مشكلتها مع إيران هي أننا قطعنا نفوذها عن بلدنا وعن ثروتنا".

باقون ولكن: من جانبه، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني بقاء بلاده في الاتفاق النووي دون الولايات المتحدة، شريطة أن تتأكد ايران خلال أسابيع أنها ستحصل على امتيازات الاتفاق كاملة، بضمان باقي أطراف الاتفاق.

اتصالات ماكرون: في الموازاة، توالت المواقف الدولية المتمسكة بالاتفاق النووي، من قبل الاوروبيين والروس في شكل خاص. وفي السياق، اكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان "ان الاتفاق لم يمت رغم قرار الرئيس الأميركي الانسحاب منه"، لافتاً الى "ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيجري اتصالا في وقت لاحق اليوم بنظيره الإيراني حسن روحاني". وقال "ان اتصال ماكرون بروحاني ستليه اجتماعات الأسبوع المقبل على الأرجح الاثنين بين وزراء خارجية إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا"، مضيفا "الاجتماعات ستجري أيضا مع شركات مثل شركة توتال النفطية العملاقة وشركات أخرى وسط مخاوف اقتصادية في المنطقة". وتعليقاً على قرار ترامب في شأن الاتفاق النووي مع إيران، قال لودريان "نعم هناك خطر حقيقي من مواجهة، أتمنى ألا يمثل انتكاسة للسلام".

تصفية قبل "العقوبات": وفي السياق، اكد مصدر رفيع في الخارحية الاميركية لـ"المركزية" "ان العقوبات التي ستُعيد وزارة الخزانة في غضون ستة اشهر فرضها على 400 شخصية ومنظمة ومؤسسة كانت قد نُزعت اسماؤها عن اللائحة بفعل الاتفاق النووي، ستأتي على مرحلتين لئلا يكون  لقرار الانسحاب اثر سلبي على الحلفاء والشركاء، لا سيما دول الاتحاد الاوروبي، بمعنى استدراك اي  تبعات لا تصب في مصلحتهم"، مقللاً "من اهمية الانتقادات الداخلية الموجهة لترامب واتهامه باستجلاب ازمة اقتصادية". ولفت المصدر الى "ان فترة الاستمهال لتصفية الاعمال تسعين يوما ستكون كفيلة بتمرير القرار من دون عواقب، وان فترة اطول تدوم لستة اشهر ستعطى للشركات التي تعمل في مجال النفط والغاز، وذلك للسماح للشركات الاميركية والاجنبية على حد سواء بإنهاء عقودها في ايران وتصفية اعمالها هناك".

اشكال الشويفات: داخليا، بقي اشكال الشويفات، والذي تسبب امس بسقوط قتيل من الحزب "التقدمي الاشتراكي" هو علاء أبو فرج، في الواجهة اليوم. ففيما خيّم الهدوء الحذر على المنطقة، اعلنت مديرية الاعلام في الحزب "الديمقراطي اللبناني"، في بيان أن و"بقرار من رئيس الحزب النائب طلال أرسلان، تم تسليم المطلوبين لقيادة الجيش اللبناني على أن تأخذ العدالة مجراها في حادثة الشويفات الاليمة". الا ان مشايخ ومخاتير وفاعليات وعائلات المدينة، وبعد اجتماع عقدوه في منزل ابو فرج اليوم، طالبوا ارسلان بـ"تسليم امين نسيب السوقي المتواري والمتهم الرئيسي بحادثة الشويفات وابلاغنا الجواب القاطع بالتسليم او عدم التسليم خلال 24 ساعة من تاريخ صدور هذا البيان، حرصا على وحدة الطائفة ووأد الفتنة داخل البيت الواحد". في وقت اعتبر النائب المنتخب تيمور جنبلاط ان "في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها الشويفات تسليم جميع المتورطين في الحادثة كمدخل لمعالجة الذيول بات ضرورة ملحّة".

مواكب الاستفزاز: وعلى رغم حادثة الشويفات الاليمة والعبرة المفترض ان يتعظ منها اللبنانيون كافة، استمرت "مواكب الاستفزاز تجوب الشوارع في عدد من البلدات والمدن ذات الخصوصية الطائفية والحساسية المناطقية حيث لا ثقل سياسيا للقوى التي تحمل اعلامها وشعاراتها. فبعد مسيرات ومواكب "حزب الله" وحركة "أمل" في عائشة بكار والاشرفية، شهدت القرى الحدودية الجنوبية مسيرات للثنائي في مناطق ذات ولاءات حزبية متعددة، في استفزاز واضح للاهالي والسكان لا سيما في بلدتي القليعة ومرجعيون، حيث نظم مناصرو "الثنائي" مواكب سيّارة، رافقها إطلاق نار وقطع طرقات. وأحدثت مسيرة لمؤيدي النائب قاسم هاشم احتفاء بفوزه على منافسه إبن بلدته عماد الخطيب (مرشح تيار المستقبل) رفعت خلالها أعلاما لـ"حزب الله" وحركة "أمل"، بلبلة وتململا في الشارع السني المعارض للثنائي. اما في بيروت فجالت مواكب سيارة في منطقة الزلقا-جل الديب في الشوارع الرئيسية رافعة اعلام وشعارات حزب الله وصور الامين العام حسن نصرالله وتوقفت عند بعض التقاطعات الرئيسية متسببة بحال من الامتعاض في اوساط سكان المنطقة.  وفي هذا المجال، استغربت اوساط سياسية مسيحية عبر "المركزية" ما وصفته بحملة استفزاز ممنهجة غير بريئة الاهداف، متسائلة عن مغزاها ومراميها خصوصا ان الانتخابات انتهت، ويفترض ان تُطوى صفحتها بكل ما فيها، كما قال السيد نصرالله بنفسه، الا ان القول لم يقرن بالفعل على ما يبدو. وحذرت من استمرار هذه الممارسات، لان ما يمكن ان تؤدي اليه قد يكون اخطر مما يتصور البعض. وختمت بالسؤال: هل يُسمح لاي حزب سياسي مسيحي، ولو حتى حليف، ان يُسيّر مواكب بأعلام وصور وشعارات في عمق المناطق الشيعية مثلا؟

تهنئة خليجية: سياسيا، برزت الزيارة التي قام بها السفير الإماراتي حمد سعيد الشامسي والقائم بالأعمال السعودي الوزير المفوض وليد بن عبدالله بخاري الى معراب حيث التقيا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حضور مسؤول مقاطعة الخليج في "القوات" فادي سلامة، مهنئين بنتائجها في الانتخابات. واكتفى بخاري بالقول "اتينا لتهنئة الدكتور جعجع بالفوز الذي حققه حزب "القوات" في الإنتخابات النيابية". وليس بعيدا،  يعقد تكتل "القوات اللبنانية" اجتماعه الأول برئاسة جعجع في معراب، السادسة مساء غد.

غارات على الكسوة: من جهة ثانية، وقبيل اللقاء الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو اليوم، دكّت غارات يُرجّح انها اسرائيلية، منطقة الكسوة في ريف دمشق، مستهدفةً قواعد تابعة للنظام السوري والقوات الايرانية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، اولا ان "المنطقة تعرضت لقصف صاروخي طاول مستودع أسلحة تابعاً لمقاتلين من الحرس الثوري الإيراني، ما تسبب بمقتل 9 مقاتلين موالين لقوات النظام السوري، قبل ان يشير الى "مقتل 15 في قصف قاعدة الكسوة، من بينهم 8 إيرانيين"، في وقت أفاد الإعلام التابع للنظام بأن "الدفاعات الجوية السورية دمرت صاروخين إسرائيليين".

صواريخ على اليمن: على خط اقليمي آخر، اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي ودمرت اليوم، صاروخين باليستيين في سماء الرياض، أطلقهما الحوثيون من اليمن باتجاه المملكة، في حين أعلنت حركة "أنصار الله" الحوثية اطلاق صواريخ على "أهداف اقتصادية" في العاصمة السعودية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o