Mar 04, 2021 4:05 PM
خاص

بين ايران وتركيا...العراق عصيّ على طموحات السيطرة!

المركزية – أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "ان العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات"، مشدداً على "أن "العمليات الاستباقية ضد الإرهاب مستمرة وفي تصاعد للقضاء على ما تبقى من جحور الإرهاب وبؤره". جاء كلام الكاظمي بعد ساعات على إطلاق صواريخ باتجاه السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد. 

تعتبر اوساط مطلعة على الوضع العراقي "ان موقف الكاظمي متقدم جداً اذ يشكل رسالة مهمة الى ايران تحديدا"، وتؤكد لـ"المركزية" ان رئيس الحكومة يحاول جاهداً تحجيم القوى الموالية لايران"، معتبرة ان على الكاظمي ان يأخذ بالنصيحة الاميركية بأن "يجب ان تمسك عصا غليظة وتفاوض"، اي بما معناه وجوب "حيازة العراق على طائرات تُستخدم في الداخل ودبابات ومصفحات واسلحة متطورة حتى يتمكن من مواجهة الحشد الشعبي".  

ويحظى الكاظمي بدعم كبير من الشعب العراقي، خاصة الشيعة منهم. والدليل، برأي الاوساط، ان الاكثرية الساحقة من الشيعة تقف ضد ايران وممارساتها هو ان معظم التظاهرات واعمال العنف والدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة مقررة في تشرين المقبل، تحصل في المناطق الشيعية. المشكلة ان ايران تحاول باستمرار منع العراق من انجاز دوره القومي وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وحتى العسكرية مع الدول العربية والخليجية خاصة مع السعودية، وتسعى جاهدة لالتقاط كل الخيوط الموجودة في العراق وإمساكها بإحكام كي تعيق أي محاولة عراقية لبناء علاقات جيدة مع الدول العربية. 

وتشير الاوساط الى ان البابا فرنسيس الذي يزور العراق غداً، سيلتقي المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني في النجف، وهذا تطور مهم ومثابة اعتراف ان مركز الشيعة هو في العراق وليس في قم في ايران. فقد سبق للبابا ان التقى بشيخ الازهر السني في الامارات منذ سنتين، ووقع معه وثيقة، كناية عن اتفاقية مكتوبة بين المسيحيين والسنة لتطوير العلاقة بينهما. والآن مع السيستاني يرجح ان يكون هناك نوع من ورقة عمل لتطوير العلاقات بين الفاتيكان والشيعة في العالم. ولكن قصد البابا ان تكون هذه العلاقة مع شيعة العراق مع السيستاني، خاصة وان كربلاء والنجف مدينتان مقدستان لدى الشيعة. 

الجو متوتر جدا في العراق، تضيف الاوساط، والمواجهة التركية الاميركية الايرانية في أوجها، لأن تركيا تحاول ايضا ان تمد يدها الى كركوك الغنية بالنفط، بحجة ان الشعب هناك من اصول تركية، ويهمها ان تحجّم الاكراد في العراق لأنها ضد قيام دولة كردية وفي حال نشوئها ستضم اكراد سوريا والعراق وتركيا. فتركيا تخاف من الوجود الكردي القوي في سوريا والعراق، وقد استطاعت تدجينهم الى درجة كبيرة في تركيا، لكنها لم تستطع حتى الساعة تدجين اكراد العراق المدعومين من الولايات المتحدة والغرب. فالاكراد رغم انهم لم يشكلوا دولة، إلا أنهم يتمتعون بحكم ذاتي قوي ويستطيعون ان يواجهوا النفوذ التركي في المنطقة. كما ان ايران تتوافق مع تركيا حول هذه النقطة ويهمها إضعاف الاكراد أيضاً، خاصة في العراق حتى لا يكون لهم دور اساسي في مواجهة المدّ الايراني في المنطقة. علما ان 90 في المئة من الاكراد هم من السنّة والقليل منهم شيعة وواحد في المئة منهم مسيحيون".  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o