Jan 25, 2021 2:20 PM
خاص

بين سليمان وبايدن آمال ووعود بالدعم ومساعدة لبنان
الرئيس الاميركي يعارض اي حل على حسابه "سأمنع السيطرة عليه"

المركزية- في أول اتصال هاتفي بينهما منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه، اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بحسب ما اعلن قصر الاليزيه امس، وجود تقارب كبير في وجهات النظر بينهما بشأن القضايا الدولية الرئيسة، وأعربا عن "رغبتهما في العمل معاً من أجل السلام في الشرقين الأدنى والأوسط، ولاسيما في الملف النووي الإيراني والوضع في لبنان".

بدا جليا من بيان القصر الرئاسي الفرنسي، ان ماكرون حرص على ذكر لبنان من بين الملفات الكثيرة الدسمة التي اثارها مع نظيره، على رغم كونه تفصيلا مقارنة معها. في الحرص اشارة واضحة الى استمرار الاهتمام الفرنسي بلبنان وازمته واصرار على استكمال المبادرة التي اطلقها عقب انفجار المرفأ المشؤوم من خلال اثارتها مع رئيس دولة عظمى عُلقت استحقاقات كثيرة في العالم عموما ولبنان خصوصا على لحظة اعلان فوزه ثم تسلمه منصبه وفي مقدمها الحكومة التي لم يُفرج عنها على رغم دخوله البيت الابيض. هذا الدخول بحسب ما تقول اوساط سياسية قريبة من الضاحية لـ"المركزية" يخضع لصولات وجولات من البحث والتمحيص في دوائر القرار لدى الجمهورية الاسلامية وحزب الله الذي تكشف انه شكل فريقا لدراسة اداء قاطن البيت الجديد وتحليل مواقفه السياسية وهوية معاونيه خلال فترة الـ100 يوم ليبنيا في ضوئها على الشيء مقتضاه، ورسم الاستراتيجية الواجب اتباعها لمرحلة السنوات الاربع المقبلة.

وكما الحزب كذلك العهد وتياره البرتقالي، اذ تعرب اوساط دبلوماسية عن اعتقادها بأنهما يراهنان على الادارة الجديدة ونهجها السياسي والمسار الجديد في المنطقة بما سيطرأ عليه من تغييرات مرتقبة، بعدما ربطه حزب الله بالملف الاقليمي والمحور الايراني. بيد ان الاوساط تستبعد ان يحرك بايدن وادارته ملف لبنان قبل الربيع المقبل، ولو ان الاشارة الفرنسية ضخت جرعة امل بامكان ان يحرز التنسيق الاميركي- الفرنسي في شأن لبنان نقلة ما على مستوى حل ازماته، مرجحة ان يرسل بايدن موفدا الى بيروت في وقت لاحق، اذا ما سمحت الظروف السياسية والصحية، خصوصا انه يعرف لبنان جيدا ويتمتع بشبكة علاقات واسعة ومتينة مع شخصيات سياسية لبنانية ويعرف خفايا شؤونه وتعقيدات الوضع بما يسهّل التعاطي مع ملفه، وهو الوحيد الذي زاره منذ عهد الرئيس باراك اوباما حينما كان نائبا له، في عهد الرئيس ميشال سليمان، الذي تنقل اوساطه ان بايدن قال له آنذاك انه مع لبنان ويحبه وسيعارض اي حل على حسابه ولن يتخلى عن دعمه ومساعدته ولن يسمح لايران او سواها بالسيطرة عليه. "اني اعدكم بالمحافظة على وطن الارز"، قال آنذاك  لسليمان الذي يؤكد انه  كان واضحا في حسم  موقفه من دعم لبنان. وهو ما انعكس في مضمون برقية التهنئة التي بعث بها سليمان الى بايدن .وفيما يلي نصها:

"أتقدم منكم بأحر التهاني لإنتخابكم رئيساً سادساً وأربعين للولايات المتحدة الأميركية متمنياً لكم الصحة والعافية لقيادة بلادكم والعالم الحرّ إلى ما فيه خير الإنسانية وتعزيز قيمها الحضارية المتمثلة بالديمقراطية، الحريات العامة، حقوق الإنسان، نبذ التعصب ومحاربة الإرهاب.إن الثقة الكبيرة التي منحكم إياها الشعب الأميركي ودول العالم تجعلني أعتز بمعرفتي بكم وتواصلي معكم خلال ولايتي الرئاسية بين عامي 2008و 2014 حين وضعنا اسس التعاون بيننا وإستمرار دعمكم للبنان في إجتماعاتنا عام 2009 التي شددتم فيها على حماية إستقلال لبنان وإستقراره وأمنه التي بدونها لا حل في الشرق الأوسط. كما أكدتم مراراً على إستحالة إيجاد حل على حساب المصلحة اللبنانية لا بل بالعكس آمنتم ان لبنان القوي بمؤسساته وجيشه هو حاجة لعملية السلام. فخامة الرئيس، إنني في هذه المناسبة أتمنى كما يتمنى اللبنانيون وفي مقدمهم المقيمون  في بلادكم أن تكلل جهودكم بالنجاح في تطبيق حلّ الدولتين وفق المبادرة العربية للسلام والحؤول دون توطين اللاجئين الفلسطينيين . وفي هذا المجال لا يسعني الا ان اضيف أنه من أجل ضمان إستقرار وأمن لبنان وإستقلاله لا بد من دعم "حياد لبنان الناشط" الذي يطالب به البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي والذي أعتمد في هيئة الحوار الوطني اللبناني بالإجماع في "إعلان بعبدا" الصادرفي عام 2012 مع ما يتطلبه ذلك من تعزيز سيادة الدولة وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة العسكرية الشرعية والمساعدة على اعادة النازحين السوريين الى ديارهم في اقرب الآجال. إن إعلان بعبدا المشار إليه دعمته الولايات المتحدة بقيادة الرئيس بارك اوباما الذي كنتم نائباً مميزاً له، وعملتم على تبنيه "وثيقة رسمية في مجلس الأمن" وتأسيس “ISG “ المجموعة الدولية لدعم لبنان (International Support Groupe For Lebanon) بالإستناد إلى مضمون إعلان بعبدا والذي ننتظر مضاعفة جهودكم لالتزام بنوده وفي مقدمها الحياد من قبل كافة الأطراف الدولية والإقليمية والداخلية.ومع دعائي لكم بالتوفيق أبقى على سعيّ الدؤوب لإنجاح عملية السلام وتطوير العلاقات بين بلدينا.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o