Mar 11, 2021 4:38 PM
خاص

تحرك روسيا..علاقات جيدة تجيز لها لعب دور المايسترو

المركزية – يضع المحللون السياسيون التحرك الروسي الأخير في الشرق الاوسط عموماً ولبنان خصوصاً ضمن إطار البدء العملي بدخول مرحلة جديدة في المنطقة، هي مرحلة الإتّفاق الروسي - الإسرائيلي على إيران، بالتنسيق مع الأميركيين. وتجلّى التحرك الروسي من خلال جولة وزير الخارجية  ومبعوث الرئيس للشرق الاوسط سيرغي لافروف الى كل من الامارات والسعودية وقطر، حيث التقى في أبو ظبي الرئيس المكلف سعد الحريري وتقابلها مطلع الاسبوع المقبل زيارة لوفد من حزب الله الى موسكو يضم رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي. وتأتي هذه الجولة الخليجية بعد شهر على لقاء جمع لافروف بوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في موسكو. فهل يعاد خلط اوراق المنطقة؟ واين لبنان من كل ذلك؟ 

رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر قال لـ"المركزية": "استطاعت روسيا خلال السنوات الاخيرة ان تلعب دورا مهماً انطلاقا من سوريا ومن علاقاتها بجميع دول المنطقة التي تعتبر من جيدة الى ممتازة حتى مع دول الخليج. لذلك نرى اليوم ان هناك اولا صراعاً على النفط والغاز خاصة في بحر المتوسط، وتعتبر روسيا الغاز خطاً احمر خاصة تصديره الى اوروبا. لذلك، فإن ما نشهده اليوم هو عبارة عن حرب باردة ودبلوماسية، حيث ان تركيا تلعب دورا كبيرا وتتقرب من مصر، لأن تركيا تعتبر نفسها، في حوض البحر الابيض المتوسط، بوابة الغاز الى اوروبا، وهذا لا يناسب روسيا، الحليف الروسي لتركيا في الوقت نفسه، وأثبتت انها على علاقة جيدة مع الجميع بدءا من الميدان السوري وعلاقاتها الممتازة مع النظام السوري من جهة ومع تركيا والاكراد من جهة ثانية، ما يجيز لها لعب دور المايسترو".  

ولفت جابر الى "ان دخول روسيا الى المياه الدافئة ليس من اجل ان تتشمس، انما هذا حلم روسي قديم من ايام القيصر، تحقق اليوم، وله ابعاد استراتيجية. وهنا نعود ايضا الى عملية الغاز والنفط في المتوسط. فروسيا لم تكن موجودة سابقا في المتوسط، اليوم هي موجودة في طرطوس، ولاحظنا ان الاجتماع الذي عقد في الدوحة اليوم، وحضره امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريش، جرى اتخاذ قرارات بشأن الوضع في سوريا وكانت روسيا الضيف الاساسي فيه بالاضافة الى تركيا". 

ورأى "ان الولايات المتحدة الاميركية تعتبر ان روسيا اخذت الكثير في ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، وتوسعت في مناطق كانت الى ذلك الحين تعتبر مناطق نفوذ اميركية، لذلك، نشهد اليوم هذا الصراع الخفي بين واشنطن وموسكو، حيث تحاول الولايات المتحدة استعادة البعض من نفوذها في المناطق التي انتزعتها منها روسيا في السنوات الخمس الماضية".  

وعن الحراك الروسي في لبنان قال: "يبرز الاهتمام الروسي في لبنان من خلال تعيين السفير الجديد ألكسندر روداكوف، الذي تصفه اوساط لبنانية في موسكو بأنه "سوبر سفير". وهذا دليل الى زيادة النفوذ الروسي في لبنان. إنما الروس لا يهمهم لبنان بشكل مباشر، بل موقعه ومركزه الجغرافي، ولا يمكن ان تبقى روسيا متفرجة. وطُلِب منها بما انها كانت وسيطا لعدة ملفات، كما انها قدمت نفسها كوسيط في الملف اللبناني. ورغم ان لبنان يأتي في الدرجة الثانية من اهتماماتها، إلا انها تسعى الى لعب دور مهم، خاصة وان لبنان يقع في منطقة صراع دولية، فروسيا لن تبقى في مقعد المتفرجين حول ما يجري في لبنان حتماً. وهو دور تنجح فيه وتحقق مكاسب سياسية". 

وعن زيارة وفد حزب الله الى روسيا، اوضح جابر "ان الزيارة تدخل ضمن لعب روسيا دور الوسيط في الشأن اللبناني، لأنها تعتبر ان علاقتها جيدة مع حزب الله من خلال علاقتها الجيدة مع ايران والنظام السوري، ودعت الحزب للتشاور معه ومحاولة لعب دور الوساطة. لكن الشأن السوري لن يكون حاضرا بقوة، لأن موسكو لا تبحث موضوع الوجود العسكري لحزب الله في سوريا مع حزب الله إنما مع ايران". 

وعن المعلومات المتداولة حول نية موسكو عقد مؤتمر للنازحين السوريين على ان يكون مقرّه هذه المرة في بيروت، بعد أن فشلت الصيغة السابقة التي كانت مطروحة في دمشق، لكنّ انعقاد هذا المؤتمر يستوجب وجود حكومة لبنانية شرعية، أجاب جابر: "في اجتماع الدوحة اليوم تم التطرق الى ملف النازحين بوجود تركيا وغوتيريش وجرى خلاله الاصرار على الاسراع في تأمين عودة النازحين السوريين طوعا الى بلادهم. ملف النازحين السوريين يهم الروس ويهمهم تسجيل نقاط في هذا الاتجاه. لكن موضوع عقد مؤتمر يتحدد في حينه". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o