Apr 09, 2021 3:33 PM
خاص

"ليونة" نووية تسبق الانتخابات الايرانية..هل من رابط؟

المركزية - تترقب المنطقة نتائج الانتخابات الايرانية المزمع إجراؤها في شهر حزيران المقبل، ومن سيفوز بها الليبراليون ام المحافظون. وتشير المعلومات إلى ان الحرس الثوري الايراني يسعى للفوز في خطة ترمي الى احتكار مراكز القرار، المرشد والرئاسة والشورى، منذ الآن تحسباً لمرحلة ما بعد المرشد الاعلى علي خامنئي، وسط خشية من ان تشهد ايران في فترة ما قبل الانتخابات اضطرابات ومشاكل داخلية وصراعا على النفوذ وسعي الحرس الثوري لضبط الاوضاع بأمرته، لذلك وضع منذ الان يده على الملف النووي ليحصر المفاوضات به. فهل تكون الانتخابات الايرانية عاملاً مساعداً لتسهيل المفاوضات النووية في فيينا تؤدي الى ليونة من الجانبين الاميركي والايراني؟  

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر قال لـ"المركزية": "لا يمكن لأحد ان يعرف ويستقرئ نتيجة الانتخابات، كما ان استطلاعات الرأي تختلف عن الحقيقة. ورغم ان الايرانيين  ينقسمون بين محافظين وليبراليين، إلا ان الاثنين ينضويان تحت عباءة المرشد الاعلى الذي يُعتَبر حكماً بين الموجودين في الحياة السياسية وليس فريقاً"، جازماً "ان هناك بالطبع جماعة معارضة لنظام الحكم لكن معظمهم يعيش في الخارج، ومن يعيش منهم في ايران لا يتحركون بشكل كبير ولا ينزلون الى الشارع إلا عندما يستغلون نقمة الناس التي تتظاهر على اوضاعها المعيشية والاجتماعية المحقة البعيدة عن أي طابع سياسي ويتغلغلون بينهم". 

ولفت الى "ان الحرس الثوري فاعل وحاكم في ايران ويتمتع بنفوذ سياسي كبير جداً وسلطته تفوق احياناً سلطة الحكومة. كما ان قوته العسكرية توازي اذا لم نقل تفوق قوة الجيش الايراني"، موضحاً "ان في ايران مؤسستين عسكريتين: الجيش والحرس الثوري، وقد أنشئت هذه الازدواجية العسكرية في عهد الامام الخميني، لتفادي حصول انقلاب عسكري في يوم ما على النظام من قبل الجيش. رغم ذلك، لا يخوض الحرس الثوري الانتخابات وليس فريقاً فيها. ومن أراد منهم المشاركة في الانتخابات، عليه الاستقالة من الحرس الثوري وخوض غمار الحياة السياسية. في المقابل، لا يمكننا ان ننفي بأنه عادة ما يدعم المحافظين".  

ويضيف: "اذا فاز الليبراليون اي المعتدلون كالرئيس حسن روحاني وغيره، سنشهد سهولة وليونة من قبل ايران بما يتعلق بالمفاوضات النووية، لكن في حال فوز المتشددين، فحتماً لا أتوقع ان تتنازل ايران قيد انملة عن شروطها"، لافتا الى ان الموقف الايراني في محادثات فيينا ما زال متصلبا وعند حده، رغم اننا شهدنا مرونة في اليومين الماضيين"، مشيرا الى ان مفاوضات فيينا لا تجري مع 5+1 بل مع 4+1 لأن الولايات المتحدة موجودة لكن ليس بينها وبين ايران تفاوض مباشر الا بواسطة الـ4+1. 

وتوقّع جابر "ان تقبل ايران وان تبدأ الولايات المتحدة بإظهار ليونة وإعطاء فرصة من خلال وضع برنامج زمني محدد، وان تتعهد امام 4+1 برفع العقوبات، لكن ليس دفعة واحدة بل على مراحل. في هذا الوقت تبدأ ايران تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة بتخفيض مستوى تخصيب اليورانيوم"، مشيراً الى "ان الطرفين بحاجة للعودة الى هذا الاتفاق، لأن ايران بحاجة الى المال ورفع العقوبات والحصار خاصة وان الدول الاوروبية أعلنت أنها من جهتها ستلتزم شرط ان تحل ايران مشكلتها مع الولايات المتحدة".  

وأكد جابر ان الرئيس الاميركي جو بايدن متحمس ايضا للعودة للاتفاق النووي لسببين: اولا الاتفاق الصيني- الايراني ارعب أميركا، لذلك تريد ان تستلحق نفسها وتضمن ان ايران لا تمتلك سلاحا نوويا وتتعهد بعدم حصولها عليه لمدى الحياة، لأن في حال لم تلتزم ايران ما الذي يضمن الا تقوم بمساعدة الصين من خلال الاتفاق التاريخي بينهما، بالحصول على سلاح نووي؟ . وثانيا، لا يمكننا عزل ذلك عن التوتر الاميركي – الروسي في اوكرانيا، لأن الامور مترابطة ببعضها. فمن جهة تُعتبر اوكرانيا خاصرة روسيا والحديقة الخلفية لها لذلك فهي لن تتخلى عنها، حتى لو اضطر الامر حصول نزاع عسكري. ومن جهة أخرى تعتبر الولايات المتحدة اوكرانيا مكسبا وحليفا لها تهدد به روسيا، لذلك يهم ادارة بايدن الدخول الى الاتفاق النووي وتحسين علاقاتها مع روسيا لحل مشكلة اوكرانيا لصالحها ومن ثم كي تتمكن من التخفيف من خطر اتفاقية الصين مع ايران. 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o