May 07, 2018 3:58 PM
خاص

ايران تعقّد مساعي فرنسا للتهدئــــــة "نوويّا" برفع سقف شروطها
فرص تأجيل ترامب موقفه تتضاءل وترجيح انسحابه من الاتفاق في 12 ايار

المركزية- المواجهات الكلامية بين ايران والولايات المتحدة الاميركية في أوجها عشية 12 أيار، الموعد النهائي الذي وضعه الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتحديد موقفه من الاتفاق النووي. فغداة اعلانه ان "أميركا مقبلة على ندم تاريخي إذا انسحبت من الاتفاق"، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم القول إن "الولايات المتحدة ستندم على أي قرار بالانسحاب، مضيفا "طهران ستقاوم بضراوة الضغوط الأميركية الرامية إلى الحد من نفوذها في الشرق الأوسط". واشار في خطاب بثه التلفزيون الرسمي على الهواء "إذا أرادوا التأكد من أننا لا نسعى لامتلاك قنبلة نووية فقد قلنا لهم مرارا وتكرارا أننا لا نسعى ولن نسعى... لكن إذا ما أرادوا إضعاف إيران والحد من نفوذها سواء في المنطقة أو العالم فستقاوم إيران بضراوة". في الموازاة، نقل التلفزيون الإيراني عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف تحذيره من أن "الرد القاسي على انتهاك الاتفاق النووي مع القوى العالمية لن يسر الولايات المتحدة".

في الاثناء، تواصلت المواقف الدولية الداعية ترامب الى البقاء في اطار الاتفاق. فقد أشار وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى ان "الاتفاق النووي مع إيران يضمن حظر الانتشار النووي ومصرون على بقائه"، وأعلن نظيره الألماني أن بلاده "لا ترى سببًا لإلغاء الاتفاق وستعمل بعد 12 يار للحفاظ عليه"، في حين ناشدت بريطانيا ترامب عدم الانسحاب قائلة على لسان وزير خارجيتها بوريس جونسون ان "لا بديل أفضل منه على الرغم من عيوبه".

وبعد ان أشارت معلومات في نهاية الاسبوع الماضي الى ان الرئيس الاميركي قرر اعطاء مهلة اضافية لتحديد موقفه من النووي، في أعقاب اتصال مطوّل مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اطلعه فيه على افكاره او ما يعرف بالنقاط الاربع التعديلية على الاتفاق الحالي (وهي: إبقاء حظر تخصيب اليورانيوم الذي يشكل المرحلة الأولى لإنتاج قنبلة ذرية كما كان وارداً في نص 2015، التأكد من عدم وجود نشاط نووي إيراني على الأمد الطويل أي بعد 2025، السنة المحدّدة لبدء انتهاء بعض بنود الاتفاق الحالي التي تنص على عدد من القيود التقنية على النشاطات الإيرانية، إنهاء النشاطات البالستية لإيران في المنطقة، ما يعني عمليا برنامج طهران للصواريخ المتوسطة والقصيرة الأمد التي تطورها منذ سنوات، وخلق ظروف لحل سياسي يحتوي إيران في المنطقة، في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، في اشارة الى الملف السوري ووجوب استئناف المفاوضات لبلوغ الحل السياسي المنشود) يبدو ان التريّث الاميركي افساحا في المجال امام المساعي الفرنسية، لن يدوم طويلا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، خصوصا بعد ان استبقت طهران اي خطوة او اقتراح من قبل باريس وصعّبت المهمة عليها برفع سقفها، فرفضت اي صيغة جديدة للاتفاق النووي قبل انتهاء مدته معلنة انها مستعدة للتفاوض لكن بعد العام 2025 وجزمت ان البحث في البرنامج البالستي هو خارج النقاش وان فرض قيود وضوابط على الحركة الايرانية في المنطقة لتقليص نفوذها هو خارج البحث أيضا.

وأمام هذا الواقع المعقّد، ترجّح المصادر ان يقرر ترامب في 12 أيار الانسحاب من النووي، ويبقى ترقب نتائج هذا الخروج وكيف سترد ايران عليه. وأيا يكن الموقف الاميركي، تتابع المصادر، فإن ماكرون سيواصل محاولاته للتهدئة "نوويا"، وهو سيعرض للملف في زيارته المرتقبة الى روسيا في 24 الجاري حيث سيطرح الملف مع الرئيس فلاديمير بوتين، علما ان الاخير يلتقي بعد غد الاربعاء، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وسيكون الاتفاق النووي والدور الايراني في المنطقة وتمدده نحو سوريا مدار بحث بينهما.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o