Mar 08, 2021 9:13 PM
مقالات

ماذا بعد غضب الجوع؟؟؟؟

كتب الاعلامي محمد سلام في الوكالة الاتحادية للانباء:

لا مبرر لوصف مشهد الشارع الغاضب جوعاً، فمن لم يشارك في الغضب إما يشاهده على الشاشات أو يمارسه على نفسه في البيوتات. السؤال هو: ماذا بعد غضب الجوع. يعني إلى أين؟؟ يعني ما الذي سيحصل؟؟؟

الإجابة، أو فرضيات الإجابات، يجري إستنتاجها من طروحات الجياع الغاضبين، ما يفرض الإقرار بأن هذه الطروحات - لجهة الإجابة عن ماذا بعد -  ليست واحدة موحدة، ولا حتى منسجمة، ولا ترسم خطاً يوصل إلى "ما بعد" غضب الجوع.

*بعضهم يطالب بإستقالة النواب كي يتم إنتخاب مجلس نيابي جديد وحكومة جديدة تقر إصلاحات. هكذا يقولون ونقطة على السطر.

-س-1- لنفترض أن النواب إستقالوا، من سيصدر الدعوة إلى انتخابات؟؟ ووفق أي قانون إنتخابي؟؟ ومن سيشرف على الانتخابات إجرائياً؟؟؟ وزير الداخلية الحالي في حكومة تصريف الأعمال؟؟؟ ومن سيعلن النتيجة؟؟؟ وزارة عدل حكومة تصريف الأعمال؟؟؟ وبوجود قانون الانتخابات الحالي النافذ، من يضمن أن النتيجة ستكون سلطة تشريعية مختلفة عن الحالية؟؟؟ وإذا طُلب قانون إنتخابي جديد، من سيشرعه؟؟؟ المجلس الحالي؟؟؟

*بعضهم أو كلهم أو أغلبهم يطالب بإستعادة الأموال المنهوبة، ومعاقبة الفاسدين ومنع التهريب ومعاقبة مستغلي الأصناف المدعومة ... ألخ

-س-2- من سينفذ هذه المطالب؟؟؟ وبقية التساؤلات معطوفة على –س-1-

*بعضهم يطالب بإسقاط النظام ...

-س-3- الإجابات كلها معطوفة على كل ما سبق.

*بعضهم يطالب بإلغاء إتفاق الطائف وإستعادة إمتيازات المارونية السياسية ما قبل الطائف تحت عنوان "صلاحيات رئيس الجمهورية"...

-س-4- هل يدرك من يطالب بإلغاء الطائف أنه سيفقد معه "إمتياز المناصفة" وسينزل عليه كالصاعقة "إمتياز النسبية" ومع صاعقة "إمتياز النسبية" ليس ما يمنع أن يفقد "إمتياز" مذهبية الرئاسات وغيرها؟؟؟؟؟

*ونعود إلى السؤال الأساس: ماذا بعد غضب الجوع؟؟؟؟

مع التأكيد على أن الجوع حقيقة وألم الغاضبين منه حقيقة لا يمكن إلا أن تُحترم، لكن لا بدأيضاً من التشديد على أن:

**غضب الجوع لا ينتج ثورة لأن المطالب ليست واحدة-موحدة، والغضب غير الموحد لا ينتج إلا "الشغب"، والشغب يشرعن "النهب"، والنهب يقود تلقائياً إلى "صراع شرس" بين أنياب الناهبين الجائعين ... إلى برك دم تعوم على قماشة وطن مهتريء لا تحكمة حتى شريعة الغاب ...

والنهب الهائج الذي لا تقوننه حتى شريعة الغاب يفتح الباب واسعاً لأي "ميليشيا منظمة-مسلحة" كي تستغله لتفرض سيطرتها على كامل قماشة الوطن المهتريء.

***في لبنان "ميليشيا واحدة منظمة مسلحة" منتشرة على كامل قماشة الوطن المهتريء قادرة على تنفيذ السيطرة المباشرة الكاملة حتى لو تحوّلت برك الدم إلى ... شلالات دم.

****في لبنان أيضاً، بل أساساً "قوة واحدة  نظامية مسلحة" منتشرة على كامل مساحة الوطن تحاول أن تحد من إهتراء قماشتة.

****الإستنتاج****

عملاً بالمثل الشعبي "من سبق شم الحبق" إذا سبقت "القوة النظامية المسلحة" بإطلاق حالة إنقاذية يدعمها الشعب "البلد بيشم الحبق" وإذا سبقت الميليشيا المنظمة-المسلحة" سيشم البلد نقيض رائحة الحبق

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o