May 09, 2018 2:35 PM
خاص

العالم متأهب لتلقـف تداعيات الانسـحاب الاميركي مـن "النـووي"
جهود اوروبا تبعد شبح الحرب عن المنطقة وتنازل ايران ضروري

المركزية- دول العالم بأسرها متأهبة رصدا لتداعيات قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي. واشنطن قالت كلمتها، اوروبا المستنفرة والمتمسكة بالاتفاق سارعت الى تحديد موعد للقاء إيراني فرنسي بريطاني ألماني الإثنين المقبل، مؤكدة التزام التنفيذ الكامل والفاعل لاتفاق إيران النووي. فرنسا التي اخذت على عاتقها مهمة التواصل مع ايران، اعلنت ان رئيسها ايمانويل ماكرون سيتصل بنظيره حسن روحاني ويحثه على مواصلة الالتزام بالاتفاق الذي لم يمت، لانها تعتقد وفق ما اشار وزير خارجيتها جان ايف لودريان، ان هناك خطرا حقيقيا لحدوث مواجهة في المنطقة، وهي ستعقد اجتماعات مع شركات مثل شركة توتال النفطية العملاقة وشركات أخرى وسط مخاوف اقتصادية في المنطقة. روسيا ستبقى ملتزمة . اما ايران التي تلقت اولى الصفعات اقتصاديا بانهيار عملتها جراء تهافت الايرانيين على شراء العملات الصعبة، وسط ارتفاع اسعار النفط والتوقعات بانخفاض صادراتها فأوضحت انها ليست متقيّدة باحترام التزاماتها النووية وان ليس منطقيا الاستمرار بالاتفاق مع الدول الأوروبية من دون أخذ ضمانات كافية، فيما يصوت برلمانها على مشروع قرار يدعو الحكومة إلى ردّ "متناسب ومتبادل" بعد قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي.

ومع ترجمة ترامب وعده خلال حملته الانتخابية وانسحابه على رغم رفض الكثير من حلفائه لاسيما في اوروبا، تعرب مصادر دبلوماسية غربية عبر "المركزية" عن اعتقادها  ان للاوروبيين، لاسيما فرنسا والمانيا، دورا محوريا في هذه الحقبة بالذات في معالجة التداعيات والحصول على ضمانات ايرانية قد تطمئن الجانب الاميركي، حيث يجتمع غدا الرئيس ايمانويل ماكرون مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في "اكس لا شابيل" للتباحث في الموقف الاميركي الطارئ انطلاقا من الحرص الاوروبي على الالتزام بالاتفاق. وتعتبر ان الاوروبيين ينتظرون الخطوة التالية لترامب، اي العقوبات الاقتصادية، ليحددوا وجهة سيرهم، خصوصا انها قد تطال دولا غير ايران، خشية ان تنقلب المواجهة من اميركية –ايرانية الى اميركية –ايرانية واوروبية.

الا ان المصادر تعرب عن اعتقادها ان الازمة التي خلقها ترامب بانسحابه ستقف عند حدود معينة ولا يمكن ان تتخطى عتبة الخط الاحمر المتفق عليه دوليا في اتجاه حرب لن تنحصر حكما بين واشنطن وطهران بل تمتد الى العالم، لان الجميع وعلى رأسهم ترامب مدرك مدى دقة الظرف وحساسية المرحلة وخطورة اي انزلاق نحو العنف. وتعوِّل المصادر على التحرك الفرنسي في اتجاه ايران من اجل ايجاد قواسم مشتركة من شأنها حل الازمة، عبر انتزاع مواقف او وعود من طهران كمثل تعديل الاتفاق عام 2025 ووقف التخصيب وتصنيع قنبلة نووية ومنع حصول تسابق نووي في منطقة الشرق الاوسط وابقائها في منأى عن السباق النووي، خصوصا ان ادارة ترامب نجحت في الحصول من كوريا الشمالية على وعد بجعل شبه جزيرة كوريا خالية من السلاح النووي، وتاليا فإن الرئيس الاميركي لن يسمح بأن تمتلك ايران سلاحا نوويا.

وسيطالب الاوروبيون، عبر فرنسا، ايران بوقف العمل في البرنامج الصاروخي الباليستي وعدم التدخل في شؤون الدول العربية والانسحاب من اليمن وسوريا ووقف التدخل في دول االمنطقة عبر اذرعها العسكرية اضافة الى وقف تزويد الحوثيين بمنظومة صواريخ باليستية.

وتضيف المصادر، على رغم اعتقاد الجميع بأن ايران ستمضي في تصلبها، الا ان الاسهل عليها تأكيد التزامها بالاتفاق ومراجعته عام 2025، من تقليص نفوذها في المنطقة وهي التي تبسط نفوذها في اربع عواصم عربية هي اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وفق ما اعلن مسؤول عسكري ايراني. وتختم: لا مؤشرات توحي باتجاه المنطقة نحو لغة الحديد والنار، فالمسعى الفرنسي وفق اعتقادها سيكون مصيره النجاح، متجاوزا المواقف الايرانية المتشددة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o