نصرالله عن الملف الحكومي: لا تيأسوا.. الجهود جادّة لتذليل بقية العقبات

رأى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أنّ "البلد استنفد وقته وحاله وروحه"، وقال: "آن الأوان لأن نضع كل الأمور جانباً ونذهب في محاولة جادّة لانهاء المأزق الذي يعيشه البلد حالياً".

وفي كلمة له خلال الحفل التأبيني الذي أقامه "تجمع العلماء المسلمين" بعد ظهر اليوم للشيخ القاضي أحمد الزين، قال نصرالله: "لسنا في موقع اليأس ولا تيأسوا ففي خلال الأيام الماضية والأيام الآتية هناك جهود جادّة وجماعية من أكثر من جهة للتعاون في محاولة لتذليل بقية العقبات".

وأوضح ان "الكل يُجمع أن المدخل الذي يضع الأمور على طريق الحل في لبنان هو تشكيل حكومة، وأقول للبنانيين، لا تيأسوا، إذ انه خلال الأيام الماضية والأيام الآتية هناك جهود جادة وجماعية للتعاون في محاولة لتذليل بقية العقبات".

اقليميا: إلى ذلك، أكد نصر الله ان "المقاومة هي الأمل الوحيد لتحرير فلسطين"، مشيدا بدور "الحركات الاسلامية والشخصيات السنية والعروبية وتجمع العلماء المسلمين في رفضهم لتصنيف الحرب على اليمن بأنها بين السنة والشيعة". وقال: "المرحلة الأصعب على أخواننا من أهل السنة كانت في السنوات العشر الماضية، فمواقفهم كانت الأكثر جرأة، لا سيما أنهم كانوا قلة".

واستذكر "تفاعل الشعوب العربية والاسلامية مع انتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين، وكيف أن أعداء المقاومة حاولوا تضليل الصورة"، وقال: "ما يجري في تونس وليبيا ومصر من صراعات لا تمت الى السنة والشيعة، ولكن عندما وصلت المسألة إلى سوريا حاول الاعداء منحها صفة صراع مذهبي لكن مواقف الشيخ الزين وأمثاله كسرت هذه الصورة".

وخاطب الحضور من "تجمع العلماء المسلمين" قائلا: "الأذى لحق بكم بسبب مواقفكم هذه، ولكن هذا الخط وهذا الطريق هو أمانة في أيديكم".

ونوه بدور التجمع لأنه "أدى نموذجا فريدا في العالم الاسلامي".

وتطرق إلى "ما يجري من حرب في اليمن باعتباره خبرا أول"، وقال: "هناك دعوات لوقف الحرب، وهناك مبادرة سعودية وتواصل أممي - يمني، ولكن هناك تصوير خاطىء في الدعوة لوقف الحرب لجهة اتهام الحوثيين بأنهم يرفضون وقف الحرب. وفي هذا الأمر ظلم كبير".

أضاف: "المعروض على الحوثيين ليس وقف الحرب وإنما استمرار الحصار عليهم من خلال الضغط السياسي والاجتماعي، وهذا خداع لا ينطلي على الأخوة في اليمن. وإن خداعهم غير ممكن لأنهم كبار في السياسة والأقوى وفي موقع الهجوم في إطار الدفاع".

ووجه نداء الى المملكة العربية السعودية وحكامها بألا "يضيعوا الوقت لوقف الحرب في اليمن، وفتح الباب أمام الأطراف اليمينة للحوار في ما بينها".

وتطرق نصر الله إلى "يوم الأرض"، وقال: "الفلسطينيون صبروا وصمدوا ولم يخضعوا لضغوط ترامب مما أودى بصفقة القرن كما كان يريدها".

وأشار الى أن "الضلع الثاني بعد ترامب في صفقة القرن هو نتنياهو الذي يمر بوضع صعب"، رافضا التطرق الى "الضلع الثالث في هذه الصفقة وهي السعودية".

ولفت الى ان "محور المقاومة يعمل على تراكم القدرات".

وعن المشهد الدولي، قال: "نشده اليوم تطورات دولية مهمة جدا، ومن الواضح أن أولوية اميركا هي الصين وروسيا، وهناك جهد اميركي لمنع ايران ان تكون الى جانب روسيا والصين. من هنا هناك سعي اميركي للعودة الى الاتفاق النووي. ان ما لم تعطه ايران لترامب لن تعطيه للادارة الجديدة وهي على أبواب تجاوز الحصار".

وألمح الى "انشغال الادارة الاميركية عن فلسطين"، مخاطبا الذين يراهنون على اميركا في المنطقة بالقول: "علهيم ألا يفعلوا ذلك لأن الانتظار طويل، وأميركا لم تعد أميركا وهي سائرة في طريق الأفول وفي قوس النزول، ولديها ارتباط بمشاكلها الداخلية".

وكرر تأكيده أن "مسار الولايات المتحدة الى أفول وأن محور المقاومة الى صعود"، داعيا الى "عدم انتظار اميركا ولا التطورات الدولية بل الى المجيء الى حوارات"، وقال: "اليوم أحسن لكم من "بعدين"، وهذا هو الأفق الذي نراه".

وشدد على ان "اسرائيل هي ايضا في قوس النزول".

وعن الوضع المحلي، قال: "نحن لسنا في موقع اليأس ولا تيأسوا، وهناك جهود جادة وجماعية لتذليل بعض العقبات في مسألة تشكيل الحكومة. فقد آن الأوان لأن يذهب الجميع الى معالجة حقيقية".