May 05, 2018 10:59 AM
خاص

ملفات المنطقة في "الثّلاجة" في انتظار موقف ترامب من "النووي"
اسرائيل تحاول استمالة موسكو وتطالبها بـ"ردّ الجميل" لتل أبيب

المركزية- منذ الضربة الثلاثية الاميركية – البريطانية- الفرنسية على سوريا فجر 14 نيسان الماضي، لم تسجّل اي تطورات بارزة على خط حلحلة النزاع العسكري، وبدا ان الصراع دخل في مرحلة "ستاتيكو"، في حين كان يُتوقّع ان تحرّك الغارات الغربية عجلات التسوية السياسية مجددا.

أما السبب في هذه المراوحة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فقد يكمن في تقدّم "همّ" التمدد الايراني في سوريا وتحديدا في جنوبها والذي يقض مضاجع اسرائيل، من جهة، ومصير الاتفاق النووي الايراني، من جهة أخرى، الى رأس سلّم أولويات الولايات المتحدة خصوصا والمجتمع الدولي عموما، منتزعا الصدارة من الملف السوري.

المصادر تلفت الى ان القضايا الاقليمية كلّها تبدو اليوم في الثلاجة في انتظار ما سيقوله الرئيس الاميركي دونالد ترامب في 12 أيار المقبل، فإما ينسحب من الاتفاق النووي المبرم مع ايران او يبقى فيه مع تعديلات، وتبدو حظوظ الاحتمالين متساوية مع ترجيح الخيار الاول، علما ان ايران ومعها روسيا، رفضتا ادخال اي تغييرات الى الاتفاق الذي أبرم مع الجمهورية الاسلامية عام 2015، وتقولان "إما يؤخذ كما هو، أو يسقط".

وفي الوقت الفاصل عن المهلة التي حددها ترامب، تكثّف تل أبيب ضغوطها لفرط الاتفاق النووي وتأليب الدول الكبرى ضد توسع طهران في سوريا. والمسؤولون الاسرائيليون لا يتواصلون للغاية مع الاميركيين فحسب، بل يحاولون ايضا استمالة موسكو.

فقد نبه وزير الدفاع الإسرائيلي روسيا، في الساعات الماضية، إلى قرار حكومته عدم المشاركة في تطبيق العقوبات الغربية على موسكو وطلب منها رد الجميل بانتهاج سياسة أكثر دعما لمصالح إسرائيل في ما يتعلق بسوريا وإيران.

وقال أفيغدور ليبرمان في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت الروسية "نحن نقدر هذه العلاقات مع روسيا"، مضيفا "حتى عندما ضغط علينا شركاؤنا المقربون مثلما حدث في قضية العقوبات على روسيا فلم ننضم إليهم". وتابع مشيرا إلى القوى الغربية التي اصطدمت بموسكو بسبب أزمة القرم وتسميم جاسوس روسي سابق في بريطاني"، قائلا "دول كثيرة طردت في الآونة الأخيرة دبلوماسيين روسا. ولم تشارك إسرائيل في هذا التحرك"، ومؤكدا "نحن نأخذ مصالح روسيا في الاعتبار ونرجو أن تأخذ موسكو مصالحنا في اعتبارها هنا في الشرق الأوسط. ونتوقع تفهما من روسيا ودعما عندما يتعلق الأمر بمصالحنا الحيوية".

واذ تشير الى ان الصورة على ضفة "النووي" ستتظهر في الايام القليلة المقبلة، تلفت المصادر الى ان الاتصالات الدولية التي ستنشط بقوة اثر موقف ترامب، مهما يكن، بين زعماء العالم، وأبرزها بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين، وربما ايضا بين الاخير والرئيس الاميركي، ستعرض بعمق لملفات المنطقة كلّها، من الازمة السورية الى اليمنية مرورا بالدور الايراني في الشرق الاوسط، وصولا الى النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي.

ويفترض، بحسب المصادر، ان يتمخّض عن هذه الحركة، تصوّر للتسوية الكبرى المرتقبة لازمات الاقليم، ستكون ركيزته الاساسية، وفق المواجهات العسكرية، واعادة الاطراف المتخاصمة كلّها، الى طاولة المفاوضات السياسية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o