Mar 26, 2021 4:42 PM
خاص

جوع أم حملة لتحريك العفو تحت قرقعة الطناجر؟
صبلوح: انتفاضة سجن رومية قد تتحول إلى ثورة

المركزية –هي المرة الأولى التي يتسلل فيها الجوع الى زنزانات سجن رومية بعد الإكتظاظ والجرب وفيروس كورونا. السجناء صرخوا: "نحنا جوعانين" والإنتفاضة التي كان يستعد السجناء لإعلانها وتريثوا في انتظار النتائج التي ستعلنها اللجنة المنبثقة عن لجنة حقوق الإنسان البرلمانية الأسبوع المقبل قد تتحول إلى ثورة جوع إذا لم ينزل المعنيون من ابراجهم ويدخلوا زنزانات سجن رومية ويستمعوا إلى صرخات بطون السجناء الخاوية.

صرخة الوجع أطلقها الممثل عن نقابة المحامين ومدير مركز حقوق السجين في نقابة المحامين في طرابلس المحامي محمد صبلوح خلال الإجتماع الدوري الذي عقدته لجنة حقوق الإنسان البرلمانية برئاسة النائب ميشال موسى أول من أمس حيث حذر من تداعيات الواقع المأساوي الذي يعانيه سجناء رومية وقالها بالمباشر:" الجوع دخل سجن رومية وانا مسؤول عن كلامي".

وأوضح صبلوح لـ"المركزية":" في العادة يُخصّص الطعام الذي يتم تحضيره في مطبخ سجن رومية للسجناء المتروكين وعددهم يقارب 800 أما الباقون فيتولى الأهل شراء الطعام لهم من "حانوت" السجن بحسب اللوائح التي يرسلها لهم السجناء. ويتم إرسالها إلى الزنزانات بعد الساعة الثالثة ليبدأ السجناء في أعمال الطهي. كل هذا كان قبل أن يرتفع سعر الدولار ويطأ عتبة الـ15 ألف ليرة. اما اليوم فكل السجناء وعددهم يقارب ال7500 سجين باتوا يتكلون على وجبات السجن وما أدراكم ماذا تحتوي".

قبل الأزمة الإقتصادية كانت تتوزع الوجبات بمعدل 3 مرات يوميا، "اليوم تقتصر على وجبتين، وانخفضت كمية الوجبات بشكل كبيروكذلك بالنسبة إلى الفواكه حيث يتقاسم كل سجينين تفاحة" ويضيف صبلوح نقلا عن روايات وشكاوى السجناء أن غالبية اصناف الأدوية غير متوافرة في مستوصف السجن ويتولى الأهل شراء الأدوية إضافة إلى الكميات التي تؤمنها الجمعيات التي تعنى بشؤون السجناء". واستغرب ارتفاع الأسعار في حانوت السجن والتي تضاهي بحسب قوله اسعار السلع في الأسواق المحلية وسأل "أين المواد المدعومة؟"

في المقابل اكدت مصادر مطلعة عن كثب على أوضاع سجناء رومية  لـ"المركزية" أن الكلام عن الجوع في سجن رومية غير واقعي. وقد جرت العادة على تقديم وجبتين للسجناء: الترويقة بين العاشرة والحادية عشرة وهي كناية عن لبنة وخبز بكميات كبيرة ومربى وفواكه، ووجبة الغداء بين الثالثة والرابعة عصرا وتتضمن أطباقا مطهوة بالدجاج واللحوم إضافة إلى الفاكهة والخضار. لكن بعد ارتفاع أسعار اللحوم باتت الوجبات خالية من اللحوم،  لكن في المقابل تمت زيادة عدد الوجبات المطهوة مع الدجاج".  

ولفتت إلى أن مبنى الخصوصية الأمنية الذي خصص للمصابين بفيروس كورونا منذ حوالى 6 أشهر يضم حوالى 100 مصاب وقد تحسنت معاملتهم بعدما رفعت المرشدية العامة للسجون الصوت وباتوا يتناولون وجبتين بدل واحدة.

ولفتت  إلى أن المواد الغذائية المدعومة متوافرة في حانوت السجن "كيلو السكر ب 2500 ليرة وكيلو الأرز ب4000 ليرة هذا عدا عن احتياجاتهم من صابون وشامبو للإستحمام وملابس ومعقمات التي تقدمها لهم جمعيات تابعة لمنظمة الصحة العالمية ".

جوع أو لا جوع في سجن رومية؟ الأخبار متناقضة. مصادر مطلعة رجحت أن تكون صرخة سجناء رومية استكمالا لصرخات تفشي فيروس كورونا منذ أشهر قليلة وتطورت إلى احتجاجات للمطالبة بإقرار قانون ملف العفو العام. ولفتت إلى أن الحل يكمن في تقصير مدة السنة السجنية من 9 أشهر إلى 6.

صبلوح نفى هذه المقاربة وقال:"لا نريد عفوا عاما. نريد العدالة وتأمين حقوق السجناء".  ويختم: "صرخة الجوع في سجن رومية حقيقية وكنا نتمنى على وزير الداخلية أن يزور السجن ويستمع إلى معاناة السجناء ونتمنى أن لا تقتصر زيارة اللجنة التي تشكلت بطلب من لجنة حقوق الإنسان البرلمانية الأسبوع المقبل على المطبخ الذي سيبدو بأبهى حلة لساعات فقط. المطلوب الجلوس مع السجناء لسماع خرير بطونهم الخاوية وطرطقة الطناجر الفارغة".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o