Jan 26, 2021 6:10 AM
مقالات

لبنان على "خط الإتصال" بين ماكرون وبايدن... وترقّب لحضور فرنسي مباشر يفرض التأليــف

وسط انسداد الأفق الداخلي أمام الملف الحكومي، والفتور القائم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، جاءت إشارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول تقديم لبنان كواحد من البنود المدرجة في أجندة التعاون المقبل حوله، بين الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، لِتُشيع بعض الأمل بأنّ لبنان ليس متروكاً لحال العبث السياسي والشخصي الجارية في ملف تأليف الحكومة بين القصر الجمهوري وبيت الوسط.

وتؤكّد مصادر ديبلوماسية مطلعة على الموقف الفرنسي لـ"الجمهورية" إنّ ارتدادات اعلان الرئيس الفرنسي عن توافق مع الولايات المتحدة الأميركية على التعاون حول لبنان، ستصيب حتماً شريكَي التأليف، أي رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلف، وستفرض عليهما هدنة قسريّة، تُخرجهما من خلف متاريس الاشتباك الذي استنفدا فيه تظهير كلّ عناصر تأجيج الخلاف بينهما واسباب تعطيل تأليف الحكومة، وبالتالي انتظار ما سيطرحه الفرنسيون من حول الملف اللبناني، ربطاً بما اعلنه ماكرون.

ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية عبر "الجمهورية" تحرّكاً فرنسياً وشيكاً تجاه لبنان، سواء عبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصياً، وهذا يطرح احتمال زيارة جديدة قد يقوم بها، تعويضاً عن الزيارة التي أُرجئت عشيّة عيد الميلاد اواخر السنة الماضية، فيُشرف شخصيّاً على الحل الفرنسي للأزمة في لبنان، او عبر وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، او عبر مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل.

وفي رأي المصادر إنّ المسألة هي مسألة وقت، إنما ليس وقتا طويلا، إذ انّ هناك استعجالا فرنسيا لإعادة فتح الملف اللبناني، وقد تَبدّى ذلك في الدعوة التي وجّهها ماكرون قبل ايام قليلة الى السعودية بألّا تترك لبنان، وكذلك في مُسارعته ماكرون الى طرح الملف اللبناني مع الرئيس الأميركي جو بادين قبل يومين، وهذا معناه أنّ ماكرون يسعى الى قوّة دَفع تَحملهُ الى استئناف مهمته في لبنان، والتي يعلّق أملا كبيرا جدا على نجاحه فيها. وإنّ مُسارعة الرئيس ماكرون الى الاعلان، بعد الاتصال بينه وبين الرئيس الاميركي، عن تعاون فرنسي – اميركي حول الملف اللبناني، الى جانب الملف النووي الايراني، تُقرَأ على أنها مؤشّر الى أنّ الرئيس الفرنسي حصل على قوة الدفع التي يريدها.

من جهة أخرى، أشارت رندة تقي الدين في "نداء الوطن" الى ان الرئاسة الفرنسية أكدت أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصل بنظيره الاميركي جو بايدن، مهنئاً إياه بانتخابه وتناول معه أزمات العالم، في مكالمة اتسمت بالود والتوافق حول مواضيع مرتبطة بالأزمات والأمن الدولي.

وأكدت الرئاسة في بيان “توافق ورغبة مشتركة بين البلدين للعمل معاً من اجل السلام في الشرق الأوسط واستقراره، خصوصاً في ما يخص الملف النووي الايراني والوضع في لبنان. واتفق الرئيسان على البقاء على اتصال وثيق في الاسابيع المقبلة حول هذه المواضيع وحول مجمل جدول الاعمال المشترك”. وذكر بيان الرئاسة ان “ماكرون ذكّر بـ”العلاقة التاريخية بين البلدين المرتكزة على الحرية والديموقراطية واعتزازه بالعمل الى جانب الولايات المتحدة لتنفيذ الاهداف المشتركة”. وأعرب الرئيسان عن املهما ان تفتح عودة الولايات المتحدة الى اتفاق باريس المناخي مرحلة جديدة لعمل الاسرة الدولية كي تكون بمستوى التزاماتها تطلعاً للـcop26″.

إلى ذلك تم تعيين السفيرة باربارا ليف مديرة قسم الشرق الاوسط في البيت الابيض وكانت ليف في مهمتها الاخيرة قبل استقالتها من الخارجية خلال ادارة دونالد ترامب سفيرة الولايات المتحدة في ابوظبي، وقبل ذلك عملت في الخارجية الاميركية مديرة لقسم الخليج وكانت عملت لمدة ثلاث سنوات في السفارة الاميركية في فرنسا، كمسوؤلة عن الشرق الاوسط خلال ادارة الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك واثناء الحرب الاميركية على الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وخبرتها واسعة بالقضايا العربية ولبنان من بينها.

ويتردّد في العاصمة الاميركية أن روب مالي سيتم تعيينه مبعوثاً خاصاً للخارجية الاميركية في ايران في منصب كان يشغله براين هوك في الادارة السابقة. ومالي من المقرّبين جداً لوزير الخارجية الاميركي انطوني بليكن وهو كان تلميذاً معه وهو صديق قديم له، والاثنان عاشا ودرسا وتعلّما معاً في فرنسا.

وروب مالي معروف برغبته في المفاوضة بليونة مع ايران حتى انه كان ضد عزل نظام الرئيس السوري بشار الاسد، إلا أن مصادر ديبلوماسية في واشنطن استبعدت أن تعود ادارة بايدن فوراً الى الاتفاق النووي مع ايران من دون التفاوض حول صواريخها في المنطقة، مقابل سياسة ايران التي تريد العودة فوراً الى الاتفاق من دون التفاوض حول الصواريخ.

وبحسب ما تكشف معلومات "الأنباء الالكترونية" فإن الأيام المقبلة ستشهد تحركاً فرنسياً جديداً باتجاه لبنان، من خلال إعادة تفعيل التواصل مع مختلف القوى. لكن المبادرة الفرنسية لم تجد حتى الآن أرضية لبنانية صالحة للتفاعل معها، ومن أبرز عوامل تعطيلها هو انعدام الثقة بين مختلف الأفرقاء، والإنهماك في الحسابات المصلحية الضيقة سواء إنتخابياً او في السيطرة أكثر على مواقع داخل الدولة، أو الإستمرار في معارك تصفية الحسابات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o