May 05, 2018 3:45 PM
خاص

بانتظار القمم الخاصة بسوريا وايران ...المواجهة مع تل ابيب كيف ومتى؟

المركزية-  بمعزل عما يجري في المنطقة ثمة مجموعة من المواعيد والاستحقاقات الدولية والإقليمية المتوقعة في الأيام والأسابيع المقبلة تشي بما يمكن ان يكون عليه الوضع في المستقبل القريب وخصوصا لدى الذين يرصدون شكل وحجم المواجهة المنتظرة بين تل ابيب وطهران سواء على الساحة السورية ام في مكان آخر في المنطقة.

والى موعد الثاني عشر من ايار  الذي سيقول فيه الرئيس الأميركي كلمته في الملف النووي الإيراني تجميدا للتوافق السابق او استمرارا به، تعقد  مجموعة  قمم اوروبية واميركية  تحاكي ملفات المنطقة بجدية غير مسبوقة ، واذا صدقت السيناريوهات المتوقعة،  فان مواجهة اسرائيلية – ايرانية تلوح في الأفق وتتعدد منها المواقف والتوقعات.

ثمة من يقول ان طهران لن تسكت عن مجموعة الضربات الاسرائيلية الموجعة التي تلقتها منذ ان ضربت قاعدة "الطائرات المسيرة" في مطار "تي 4" وصولا الى ضرب مخازن الصواريخ في ريفي حمص وحماه وهي تستعد لضربة قيل انها ستكون بعد الإنتخابات اللبنانية في 6 ايار، وتردد بعدها انه لا يمكنها ان تقوم باي خطوة من هذا النوع قبل موقف الرئيس الأميركي من ملفها النووي في 12 ايار الجاري والذي يتوافق والإستعدادات الجارية لإنتخابات العراق التشريعية التي تعني ايران كما تعنيها الإنتخابات اللبنانية.

وامام مسلسل الروايات والتوقعات المتناقضة ، تقول مصادر سياسية  عربية لـ" المركزية" ان ثمة معطيات تعوق اي توجه لرفع منسوب التوتر في المنطقة وقد تلغيه ومنها على سبيل المثال :

-  الاولويات الإيرانية تتفوق في اهميتها على ما يسميه خبراؤها "امكان استدراجها" الى مواجهات لا تريدها في توقيتها وشكلها ومضمونها. فهي التي تختار شكل الرد وتوقيته وساحته.

-  ليس في الأفق ما يمكن تسميته بضربة قاضية تستهدف الإيرانيين في سوريا، فهم باتوا في موقع متقدم على سواهم وان كان الحضور الروسي على اراضي سوريا متفوقا على ما عداه بالقوة العسكرية فايران باتت تمسك بمفاصل الحياة السياسية والإقتصادية هناك ولا يمكن لأحد تجاهلها.

-  ليس من مصلحة طهران اليوم فتح ملف الأتوستراد السريع بمعانيه السياسية والإقتصادية والعسكرية ما بين طهران وبيروت عبر بغداد ودمشق ولا تخاطر بقطعه او تهديده لمجرد إرضاء أحد او تنفيذا لرغبة اي كان اقليميا او دوليا فقوتها العسكرية ليست للإيجار لمصلحة اي طرف آخر.

-  لدى ايران ما يكفي من الإستحقاقات الداخلية ولا يمكنها اليوم المس بالإستقرار المحقق لديها بانتظار استشراف "الهجمة" الخارجية عليها.

وفي المقابل ترى المصادر ان بعض المعطيات القائمة راهنا تحمل على الاعتقاد بأن ثمة مبررات لإمكان وقوع المواجهة الاسرائيلية – الايرانية من زوايا مختلفة ومنها:

-  لا يمكن لطهران مهما كانت الظروف ان تتراجع امام تعهداتها الفورية التي تلت الضربات الثلاثية الأميركية – البريطانية والفرنسية قبل الإسرائيلية بأنها سترد في التوقيت المناسب وان الساحة السورية سمحت لها بالإقتراب أكثر من اي وقت مضى من الأراضي الاسرائيلية ولا بد من ان تقرن تهديداتها بالفعل.

- منذ ان اطلقت ايران طائرتها المسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية والتي تسببت بالرد الإسرائيلي الذي انتهى باسقاط احدى طائراتها قبل فترة لم يعد امامها اي خطوط حمر يمكن ان تتوقف عندها  وهو امر يحتاج الى تأكيده مرة أخرى.

-  ان الشعور الإيراني المفرط بالقوة وبقوة حلفائها في سوريا لا يمكن ان تحتفظ به ، ما لم تؤكده بضربة موجعة باتجاه اسرائيل قبل الاستحقاقات الإقليمية والدولية الإيرانية سواء الداخلية منها أو تلك التي تواجه ملفها النووي.

وما بين كل هذه السيناريوهات تبقى الإشارة الى ملاحظة قد تؤدي الى طي الملاحظات السابقة دون اهمالها. فطهران وتل ابيب وانقرة تدرك دون شك حجم التفاهمات الأميركية الروسية والخطوط الحمر المتبادلة فوق سوريا وفي مناطق الأزمات في العالم. وإن صح ان الضربات الاسرايلية مستحيلة دون ضوء أخضر اميركي،تضيف المصادر، فان اي تحرك ايراني لا يحظى بالرضى الروسي لن يتحقق. ولذلك، فإن القرار الذي يحكم المنطقة ليس في طهران ولا في تل ابيب بقدر ما هو في موسكو وواشنطن ويمكنهما في مثل هذه الحال ان يلعبا تحت هذا السقف الى أجل غير مسمى.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o