Apr 09, 2021 10:34 AM
مقالات

أسرار استراتيجية مثيرة وراء الاهتمام الدولي بإعمار مرفأ بيروت

كتبت ماري هاشم في موقع "القوات":

يشهد لبنان تهافتاً دولياً لافتاً، ليس على الصعيد السياسي للضغط من أجل تشكيل الحكومة فحسب، بل لهدف آخر هو “إعادة الإعمار بعد انفجار 4 آب الآثم بعد ثمانية أشهر على وقوعه”.

من فرنسا إلى ألمانيا التي ستبادر شركاتها من القطاع الخاص (رولاند برغر، وإتش. بي. سي، وإتش. إتش. إل. إيه، وكوليرز) إلى إعادة إعمار مرفأ بيروت والمناطق المحيطة التي دمّرها الانفجار بكلفة تُقدَّر بملايين الدولارات. الدولتان تتطلعان إلى تعزيز دورهما في منطقة شرق البحر المتوسط.

كيف لا يستقطب مرفأ بيروت الاهتمام الفرنسي والألماني يُضاف إلى الروسي والتركي، وهو المرفق الأساسي الحيوي، إذ إن 70 في المئة من التجارة الدولية كانت تمرّ عبره.

ولهذا الاهتمام الدولي بإعادة الإعمار استفادة كبيرة للبنان على هذا الصعيد. لكن كيف يمكن استثمار ذلك من دون وجود حكومة فاعلة توقّع العقود والاتفاقات مع الشركات الأجنبية المهتمة، وبالتالي إجراء المناقصات واستدراج العروض، وتنفيذ المشاريع وفق نظام الـBOT؟

والسؤال الذي يتقدّم على الأول “ماذا ستستفيد تلك الدول من إعادة إعمار مرفأ بيروت ومحيطه؟ وهل الاستفادة محصورة بالشق المالي أم هناك منافع أخرى ظاهرها مادياً وباطنها قد يكون استراتيجياً، بل أمنياً؟”.

خبير استراتيجي يؤكد لموقع القوات اللبنانية الالكتروني أن أرباحاً مالية طائلة ستحصّلها تلك الشركات من مشروع الـBOT المذكور، تماماً كما في تهافتها على إعادة إعمار سوريا الذي لا يفوق الأول أهميّة، معنوية ومادية.

“المصالح السياسية والاستراتيجية لا يمكن إغفالها عن التهافت الدولي لإعادة الإعمار”. بهذه العبارة يجزم بأن الهدف الرئيسي للمبادرات الدولية لإعادة إعمار مرفأ بيروت ليس للربح المادي الذي يدرّ ملايين الدولارات على الرغم من وضعه المزري، إنما يحمل خلفيّة سياسية واستراتيجية في طيّاتها تموضعاً أمنياً واستراتيجياً يحفظ حدود بلادها”.

وعاد الخبير بالذاكرة إلى ثماني سنوات مضت “حين بدأت بريطانيا وألمانيا ببناء أبراج مراقبة على طول الحدود الشرقية ـ الشمالية وحتى الحدود الجنوبية مع سوريا، مع كامل التحصينات اللازمة بشكل صامت إن لم نقل سرّياً. وعندما يُنجز البريطانيون عملية البناء، يبدأ دور الألمان في تجهيز هذه الأبراج بالتكنولوجيا المطلوبة من رادارات وكاميرات وأجهزة الرصد وغيرها، مهمتها ضبط الحدود كاملةً بما يندرج ضمن إطار قرار مجلس الأمن الرقم 1701، في وقت يتولى الألمان الشق البحري من ضمن مهام قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان “يونيفل”، إذ يوكل إلى “البحرية الألمانية” مراقبة طول الشاطئ اللبناني”.

في ضوء هذا العرض يمكن الاستخلاص أن “القوات الألمانية تتولى مراقبة الشاطئ اللبناني في إطار مهام الـ”يونيفل” من جهة، ومراقبة الحدود الشرقية مع سوريا عبر مراكز الرصد المذكورة.

من هنا، جاء اهتمام الألمان بمرفأ بيروت ظاهرياً بهدف إعماره وتحديثه، لكن في خلفية المشروع اكتمال خريطة الحدود البحرية الخاضعة للمراقبة الألمانية، لكون مرفأ بيروت عملياً المرفق البحري الحدودي بامتياز”، بحسب الخبير الاستراتيجي.

ويتوقع أن تبدأ الولايات المتحدة ودول أوروبية قريباً، بالحديث عن أن “مطار بيروت مكشوف أمنياً والتمهيد لإطلاق العمل بمطار رينيه معوّض شمالاً، وبهذه المشهدية تتظهّر عملية ضبط الحدود لأسباب عدة منها ما تم ذكره آنفاً. وبالتالي لا تعود هناك حدود مفتوحة تتسلّل عبرها مجموعات إرهابية لضرب استقرار الدول الأوروبية والأميركية، إذ تجدر الإشارة إلى القلق الكبير الذي تثيره حركة المهاجرين غير الشرعيين من أن يستخدموا هذه المرافئ لولوج الدول الأوروبية تحديداً. من هنا، تكوّن لدى الجانب الأوروبي هاجس ضبط الحدود اللبنانية، حفاظاً على أمن أوروبا”.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o