بري لم يقترع لعون و"كل شي بوقتو" ولا مشكلة في حوار معه
صابر: لتقف القوات مع العهد بدل وضــع العصي في الدواليب

المركزية- لم يكتف رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بالتعليق على نتائج الانتخابات في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس، بل اغتنم الفرصة ليوجه  الرسائل السياسية القوية في اتجاه الخصوم، والحلفاء أيضا. ذلك أن هجوما برتقاليا عنيفا استهدف القوات اللبنانية التي تهمها باسيل بالفساد السياسي، وإن كان بدا حريصا على تهنئتها على فوز "ساهم التيار في تحقيقه"،  على حد قوله، علما أن شريكي المصالحة المسيحية لم يلتقيا في أي من الدوائر الانتخابية. وتأتي السهام الباسيلية في اتجاه معراب، بعد أيام على وصف وزير الخارجية رئيس القوات بممارسة الاغتيال السياسي في حق التيار العوني، في مؤشر إلى أن تفاهم معراب يبدو مترنحا على حبال المواقف السياسية الحادة.

لكن، وجريا على تفاؤلهم المعهود، لا يقارب العونيون المشهد من هذا المنظار، بل يكتفون بوضع السجال في إطار الاختلاف التكتيكي، من دون أن تفوتهم مطالبة معراب بالتوقف عن "وضع العصي في دواليب العهد". وفي السياق، يوضح نائب رئيس التيار الوطني الحر للشؤون الادارية رومل صابر لـ "المركزية" أن "هناك تحالفا استراتيجيا بيننا وبين القوات، وقد أكدنا عليه مرارا وتكرارا، لكن هذا لا يلغي اختلافات تكتيكية، وهذا يمكن أن يصحح لكننا نريد منهم أن يقفوا إلى جانب العهد، بدلا من وضع العصي في الدواليب، بدليل أنهم استهدفونا بقوة من خلال الإعتراض على خطة الكهرباء" .

وفي ما يخص كلام باسيل عن أن التيار ساهم في النجاح الانتخابي الذي سجلته معراب، على رغم أنهما لم يتحالفا في أي دائرة، يلفت إلى  "أننا لم نر أي مصلحة لنا في نسج تحالف انتخابي مع القوات، تماما كما لم تعتبر معراب أن الالتقاء الانتخابي معنا يعود عليها بالفائدة، وهذا ليس إلا نتيجة طبيعية للتفاعل السياسي والشعبي على الأرض. إلا أننا ساهمنا في الفوز الذي حققته القوات لأننا لم نقدم مرشحين لنا في بعض الدوائر، كبعلبك لأننا نعرف أن في هذه المنطقة الحيثية القواتية أكبر من تلك التي نتمتع بها كتيار، لكننا رفضنا أن يكون لنا نواب يفوزون بغير أصواتنا، ما دفعنا إلى عدم تقديم مرشحين في دائرة بعلبك الهرمل".  

ويأتي الاشتباك الكلامي على خط الرابية- معراب، في وقت يبدو السجال بين باسيل والرئيس نبيه بري آخذا في التفاقم، بدليل أن رئيس التيار ألمح إلى احتمال ألا ينتخب نواب التيار بري رئيسا لمجلس النواب المنبثق من استحقاق 6 أيار. وفي هذا الاطار، يشير صابر إلى أن "الوزير جبران باسيل أوضح أمس أننا نرد على الكلام بكلام، وعلى الفعل بفعل، وعلى التصويت بتصويت. وفي هذا الإطار، نذكر أن الرئيس بري وكتلته لم يصوتوا لصالح الرئيس ميشال عون في الانتخابات الرئاسية، وكل شيء يحسم في وقته. ذلك أن من الآن وحتى انتخاب رئيس المجلس، قد يحصل تقارب في وجهات النظر بيننا، أو قد يعترف بأنه أخطأ في المرحلة الماضية".

وعن مدى استعداد التيار لمحاورة بري لوضع حد للاشتباك الدائر معه، ينبه صابر إلى أن "هناك من يشكك في أدائنا، في وقت نحن نريد بناء بلد ونمد يدنا للجميع لأن كل شيء ممكن فوق الطاولة، علما أننا مستعدون لمحاورة الرئيس نبيه بري ولا نرى أي مشكلة في ذلك، وإن كان رئيس أحد أكبر التكتلات النيابية قد نُعت بالـ "البرغوت" ، وهذا أمر معيب واجهناه في السياسة.