May 08, 2018 4:20 PM
تحليل سياسي

العالم يترقب موقف ترامب "النووي" .. وطهران مستعدة لأي سيناريو!
7 أيار في نسخته الثانية: رسالة الى لبنان المنتخِب والى الحريري قبيل تكليفه؟
استغراب لاشادة ايران بانتصار حزب الله في الاستحقاق..وبكركي تدعو لصفحة جديدة

المركزية- خطفت التحركات المقلقة التي شهدتها ليل أمس شوارع العاصمة بيروت، بعد ان اجتاحتها مواكب دراجات نارية بأعلام حزبية منتهكةً حرماتها ومعتديةً على رموزها، في مشهد أشبه بـ"ميني" 7 أيار جديد، الأضواءَ من الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد الاحد الماضي. ومع ان القيادات السياسية المعنية سارعت كلّها الى إدانة ما يجري وساهمت في تبريد الاحتقان وتطويق ذيول التوتر قبل فوات الاوان، الا ان مصادر مراقبة وجدت من الصعوبة في مكان، فصل ما جرى عن الاستحقاقات السياسية المحلية المستقبلية، حيث رأتها رسالة من قوى محلية الى الجميع في الداخل والخارج، وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري، فحواها أن "إدارة اللعبة الداخلية ستبقى في يدها، وأنها تبقى الاقوى بغض النظر عن الانتخابات ونتائجها وأرقامها".

رسالة الى الحريري: وفي السياق، تشير اوساط مستقبلية لـ"المركزية" الى ان استباحة العاصمة حصلت بعيد اعلان الرئيس الحريري ان الطائف لم يكرس حقائب وزارية لأية أطراف (علما ان الرئيس نبيه بري كان اشار قبله بساعات الى ان "الطائف" يعطي "المالية" للطائفة الشيعية). وهي لا تستبعد وجود "صلة" بين التحركات الميدانية ورفض الحريري ان يُملي عليه احد اية شروط حكومية، خصوصاً لناحية "حجز" وزارة سلفاً لفريق سياسي محدد، معتبرة "الشغب" رسالة مشفّرة "حكومية" عشية انطلاق رحلة التشكيل الذي يرجّح ان يُكلّف به الحريري. وتقول الاوساط "بحسب الدستور، من صلاحيات ودور رئيس الحكومة مراقبة عمل الوزارات لناحية النفقات والايرادات، وهذا لا يتم الا من خلال وزارة المال (بصرف النظر عن طائفة الوزير) التي لطالما كانت من حصّته، وهذا الامر غير متوفّر منذ سنوات، لانها اصبحت من حصّة فريق سياسي معيّن".  

احترام المناصفة: وليس بعيدا، أوضحت مصادر دستورية لـ"المركزية" أن اتفاق الطائف لم يأت على ذكر توزيع الوزارات على المكونات والمذاهب، ولم يخصص اي حقيبة لأية طائفة، مشيرة الى ان جلّ ما نص عليه هو احترام المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في عملية توزيع الوزارات.  

ايران تشيد: على صعيد آخر، وفي ردود الفعل الدولية على الانتخابات النيابية ونتائجها، برز موقف ايراني لافت على لسان مستشار المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي، علي أكبر ولايتي، أشاد فيه بانتصار "حزب الله" وحلفائه في الانتخابات النيابية في لبنان، بحسب ما أورد موقع التلفزيون الرسمي. وقال "هذا الانتصار وتصويت الشعب اللبناني للائحة المقاومة ناتج عن تأثير السياسات اللبنانية الراهنة في الحفاظ على استقلال ودعم سوريا امام الارهابيين"، وفق الموقع. واضاف ولايتي "ان الانتخابات اللبنانية حققت نتائج خلافا لمزاعم الصهاينة، والفوز في الانتخابات جاء استكمالا للانتصارات العسكرية اللبنانية بقيادة "حزب الله" في مواجهة الكيان الصهيوني".

..وموقفها يثير استغرابا: هذا الكلام استدعى ردا من مصادر قيادية في الفريق الآخر، سألت عبر "المركزية" عن مبررات هذا الموقف الذي يعقب آخر مماثلا له أطلقته اسرائيل امس. وقد رأت المصادر ان الارقام أظهرت توق اللبنانيين الى خيار تعزيز سيادة الدولة اللبنانية ورفض اي سلاح غير شرعي او هيمنة اي جهة اقليمية على قرار الدولة، بدليل ارتفاع سكور "القوات اللبنانية" التي خاضت المعركة الانتخابية تحت هذه الشعارات، الى ضعف ما كان عليه عام 2009.

نتائج عكار: وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق اعلن اليوم نتائج الانتخابات في عكّار- ليكتمل الاعلان "الرسمي" عن نتائج انتخابات الاحد الماضي- وهم بحسب ترتيبهم بالأصوات التفضيلية: وليد وجيه البعريني، محمد مصطفى سليمان، محمد طارق طلال المرعبي، هادي فوزي حبيش، وهبي خليل خليل قاطيشه، اسعد رامز درغام، مصطفى علي حسين. 

الراعي يهنئ: من جهته، توجّه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي (الذي علمت "المركزية" أنه يزور فرنسا في 29 الجاري تلبية لدعوة من رئيسها) الى النواب الجدد المنتخبين بالتهنئة. وأكد، وفق ما جاء في بيان صدر عن المكتب الاعلامي للبطريركية المارونية على ضرورة فتح صفحة جديدة من العلاقات بين الكتل السياسية كافة، هدفها انقاذ لبنان والنهوض به، من خلال القيام بدورهم التشريعي والرقابي والسياسي في اجواء من الحوار الديمقراطي السليم من اجل اقرار القوانين التي تحفظ للمواطنين حقوقهم وحرياتهم وتضع المصلحة الوطنية السامية فوق كل اعتبار. ودعا البطريرك النواب الجدد الى المشاركة في قداس الشكر الذي سيحتفل به على نيّة لبنان، في بازيليك سيدة لبنان-حريصا، إحتفاء بعيدها، الاحد 13 ايار بحضور الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية.

المادة 49: وفي وقت يتعين على البرلمان "الوليد" اختيار رئيس جديد له قبل 20 ايار الجاري، تاريخ انتهاء ولاية مجلس النواب الحالي، بالاضافة الى نائب رئيس وهيئة مكتب جديدة أيضا، لينطلق في عمله شرعيا، قد تكون من الملفات التي سيتعين عليه النظر بها المادة 49 من قانون الموازنة. فقد عقد المجلس الدستوري جلسة، صباح اليوم في مقره في الحدت، بكامل اعضائه لمناقشة التقرير الذي قدمه المقرر الذي عين في جلسة المجلس الأخيرة لدرس الطعن المقدم من النائب سامي الجميل في المادة 49 من قانون الموازنة. وبعد التداول والتشاور تقرر عقد جلسة للمجلس يوم الاثنين المقبل عند العاشرة صباحا.

موقف ترامب: دوليا، تتجه انظار العالم الى الموقف المُرتقب للرئيس الأميركي دونالد ترامب في شأن الاتفاق النووي الإيراني. وفي وقت تذهب التوقّعات في اتجاه انسحاب واشنطن من الاتفاق الذي وصفه البيت الأبيض مراراً بالسيئ، لا تستبعد مصادر دبلوماسية عبر"المركزية" ان يقرر ترامب التريث وتأجيل موقفه بضعة أشهر، إفساحا في المجال امام مساع من حلفائه الاوروبيين لتعديل الاتفاق وتعزيزه (لناحية الصواريخ البالستية والدور الايراني في المنطقة) ستضطلع بها فرنسا في شكل خاص.

ايران تصعّد: وقبل ساعات من إعلان الرئيس ترامب قراره، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده تسعى لعلاقات بناءة مع العالم لكنها ستواصل التنمية المحلية رغم العقوبات المحتملة. وقال روحاني في كلمة مباشرة "أساس سياستنا الخارجية هو إقامة علاقات بناءة مع العالم". في الموازاة، رفع رئيس الاركان الايرانية لهجته قائلا "لا تهديد يخيف الجمهورية الاسلامية وقوات الجيش على أتم الاستعداد"، في وقت أكد نائب الرئيس الإيراني إسحق جهانكيري أن بلاده مستعدة لأي سيناريو إذا انسحب الرئيس الأميركي من الاتفاق"، مشيرا الى ان "إذا انتهكت الولايات المتحدة "النووي" فسيكون من السذاجة التفاوض مع هذه الدولة مرة أخرى".

السعودية تدين: في غضون ذلك، أكد مجلس الوزراء السعودي ضرورة توحيد الجهود لمواجهة التدخل الايراني في شؤون الدول العربية. ودان "التدخلات الإيرانية في شؤون المغرب من خلال "أداتها ميليشيا حزب الله الإرهابية" التي تقوم بتدريب عناصر "البوليساريو" بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المغرب".

نتنياهو الى موسكو: من جهته، وقبيل توجهه الى روسيا حيث يلتقي غدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عارضا للاتفاق النووي وللتمدد الايراني في سوريا، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران بنشر "أسلحة خطيرة جدا" في سوريا في إطار حملة لتهديد إسرائيل. وقال للصحافيين خلال زيارة لقبرص إن إيران "تدعو علنا ويوميا لتدمير إسرائيل ومحوها من على وجه الأرض وتمارس عدوانا لا هوادة فيه ضدنا"، مضيفا "إنها الآن تسعى لنشر أسلحة خطيرة جدا في سوريا... لتحقيق غاية محددة هي تدميرنا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o