May 17, 2021 12:03 PM
خاص

السلطة "مُستقيلة" وأوصلت الناسَ الى معادلة الذل هذه!

المركزية- اذا كان الواقع السياسي في لبنان سيزداد جمودا في قابل الايام بفعل فرملة باريس المبادرة الفرنسية، من جهة، وبفعل التطورات العسكرية الدامية التي تشهدها الاراضي المحتلة من جهة ثانية، والتي ستؤثر على ما يبدو على ملفات المنطقة بأسرها، من مفاوضات فيينا مرورا بالحوار السعودي-  الايراني، وصولا الى الحكومة في بيروت، خاصة وأن التأليف كان أصلا أسيرَ الحسابات الاقليمية لبعض القوى المحلية.. فإن ايجاد العلاجات للتخفيف من معاناة الناس الاقتصادية والمعيشية، يجب الا يتأثر بالجمود هذا، أو من غير المسموح ان يتأثر به.

فبحسب ما تقول مصادر اقتصادية لـ"المركزية"، لا مبرّر للتأخر في اطلاق الاجراءات الكفيلة بوقف مسلسل الغرق أكثر في الانهيار.

حكومةُ تصريف الأعمال عليها أولا الاسراع في اقرار البطاقة التمويلية. انه اجراء ترقيعيّ محدود المفاعيل، الا ان البطاقة التي ستريح الاسر الاكثر فقرا، أقلّه معنويا، وستعطيها مبلغا ماليا يساعدها على تسيير امورها بالحد الادنى وبالتي هي احسن. في الموازاة، على وزارة الاقتصاد التحرّك على الارض بقوة وفاعلية، عبر اجهزتها الرقابية لوقف عمليات الاحتكار ولضبط التفلت الجنوني غير المبرر للاسعار. فرغم عدم ارتفاع الدولار كثيرا في الايام الاخيرة الا ان الاسعار في ارتفاع مضطرد... وهذه المساعي، يُفترض ان يسهّلها البدءُ بالعمل بمنصة "صيرفة" من قبل مصرف لبنان.

الى ذلك، لا بد من ترشيد الدعم وتحديد السلة التي سيدعمها المصرف المركزي. فحسمُ هذه المسألة، مرة لكل المرات، سيضع حدا للاحتكار ولذعر الناس وتهافتهم على شراء كل شيء، ما ألهب الاسعار ورفع الدولار...

في المقابل، على الدولة ضبط حدودها واتخاذ قرار حازم ونهائي، بمحاربة التهريب والمهربين الذين كسروا ظهر الخزينة وأفرغوا رفوف السوبرماركت من السلع، وخزانات محطات الوقود من المحروقات...

وتركيزُ اهل السلطة يجب ان ينصب في شكل خاص على الدواء ويجب ان يعطوا الاولوية لاستمراريته -عبر خطة تُدرس وتقرّ بعد مناقشتها مع اهل القطاع- شأنه شأن التغذية بالتيار الكهربائي، مع ان الاخيرة تبدو مهمّة مستعصية.

يمكن القول اذا اننا بتنا اليوم، في وضعية حرجة ماليا الى درجة اننا سنضطر الى تبدية امور على امور اخرى، كون الحصول على كل شيء، اصبح مستحيلا.. والمبكي في هذا المشهد المخيف، تتابع المصادر، هو ان القرار الرسمي بالتحرّك، لإدراة الانهيار او لجمه او تنظيمه، لا اكثر، غيرُ متّخذ بعد. والمبكي اكثر هو اننا نتحدث عن الحقوق الابسط لاي مواطن في اي دولة في العالم. المنظومة اذا، بأدائها الفاشل وباستقالتها من مسؤولياتها منذ عقود وصولا الى اليوم، أوصلت شعبها الى معادلة الذل هذه: إخسَر كل شيء، أموالَك ومدخراتك وجنى عمرك وحقوقَك البديهية البدائية، او ضحّ بالجزء الاكبر منها لتحصل على بعض الدواء وبعض الكهرباء.. فهل سيرضى الشعب.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o