أبو زيد يكشف ماذا حمل اتصال باسيل ببوغدانوف... وهذا ما طلبه الحريري من موسكو

المركزية – أكد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبو زيد انه التقى منذ اسبوعين في موسكو نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وتخلل اللقاء اتصال برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: "كنت اتصل بالوزير باسيل وسألت بوغدانوف اذا كان يود التحدث معه، فأجاب طبعا، وتحدث معه نحو عشر دقائق وتطرق الحديث الى الوضع الحكومي وكانت دعوة للاتفاق وتسهيل تأليف الحكومة انطلاقاً من التفاهم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف مع الاخذ بعين الاعتبار عدم استغياب احد من الاحزاب الاساسية والا تكون هناك شروط. نعرف ان هناك شروطا دولية موضوعة على لبنان فيما يتعلق بتأليف الحكومة تتصل بحزب الله بشكل مباشر او غير مباشر. الروس ضد هذا الامر ويعتبرون انه شأن لبناني صرف، واننا كلبنانيين يمكننا ان نجلس معا لنرى هل ستكون كل المكونات مشاركة في الحكومة ام لا، انطلاقا من تمثيل كل طرف في المجلس النيابي".  

واكد ابو زيد في حديث لقناة "الجديد"، "ان الحديث عن الثلث المعطل لم يتم طرحه ابدا خلال اتصال باسيل وبوغدانوف، كما لم يتم التطرق الى موضوع رئاسة الجمهورية او أنه لا يجوز ربط الحكومة بالانتخابات الرئاسية لا من قريب ولا من بعيد. واقتصر الحديث على العناوين العريضة في ما يتعلق بالملف الحكومي، وانتهى الاتصال بتأكيد بوغدانوف إن الباب مفتوح للتواصل".  

وأوضح ابو زيد ان لقاءه مع بوغدانوف "كان وديا وتطرقنا الى الازمة الحكومية، لأن روسيا تعتبر ان كلما طال أمد الازمة الحكومية، له انعكاس سلبي على الوضع الاجتماعي والانساني والاقتصادي والسياسي وحتى الامني. وروسيا تدعو للاتفاق بين المكونات اللبنانية على تشكيل الحكومة وهي لا تتدخل في الخصوصيات والمواضيع الداخلية".  

ولفت الى ان ليس هناك أي مبادرة واضحة، وقد طرحت السؤال على بوغدانوف بأنني أقرأ في الصحف عن مبادرة روسية، فكان جوابه: ليس لدينا مبادرة، يهمنا ان تتفقوا بين بعضكم البعض، لأننا دول لا نحب ان نفرض اي شيء على غيرنا، ونود ان يكون هناك اتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري. ويعتبرون ان الحريري تكلف دستوريا لذلك يجب أن تتألف الحكومة ولكن بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، دون فرض اي شيء، فلا يمكن اعطاء الرئيس ورقة والطلب منه التوقيع".  

وعن الرسالة التي وصلت الى السفير اللبناني في موسكو ومن بعدها الى وزارة الخارجية اللبنانية وهناك كلام انها تضمنت دعم موسكو لتشكيل حكومة سريعا في لبنان يرأسها سعد الحريري مؤلفة من اخصائيين لأن من خلالها سيحظى لبنان بمساعدات دولية ولا ثلث ضامن فيها لأحد من القوى السياسية، على اعتبار ان موسكو تبلغت من العواصم العربية والخليجية والدولية بأن اذا حصل اي طرف على الثلث الضامن لن يحصل لبنان على مساعدات ووصلت الى الرؤساء الثلاثة، أجاب: "ليس لدي علم بمضمونها، وهذا الموضوع لم يبحث معي، ولكن من خلال معرفتي بطريقة تعاطي الروس، يمكنني ان اؤكد انهم لا يدخلون في هذه التفاصيل. حتى انه قيل بعد الاتصال بالحريري وبرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انه تم التطرق الى هذا الموضوع، عدت الى موقع وزارة الخارجية الروسية وقرأت ما كُتب، لكن هذا الموضوع لم يُذكر نهائياً. واذا تم التطرق الى هذا الموضوع مع السفير اللبناني فهذا موضوع خاص، لا يحق لي التعليق عليه لا سلبا ولا ايجابا". 

وعن طرح موسكو الملف الحكومي مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قال: "صحيح تم بحث الموضوع معه بناء على رغبة وطلب من الحريري، لمعرفة ما هو موقف ايران من تسهيل او عدم تسهيل تشكيل الحكومة، وكان الجواب ان ايران مع الحريري بما يمثل ويهمها ان تتألف الحكومة شرط الا يكون ذلك على حساب الرئيس عون ودوره وان تحظى على رضاه. فروسيا وايران تؤكدان على دور رئيس الجمهورية". 

وختم ابو زيد: "تعتبر روسيا ان الاستقرار في لبنان ضرورة، وتتخوف من ان تنزلق الامور خاصة مع تفاقم الازمة يوماً بعد يوم الى مكان آخر، وان ينزل اللبنانيون الى الشارع بسبب الضائقة الاقتصادية. وتعتبر ان كل هذه الامور يمكنها ان تؤدي الى عودة التوترات الامنية من وراء الخلايا الداعشية النائمة اكان في لبنان ام في سوريا. وكل امر جيد في لبنان ينعكس ايجابا على الداخل السوري والعكس صحيح".