Mar 08, 2021 3:59 PM
خاص

زيارة البابا للعراق.. استعادة الهوية في مواجهة طغيان ايران

المركزية – أنهى "بابا الأخوّة"، فرنسيس زيارة تاريخية الى العراق استمرت ثلاثة أيام، لكن تردداتها ستبقى تصدح في ارض ابراهيم والعالم لسنوات طوال. فما قبل زيارة العراق لن يكون كما بعدها، خاصة وأنها تأتي في مرحلة حساسة من تاريخ البلاد. فقد شاء البابا أن يزور تلك الأرض المعذبة ويعانق شعباً عانى الأمرّين وهو يتوق اليوم إلى السلام والتعايش المشترك والوئام، توجه إلى العراق يوم الجمعة كحاجّ سلام في زيارة حملت شعار "أنتم جميعا أخوة"، وغادرها مؤكداً أنه يحمل هذا البلد في قلبه.  

وكان في استقبال البابا لدى وصوله إلى المطار صباح اليوم للمغادرة الى روما، رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح وعقيلته. وبعد إقلاع الطائرة البابوية ترك صالح تغريدة تويترية كتب فيها أنه يحيي البابا الذي حلّ ضيفاً في بغداد والنجف وأور ونينوى وإربيل حاملاً معه رسالة إنسانية وتضامنا مع العراق. وأكد صالح أن حضور البابا، الذي شكل علامة للسلام والمحبة، سيبقى دائماً في قلوب العراقيين.   

اوساط مطلعة اكدت لـ"المركزية" ان الغرب يعتبر ان العراق اليوم مختطف من قبل ايران، لذلك تجري محاولات حثيثة من قبل البابا والفاتيكان والغرب واوروبا لدعم حكومة مصطفى الكاظمي الذي يؤكد على الهوية العراقية اولاً والعربية ثانياً مع حسن جوار مع ايران. ويعتبر الغرب ان الميليشيات التابعة لايران نفذت عمليات تطهير مذهبية كبيرة في مناطق عراقية متعددة، ما ادى الى ظهور القاعدة ثم داعش التي دمرت كل المناطق السنية، في ظل حكومة نوري المالكي آنذاك، كما احتلت الموصل ودمرتها، ودمرت كل المنطقة السنية التي تشكل اكثر من ثلث  العراق، إلا أنها لم تدخل المنطقة الكردية اي اربيل وعاصمتها. لكن ما تبقى من المنطقة تم تدميره على يد البغدادي وداعش، ما ادى الى هذا الدمار الهائل وفرار المسيحيين من العراق، فتقلص عددهم من مليون ونصف مليون نسمة الى مئة وخمسين الفا، ومعظمهم قدم اوراق هجرة الى كندا والولايات المتحدة واستراليا واوروبا".  

وشددت الاوساط على "ان البابا تهمه التعددية المذهبية والحضارية والثقافية ضمن الوحدة العراقية اي وحدة الارض والشعب، خاصة في ظل المحاولات الكثيرة من قبل اطراف متعددة لتقسيم العراق، ايران من جهة وتركيا من جهة ثانية. من ابرز نتائج زيارة البابا الى العراق، العمل لاستعادة العراق دوره العراقي وليس ان يكون لعبة ايرانية وساحة للسياسة الايرانية ضد العرب وضد الولايات المتحدة والغرب".  وأوضحت ان "زيارة البابا هادفة وليست مجرد زيارة عادية الى اي بلد في العالم. فهي اولاً محاولة تشجيع المسيحيين للبقاء في العراق النازف هجرةً وفساداً وتسلطاً ايرانياً وسط محاولات حثيثة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي المتدهور، اي دعم فاتيكاني واوروبي واضح للحكومة العراقية التي تعمل من اجل سيادة العراق، لا ان يكون ساحة للصراعات الايرانية ضد الولايات المتحدة او الغرب بشكل اساسي، والعمل على ان يقوم بلد الرافدين بتمتين علاقاته بالجوار العربي مع ابقاء علاقات طبيعية فقط بالجار الايراني وليس قطعها، وسط مساع ايرانية لهيمنة واسعة على القرار العراقي، نظرا لأهمية البلاد الاستراتيجية والنفطية والعسكرية في المنطقة". 

وعن زيارة النجف ولقاء البابا فرنسيس بالمرجعية الشيعية علي السيستاني، رأت الاوساط أنها كانت زيارة مهمة ولافتة، لأن الهدف منها تكريس مرجعية عربية لشيعة العالم وعدم استفراد مرجعية قم الايرانية وولاية الفقيه بالمرجعية الشيعية، خاصة وان قم تحاول ان تكون هي المرجعية. كل ذلك وسط صمت ايراني واضح حول هذه الزيارة وابعادها السياسية والدينية. أما عن زيارة البابا الى اور، المدينة التي يقال، بحسب التوراة، ان النبي ابراهيم الاب الروحي للديانات السماوية المسيحية والاسلامية واليهودية، ولد فيها، ومنها انطلقت حملات عسكرية باتجاه بلاد فارس وهذا ما يزعج ايران". 

ولفتت الى ان رئيسي الجمهورية برهم صالح والحكومة مصطفى الكاظمي ابديا اهتماما استثنائيا بالزيارة وهناك تعويل سياسي كبير على الفاتيكان ودوره في اوروبا والغرب وعلى النتائج الايجابية للزيارة على العراق المستفرد من قبل ايران التي تحاول السيطرة على قراره دائما. فزيارة البابا تنسف الاستفراد الايراني بالساحة العراقية. صحيح ان المسيحيين استهدفتهم داعش ولكن الحشد الشعبي والميليشيات الموالية لايران استهدفهم قبل داعش".  

وردا على تساؤلات البعض عن ملعب فرانسو الحريري في اربيل حيث احيا البابا القداس الالهي، أوضحت الاوساط ان هذا الملعب يحمل اسم سياسي اشوري عراقي، اغتيل قبل عشرين سنة في اربيل". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o