May 09, 2018 4:37 PM
خاص

مجلس 2018: بين التجديد والوراثة السياسية...
النواب الجدد شباب ورجال أعمال واقتصاديون

المركزية- انتهى اليوم الانتخابي الطويل الذي أنهك مختلف القوى السياسية، لينطلق بعده بازار الغرق في تحليل النتائج وانعكاساتها على المستوى السياسي، قبيل الغوص في بازار تأليف الحكومة وتناتش الحصص الحكومية اعتبارا من 20 أيار الجاري. وإذا كان هذا التحليل يفضي إلى نتيجة تفيد بأن القديم بقي على قدمه بشكل عام، فإن النسبية التي ناضل كثيرون لضخها في الحياة السياسية اللبنانية، أدت الغرض منها بإدخال عدد كبير من الوجوه الجديدة إلى مجلس نواب 2018، بعد طول انتظار، علما أن هذه النسبية أتاحت لبعض النواب السابقين العودة إلى ساحة النجمة بعد غياب 9 سنوات.

التيار الوطني الحر: وفي وقت يعتد التيار الوطني الحر بفوزه بكتلة كبيرة ستتيح له مد العهد بالأدوات اللازمة لتدعيم حكمه الذي يريده قويا، فإن نقطة ايجابية أخرى تسجل له أيضا وتكمن في نجاحه في إدخال العدد الأكبر من الوجوه الجديدة إلى القاعة العامة في مجلس النواب.  ويأتي في صدارة هذه القائمة العميد المتقاعد شامل روكز (صهر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون) الذي خاض معركة كبيرة للفوز بمقعد ماروني في دائرة كسروان- جبيل.

بدوره، كسب رئيس التيار الوزير جبران باسيل رهانه الانتخابي الثالث، بدليل أنه سيحمل في المرحلة المقبلة لقب "سعادة النائب" ممثلا ناخبي البترون الذين أعطوه أصواتهم التفضيلية في صناديق الاقتراع، وإن كان البعض يعتبر أن هذه النتيجة قد تضع حدا لمسيرة باسيل الوزارية الطويلة، في ضوء مطالبة رئيس الجمهورية بفصل النيابة عن الوزارة.

كذلك، قاد الاستحقاق النيابي رئيس المؤسسة المارونية للانتشار والرئيس السابق لجمعية الصناعيين نعمت إفرام إلى مجلس النواب، نائبا عن أحد مقاعد كسروان المارونية، بينما يدخل الصناعي الزحلي الكاثوليكي ميشال ضاهر نادي نواب الأمة، بعد مسيرة طويلة على رأس أحد معامل "الشيبس" المشهورة.

ودائما في مجال الصناعة، يترك النائب الكسرواني المنتخب روجيه عازار عمله على رأس أحد معامل السيراميك والبلاط ، ليمثل الأمة في المجلس الجديد.

في المقابل، وبعدما مثل التيار البرتقالي وزيرا للاتصالات في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي (بين عامي 2011 و2013)، يستعد نائب رئيس التيار الوطني الحر نقولا صحناوي لشغل مقعد الروم الكاثوليك الوحيد في دائرة بيروت الأولى (الأشرفية- الرميل- الصيفي- المدور)، بعد معركة شرسة في مواجهة خصمه الأهم، الوزير ميشال فرعون. وكما الصحناوي، يعود الوزير السابق الياس بوصعب الذي يمكن اعتباره "حالة استثنائية"  أوساط الطلاب والشباب" بعدما عين وزيرا للتربية في الحكومة السلامية، ومستشارا رئاسيا للشؤون الديبلوماسية بقوة إلى المشهد السياسي، حيث من المفترض أن يشغل أحد المقعدين المخصصين للروم الأرثوذكس في دائرة المتن الشمالي. علما أن المقعد الكاثوليكي المتني لم يخرج من عائلة معلوف، بل انتقل من النائب إدغار معلوف إلى ابن شقيقه الشاب الذي يحمل الاسم نفسه.

وكما بوصعب وصحناوي، نجح وزير الشؤون الاجتماعية السابق ماريو عون (الذي كان نقيبا لأطباء بيروت أيضا) في الفوز بأحد مقاعد الشوف المارونية، فيما سينتقل الوزير سيزار أبي خليل من وزارة الطاقة التي ولجها من باب حكومة الرئيس سعد الحريري، علما أنه كان مستشارا للوزير جبران باسيل في الوزارة نفسها، إلى أحد مقاعد عاليه المارونية، تاركا لرجل الأعمال فريد البستاني مقعدا مارونيا شوفيا.

وتبعا لما أعلنه باسيل بعيد انهاء عمليات الاقتراع، سيدخل التيار دوائر جديدة بعد غياب طويل. وبين هذه المناطق بيروت الثانية التي سيتحول مقعدها الانجيلي من الأزرق إلى البرتقالي بعد نجاح القس إدغار طرابلسي في المعركة الانتخابية، في وقت لون مستشار وزير الخارجية للشؤون الكندية أسعد درغام المقعد الأرثوذكسي العكاريين بالصبغة نفسها، تماما كما هي الحال مع النائب الأرثوذكسي الكوراني جورج عطالله.  

أما في جزين، وعلى رغم ضراوة المنافسة التي أذكتها المعركة السياسية الشرسة بين الرابية وعين التينة، استطاع التيار كسب المقعد الكاثوليكي في الدائرة عن طريق الصيدلي سليم الخوري الذي انخرط في النضال في التيار في سنواته الجامعية.

القوات: بدورها، أحدثت القوات اللبنانية ما يمكن اعتباره تسونامي ذا طابع مسيحي برفعها عدد نوابها من 8 إلى 15، من دون أن تنسى تطعيم الكتلة بوجوه جديدة، أولها رئيس بلدية جبيل السابق زياد الحواط الذي يشهد له الجميع بتمكنه من نقل المدينة إلى مصاف عواصم السياحة العالمية، والصناعي الكسرواني شوقي الدكاش الذي أنشأ شركة تهتم بالقطاعين الزراعي والصناعي، وهو كان وعد بحمل همومهما إلى مجلس النواب، بعد مرحلة طويلة من الاهمال والتقصير. والى الحواط والدكاش، يدخل إلى المجلس من بوابة معراب المهندس عماد واكيم (روم أرثوذكس- بيروت الأولى) الذي لم تتح له الظروف السياسية شغل مناصب وزارية كان رئيس القوات سمير جعجع فكر بإسنادها إليه في مراحل سابقة، علما أنه خاض معارك نقابية شرسة باسم القوات، في خلال مرحلة الوصاية السورية على لبنان. كذلك، حولت صناديق الاقتراع المتنية الاستاذ الجامعي إدي أبي اللمع من قيادي قواتي إلى نائب، بعد ترشحه للمرة الثالثة عن أحد المقاعد المارونية في الدائرة.

بدوره، تحول بيار بو عاصي من وزير للقوات في حكومة "استعادة الثقة" إلى نائب عن منطقة بعبدا عن أحد مقاعدها المارونية الثلاثة، بعدما كان رئيسا لجهاز العلاقات الخارجية في القوات. ونجحت معراب أيضا في تمثيل الشوف وعاليه بوجه أرثوذكسي جديد، النائب المنتخب أنيس نصار، صاحب عدد من الشركات التي أسسها في الامارات العربية المتحدة. أما في ما يتعلق بالمعركة الانتخابية في عروس البقاع، فقد ربحتها القوات بشخص القاضي السابق جورج عقيص، وصاحب أحد أشهر محلات الحلويات سيزار معلوف (روم أرثوذكس). وإذا كانت القوات قد نجحت في إيصال العميد المتقاعد وهبي قاطيشا إلى مجلس النواب، فإن انتصارها الأكبر كان في فوز رئيس جهاز التنشئة في القوات الأستاذ الجامعي أنطوان حبشي الذي أتاح لمعراب تسجيل هدف ثمين في مرمى حزب الله في معقله الأهم، بعلبك- الهرمل.

كذلك، ضخت القوات تغييرا طفيفا في بشري، فاستبدلت النائب ايلي كيروز بالمهندس جوزف اسحق، كما استبدلت "النمر القواتي" أنطوان زهرا بجراح العظم الدكتور فادي سعد الذي سيمثل قضاء البترون إلى جانب الوزير باسيل، في وقت نجح هنري شديد في الخروج منتصرا من المعركة الانتخابية، وهو اليوم يستعد للانضمام إلى التكتل القواتي طبقا لالتزام كان قد قطعه لهم، الذي سيضم أيضا العميد المتقاعد جان طالوزيان الذي بات نائبا عن بيروت الأولى.

المستقبل: وفي وقت لم تتح العملية الانتخابية لحزب الكتائب سوى وجه جديد واحد هوالياس حنكش، المجاز في إدارة الأعمال، وصاحب إحدى الشركات التجارية، تمكن تيار المستقبل من توسيع رقعة التمثيل النسائي في المجلس بانضمام السيدة رولا الطبش جارودي، وهي محامية، إلى كتلته البرلمانية، تماما كما هي الحال مع رجل الأعمال نزيه نجم (بيروت الثانية، روم أرثوذكس) والمصرفي الشاب طارق المرعبي (عكار، سني) ، الحائز على شهادة في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت، وأخرى في القانون والمحاسبة من إحدى جامعات لندن، والصناعي العكاري محمد سليمان الذي سيشغل أحد المقاعد السنية في دائرة الشمال الأولى.

وبعد خلاف بين الوالد وابنه، كسب وليد وجيه البعريني المعركة فبات نائبا عكاريا، في وقت تستعد ديما جمالي لدخول مجلس النواب من بوابة عاصمة الشمال، بعدما عملت أستاذة جامعية في كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت، ما يرفع إلى 3 عدد النساء البرلمانيات في الكتلة الزرقاء.

ومن باب وراثة سياسية مقنعة انتخابيا حل رجل الأعمال سامي فتفت نائبا مكان والده النائب أحمد فتفت، وهو درس الاقتصاد في باريس. وفي السياق نفسه، يدخل النائب المنتخب عثمان علم الدين إلى البرلمان، الذي كان والده محمد مصطفى علم الدين، خرج منه ليحل مكانه ابنه النائب الراحل هاشم علم الدين ابان انتخابات 2005.  من جهته، نجح المرشح محمد قرعاوي (سني، البقاع الغربي- راشيا) في حمل لقب سعادة النائب مدعما بجرعة زرقاء، علما أنه كان خاض انتخابات 2009 على لائحة النائب المنتخب اليوم عبد الرحيم مراد.

وعلى رغم الأحداث التي عصفت بها، أتاح تيار المستقبل لعرسال تمثيلا نيابيا سيتولاه منسقه السابق في البلدة الشيخ بكر الحجيري الذي انتسب إلى الحزب الشيوعي في سنوات الشباب.

الاشتراكي: على خط المختارة، يبدو التجديد الأكبر والأهم آتيا من الجيل الجنبلاطي الثالث بشخص تيمور وليد جنبلاط الذي حمل أمانة جده ووالده باكرا، وإن كان الأب مد ابنه بمقومات دخول المعترك السياسي من خلال دراسة القانون والعلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، وفي إحدى جامعات فرنسا. وبعد حسم ترشيح تيمور، رسا خيار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي على القيادي هادي أبو الحسن الذي صار نائبا منتخبا عن دائرة الشوف-عاليه، إضافة إلى جراح التجميل والاخصائي في الأمراض الجلدية بلال عبدالله، علما أن النائب السابق فيصل الصايغ سيعود نائبا عن المقعد الدرزي في بيروت الثانية على لائحة تيار المستقبل. الثنائي الشيعي: أما في ما يخص الثنائي الشيعي، فقد انتقل الاعلامي أنور جمعة من نقل الحدث السياسي إلى صنعه (زحلة- شيعي)، تماما كما هي حال مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله إبراهيم الموسوي، والشاعر ايهاب حمادة الحائز على شهادة دكتوراه في اللغة العربية وآدابها. كذلك، أضاف المهندس حسين لقب سعادة النائب، شأنه في ذلك شأن المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد، وإن كان خيار حزب الله المبكر هذا أثار استفزاز بعض المناهضين للسيد. ومن الوجوه الشيعية الجديدة، رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل (البقاع الغربي)، محمد نصرالله، وزيرة التنمية الادارية عناية عز الدين، ومحمد خواجة الذي خاض معركة أمل في بيروت الثانية، علما أنه باحث في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية. أما في بعبدا فقد ربح فادي علامة، المدير التنفيذي لمستشفى الساحل المعركة على أحد المقعدين الشيعيين، بينما نجح الرئيس بري في ايصال مرشحه الجزيني ابراهيم سمير عازار إلى المجلس، بعد معركة شرسة مع التيار الوطني الحر. من جهته، تحالف الأحباش مع الثنائي الشيعي، ما أتاح وصول رئيس جمعية المشاريع  النائب السابق عدنان طرابلسي مجددا إلى المجلس النيابي.

القومي: حصد الحزب السوري القومي الاجتماعي مقعدا أرثوذكسيا في الكورة سيشغله الكادر الحزبي المتخصص في الاقتصاد سليم سعادة.  

المردة: في زغرتا أيضا حضرت الوراثة السياسية المبكرة، فانسحب النائب سليمان فرنجية باكرا من المشهد لصالح ابنه طوني، الحائز شهادة ماجيستير في الاقتصاد من بريطانيا، في وقت أمن المردة مقعدا في الكورة للوزير السابق فايز غصن.

تيار العزم: وبنيله أربعة حواصل، أوصل تيار العزم برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي المصرفي العلوي الطرابلسي علي درويش، والوزيرين السابقين جان عبيد ونقولا النحاس.  ودائما في طرابلس، تعود عائلة كرامي إلى ساحة النجمة بنائبين، الوزير السابق فيصل عمر كرامي، والنائب السابق جهاد الصمد. 

الطاشناق: إذا كان الأرمن لعبوا دور بيضة القبان في كثير من الدوائر، فإنهم جددوا تمثيلهم بإتاحة الفرصة النيابية لمسؤول الاعلام في بلدية بيروت أغوب تيريزيان، ورجل الأعمال، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات التأمين ألكسندر ماطوسيان. 

المجتمع المدني: على أن النسبية أتاحت للمجتمع المدني فرصة ثمينة ووحيدة اقتنصتها الزميلة بولا يعقوبيان بعد انتسابها إلى حزب سبعة الذي انضم إلى تحالف "كلنا وطني".

مستقلون: غير أن صفة الاستقلالية لا تقتصر على يعقوبيان، بل تشمل النائب ميشال المر، والنائب السابق فريد هيكل الخازن، والنائب السابق مصطفى الحسيني ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، ورجل الأعمال البيروتي  فؤاد مخزومي .

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o