Feb 19, 2021 6:21 PM
مقالات

هل المطلوب في انفجار بيروت "صوان أم جفصين"؟

كتب محمد سلام على صفحته كلام سلام: هل إنفجار مرفأ بيروت هو "نزاع بين طرفين" كي يتم عزل قاضي التحقيق فادي صوان على قاعدة أنه على علاقة بأحد طرفي النزاع أو...؟

سؤال يطلق آخر، وهل عزل قاضي التحقيق صوان وفق قاعدة عدم خلو العلاقة أو الإرتياب المشروع يفتح الباب، ولا نقول، يثبت، لطرح سؤال: هل الإنفجار بذاته هو "نزاع"؟

وإذا كان الإنفجار "نزاعاً" يستوجب عزل القاضي غير خالي العلاقة كونه على علاقة بالطرف المتضرر من الإنفجار بواقع تضرر منزله، لا بد من طرح جملة تساؤلات: (1)من هو الطرف الآخر غير المتضرر والمتهم بإحداث الضرر؟؟ (2) وهل هو الطرف المستورد للنيترات؟؟ (3) أم الطرف المتغاضي عن وجودها على أرض المرفأ لسنوات؟؟ (4) أم هو الطرف المفجّر للنيترات؟ (5) وما هو نوع الصاعق الذي فجّر النيترات؟

من خارج إطار الإتهامات السياسية المتداولة، المطلوب إجابات منطقية "صلبة" تبني تهمة قضية تطرح بعد التحقيق أمام محكمة. لذلك فإن "الأدبيات السياسية الإتهامية" على تنوعها وتناقضها مرفوضة جملة وتفصيلا في أي بحث منطقي للإجابة عن التساؤلات الخمس، ما يقودنا إلى إستعراض المواقف الدولية والإقليمية واللبنانية من "النظرة أو النظرات" إلى إنفجار المرفاً ومساره.

غربياً-إسرائيلياً: -أ- الغرب يسعى إلى الإضاءة على من إستورد النيترات، ومن سمح ببقائها على أرض المرفأ، وما هي الكمية التي إنفجرت وصولاً إلى مقارنتها بالوزن الأساسي للشحنة للإضاءة على مصير الكمية التي لم تنفجر في المرفأ، وتحديد إلى أين نقلت، ولصالح من نقلت، ومن نقلها، وكيف إستخدمت.

-ب- الغرب لا يريد أن يسأل كيف إنفجرت النيترات، لأنه لا يريد الإضاءة على من فجرها، وما هو الصاعق الذي إستخدم لتفجيرها. لذلك لا يفرج عن صور الأقمار الإصطناعية كي لا يقول إن الإنفجار نتج عن فعل تفجير، وكي لا يحدد ما إذا كان هذا الفعل (صاروخ أو عبوة) هو الذي فجر النيترات، أم أن الصاروخ أو العبوة فجر أساساً مادة غير النيترات ما حوّل إنفجار هذه المادة إلى صاعق فجر النيترات.

شرقياً-مشرقياً:

هذا المحور يضم روسيا، الصين، إيران، سوريا-بشار

-أ- هذا المحور لا يريد أن يسأل من إستورد النيترات، ولا يريد أن يسأل من أبقاها على أرض المرفأ، ولا يريد أن يسأل كيف إنفجرت النيترات، ولا يريد أن يقارب الإضاءة على إحتمال أن تكون القضية "تفجير لا إنفجار" ...

-ب- بالنسبة لهذا المحور ما حصل في مرفأ بيروت هو "كارثة" قد تكون نيزك تسرب من الفضاء وخلّف تشظيه ضحايا وخسائر أصابت لبنان كله. ونقطة على السطر.  

عربياً:

-أ- العرب يريدون أن يعرفوا حجم الخسائر لتمويل التعويضات والمشاركة في إعادة الإعمار، ويا دار ما دخلك شر ، لأن غير ذلك يهدد بضرب مسارهم لمقايضة "إستعادة بشار إلى الحضن العربي لقاء إخراج إيران من سوريا" ... ويهدد مسار صلح إبراهيم إذا كشف أن ما حصل هو تفجير، وأن ما تسبب بالتفجير هو صاروخ أو عبوة، وأن الصاروخ أو العبوة أصاب هدفاً، وأن الهدف فجّر مادة تحولت إلى صاعق فجّر النيترات.

لبنانياً:

لبنان إبن العرب، بل أكثر، هو في ما يتعلق بإنفجار المرفأ، "أبو العرب وأبو الشرقيين المشرقيين معاً" يؤيد نظرية الكارثة التي تسبب بها "الإهمال الوظيفي" ...

ملاحظة: كتبنا على هذه الصفحة في الأسبوع الأول بعد الإنفجار تقديرنا بأنه "تفجير لا يستطيع من نفذه أن يعلن مسؤوليته عنه لأن خسائره تجاوزت هدفه، ولا يستطيع المتضرر منه أن يعلن عنه لأن خسائره تدينه وتنقله من مرتبة ضحية إلى مرتبة متسبب بالإنفجار"

علق أحد "البهايمر" على ما كتبناه في ذلك الوقت بالتالي: "عامل حالك فهمان، والحقيقة أنك مجرد كاتب حزازير و سيناريو سينما" ...

هل إنفجار المرفأ هو "نزاع" كي يعزل صوان لأنه طرف متضرر؟؟؟ أم المطلوب جفصين بدل الصوان؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o